المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24
الصحافة الأدبية في دول المغرب العربي
2024-11-24
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24

معنى كلمة حلى
10-12-2015
رسل المأمون إلى الامام الرضا
8-8-2016
وظائف التحرير الاساسية
31-5-2021
الانجذاب الكيماوي Chemotaxis
29-10-2017
الاعراب المحلي
2024-10-28
Mills, Theorem
19-3-2020


إنحراف العقيدة  
  
1976   03:36 مساءً   التاريخ: 10-8-2017
المؤلف : محمد هادي الاسدي
الكتاب أو المصدر : الشفاعة حقيقة إسلامية
الجزء والصفحة : 5 - 6
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

كانت مسائل العقيدة في حياة الرسول الأكرم صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم واضحة بسيطة خالية من  التعقيد والاستدلالات الفلسفية والكلامية ، إذ لم يكن هناك مصدر لاختلاف المسلمين سوىٰ شبهات كان أهل الكتاب يثيرونها أحياناً بين المسلمين ، أو سوء فهم بعض الأصحاب لبعض الآيات ، أو قصر نظرهم عليها وغفلتهم عن البعض الآخر منها ، أو جهلهم بيانات الرسول الكريم صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم.

ولم يعد لهذه الاُمور أي تأثير علىٰ عقائد المسلمين في العهد النبوي بفضل وجود النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم الذي كان يبيّن للمسلمين كلّ ما من شأنه أن يكون مدعاة لاختلافهم.

ولما كانت سُنة الله قد خلت من قبل أن لا يخلد أحد في هذه الدنيا ولو كان رسولاً نبياً ، ولكون رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة الخالدة ، فمن غير المعقول جداً أن يدع الرسول دينه نهباً من غير أن يكون له واقٍ يقيه وحامٍ يحميه بعد رحيله لكي يدرأ عنه أية شبهة ويدفع عنه أي اشكال.

ومن هنا كان التأكيد النبوي المستمر بحديث الثقلين وغيره علىٰ أهل بيته ليبيّن للناس جميعاً مقامهم وأنهم هم الذين سيخلفونه في ذلك كلّه « إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ».

وبعد أن بلّغ الرسول أُمته وصدع بالحق أمره لم تلبث الاُمور هكذا في حياته ، ولكن سرعان ما ظهرت بوادر الاختلاف حين وداعه ثم ازدادت بعد وفاته شيئاً فشيئاً حتى انسحب ـ فيما بعد ـ إلى أكثر مفردات العقيدة الإسلامية خصوصاً عند توسع رقعة الإسلام الجغرافية على أثر الفتوحات الإسلامية ، وتأثر الفكر الإسلامي بفلسفتي الفرس والرومان ، ونتج عن ذلك ـ بتقادم الأيام ـ بروز حركة الترجمة وتطور علم الكلام الذي كانت بوادره موجودة في عصر صدر الإسلام ولكن بصورتها الغضة الطرية.

وعلى أثر تلاقح الفكر الإسلامي بغيره كان من الطبيعي أن تؤثر مدارسه الكلامية تأثيراً مباشراً على عقائد المسلمين صياغةً واستدلالاً ، ومن هنا نشأ الخلاف الحاد في بعض المفردات العقائدية بين المدارس الكلامية ـ ليكون بمثابة الإعلان الصريح عن الابتعاد عن مسار الإسلام الصحيح في ضرورة الرجوع في فهم الإسلام عقيدة وفكراً إلى أهل البيت عليهم‌ السلام الثقل الثاني الذي أمرنا النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم بالتمسك به بعد القرآن الكريم.

نعم هناك كثير من العقائد كانت محل اتفاق المسلمين الأوائل إلاّ أنه قد ظهر في بعض العصور من خالف وشذَّ اتباعاً للهوىٰ أو انحرافاً عن المنهج السليم في البحث والتحقيق.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.