المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

جزيرة سيبو
14-6-2018
النحل الذي قد يجتاح العالم العربي
5-6-2016
مفهوم الحساب الختامي البرلماني
22/12/2022
 الأمراض التنفسية الناجمة عن المواد الكيميائية
14-12-2015
الكدمة - الرض
8-4-2016
عبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي
26-06-2015


منهج حكم الإمام أمير المؤمنين : بسط الحريّات  
  
2224   02:34 مساءً   التاريخ: 7-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص71-73.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / العباس في كنف امير المؤمنين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017 2510
التاريخ: 7-8-2017 2225
التاريخ: 12-8-2017 2547
التاريخ: 21-8-2017 2269


منهج الحكم وفلسفته عند الإمام (عليه السلام) فقد كان مشرقاً وحافلاً بمقومات الارتقاء والنهوض للشعوب الإسلامية وفيما أعتقد أنّه لم تعرف الإنسانية في جميع أدوارها نظاماً سياسياً تبنّى العدل الاجتماعي والعدل الاقتصادي والسياسي مثل ما تبّناه الإمام وسنّه من المناهج الرائعة في هذه الحقول ونشير إلى بعضها :
وآمن الإمام (عليه السلام) بضرورة منح الحريّات العامة لجميع أبناء الأمّة وان ذلك من اولوّيات حقوقها والدولة مسؤولة عن توفيرها لكل فرد من أبناء الشعب وان حرمانهم منها يخلق في نفوسهم العقد النفسية ويمنع من التقدّم الفكري والتطوّر الاجتماعي في أبنائها ويخلد لهم الخنوع والخمول ويعود عليهم بالأضرار البالغة أمّا مدى هذه الحرية وسعتها فهي :
أ ـ الحريّة الدينية :
يرى الإمام (عليه السلام) أن الناس أحرار فيما يعتقدون ويذهبون من أفكار دينية وليس للدولة أن تحول بينهم وبين عقائدهم كما أنّه ليس لها أن تحول بينهم وبين طقوسهم الدينية وانهم غير ملزمين بمسايرة المسلمين في الأحوال الشخصية وانّما يتّبعون ما قنن من تشريع عند فقائهم.
ب ـ الحريّة السياسية :
ونعني بها منح الناس الحرية التامة في اعتناق المذاهب السياسية التي تتفق مع رغباتهم وميولهم وليس للدولة أن تفرض عليهم رأياً سياسياً مخالفاً لما يذهبون إليه كما أنّه ليس لها أن تفرض عليهم الإقلاع عن آرائهم السياسية الخاصة وانّما عليها أن تقيم لهم الأدلة والحجج الحاسمة على فساد ذلك المذهب وعدم صحّته فان رجعوا إلى الرشاد فذاك وإلاّ فتتركهم وشأنهم ما لم يحدثوا فساداً في الأرض أو يخلّوا بالأمن العام كما اتفق ذلك من الخوارج الذين فقدوا جميع المقوّمات الفكرية والركائز العلمية وراحوا يتمادون في جهلهم وغيّهم ويعرضون الناس للقتل والإرهاب فاضطرّ الإمام (عليه السلام) إلى مقاومتهم بعد أن أعذر فيهم.
ومن الجدير بالذكر أن مما يتفرّع على الحرية السياسية حريّة النقد لرئيس الدولة وجميع أعضائها فالناس أحرار فيما يتولّون وينقدون وقد كان الخوارج يقطعون على الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) خطابه ويخدشون عواطفه بنقدهم الذي لم يكن واقعياً وانّما كان مبنيّاً على الجهل والمغالطة فلم يتّخذ الإمام أي إجراء ضدّهم ولم يسقهم إلى المحاكم والقضاء لينالوا جزاءهم وبذلك فقد عهد الإمام إلى نشر الوعي العام وبناء الشخصية المزدهرة للإنسان المسلم.
هذه بعض صور الحرية التي طبّقت أيام حكم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي تمثّل مدى أصالة منهجه السياسي الذي يساير التطور والابداع.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.