أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3434
التاريخ: 2-4-2022
1774
التاريخ: 15-6-2017
3262
التاريخ: 11-5-2017
3010
|
في هذه السنة[السنة الرابعة للهجرة] وفي شهر صفر قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر الملقّب بملاعب الاسنّة على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من اراضي نجد الى المدينة و كان سيد قبيلة بني عامر بن صعصعة، فعرض عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الاسلام فلم يسلم و لم يبعد و قال: يا محمد انّ أمرك هذا الذي تدعوا إليه حسن جميل، فلو بعثت رجالا من أصحابك الى أهل نجد فيدعوهم الى أمرك، رجوت ان يستجيبوا لك.
فقال (صلّى اللّه عليه و آله) : انّي أخشى عليهم أهل نجد فقال أبو براء: انا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس الى أمرك، فبعث (صلّى اللّه عليه و آله) سبعين نفرا و قيل أربعين من خيار أصحابه منهم، منذر بن عمرو و حرام (بكسر الحاء مثل كتاب) بن ملحان (بكسر الميم) مع أخيه سليم (مثل زبير) و الحارث بن الصمّة (بكسر الصاد) و عمر بن فهيرة (كجهينة) و نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي و عمرو بن اميّة الضمري (بفتح الضاد و سكون الميم) و غيرهم من وجهاء الصحابة و القراء و العباد، من الذين كانوا يجمّعون الحطب في النهار و ينفقوا ثمنه على اصحاب الصفة و يقومون في الليل الى السواري للصلاة، و كانوا يجمعون الحطب لنساء النبي أيضا فأمّر (صلّى اللّه عليه و آله)على هذه السريّة منذر بن عمرو و أرسل معهم رسالة الى كبراء نجد و قبيلة بني عامر يحثّهم فيها على تعلم شريعة الاسلام.
فساروا حتى نزلوا بئر معونة (بفتح الميم و ضم العين)- و هي بئر بين ارض بني عامر و حرّة بني سليم في نجد- و عسكروا بها، و سرحوا ظهرهم و أعطوا الابل الى رجل من الانصار يقال له عمرو بن أميّة، و قيل الى الحارث بن الصمة ليعلفها، ثم أخذ حرام بن ملحان رسالة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ليبلغها عامر بن الطفيل بن مالك العامري ابن أخي عامر بن مالك، فلمّا اتاهم بكتاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لم يقبله عامر، و قيل أخذه و رمى به الى الارض.
فقال حرام: يا أهل بئر معونة انّي رسول اللّه إليكم، فخرج إليه رجل برمح و ضربه في جنبه فخرج من الجانب الآخر، فقال: فزت و رب الكعبة.
ثم استصرخ عامر بن الطفيل بني عامر على المسلمين فأبوا أن يجيبوه الى ما دعاهم إليه لجوار أبي براء للمسلمين، فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم و عصية و رعلا و ذكوان فأجابوه الى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم و قاتلوهم حتى قتلوهم عن آخرهم، الّا كعب بن زيد
فانّهم تركوه و به رمق ظنا منهم انه قد قتل، فعاش حتى قتل يوم الخندق، ثم أخذوا عمرو بن أميّة أسيرا، فلمّا أخبرهم انّه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل و جزّ ناصيته، و أعتقه عن رقبة كانت امّه قد نذرت عتقها ...
فخرج عمرو الى المدينة حتى اذا كان بالقرقرة، أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا معه في ظلّ هو فيه، و كان مع العامريّين عقد من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و جوار لم يعلم به عمرو بن أميّة، فلمّا ناما عدا عليهما و قتلهما و هو يرى انّه قد أصاب بهما ثأر اصحابه من بني عامر، فلمّا قدم عمرو بن أميّة على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أخبره الخبر.
فقال (صلّى اللّه عليه وآله): لقد قتلت قتيلين لأدينهما (أي أدفع ديتهما)، فأعطى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ديتهما الى اهلهما.
وتألم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كثيرا من استشهاد هؤلاء الرهط، و قيل انّه أخذ يلعن قبائل رعل و ذكوان و عصيّة الى شهر أو أربعين يوما، و أضاف إليهم قبائل بني لحيان العضل (بفتح العين و سكون الضاد) و القارة، و ذلك انّ سفيان بن خالد الهذلي اللحياني أرسل جماعة من مشركي قبائل العضل و القارة الى المدينة فأظهروا الاسلام حيلة و خدعة، فقالوا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : ابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا و يعلّموننا شريعة الاسلام، فارسل (صلّى اللّه عليه وآله) معهم عشرة من كبراء اصحابه منهم عاصم بن ثابت، و مرثد (بضم الميم وسكون الراء وفتح الثاء) بن ابي مرثد، و خبيب (بضم الميم و فتح الباء) بن عدي، و سبعة آخرين ... فخرجوا مع القوم الى بطن الرجيع و هو ماء لهذيل، فغدروا بهم و قتلوا سبعة منهم و أعطوا الامان الى ثلاثة منهم ثم لم يفوا بعهدهم و قتلوهم، فسمّيت هذه السرية، سرية الرجيع.
وحزن أبو برّاء لهذه الحادثة كثيرا حتى مات من الحزن و الالم، و هجاهم حسان بن ثابت و كعب بن مالك، لخيانتهم و نقضهم العهد، و مات عامر بن الطفيل بلعنة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ايّاه، و كان في بيت امرأة سلولية فأصابته غدّة كغدة البعير فمات منها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|