المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

حقيقة سؤال نوح عن ابنه
11-6-2021
Hereditary Spherocytosis
17-6-2018
التقييم النوعي للمحاصيل العلفية
2024-03-17
امثلة العنوان المنفرد
7-8-2021
ما هي أهم النباتات السامة للأغنام؟
4-1-2022
مـعالجـة قـروض الشـركاء الدائـنـة وفـوائـدها فـي شركـات التضامن
2024-05-30


غزوة معونة والرجيع  
  
3414   03:26 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص95-97.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

في هذه السنة[السنة الرابعة للهجرة] وفي شهر صفر قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر الملقّب بملاعب الاسنّة على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من اراضي نجد الى المدينة و كان سيد قبيلة بني عامر بن صعصعة، فعرض عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الاسلام فلم يسلم و لم يبعد و قال: يا محمد انّ أمرك هذا الذي‏ تدعوا إليه حسن جميل، فلو بعثت رجالا من أصحابك الى أهل نجد فيدعوهم الى أمرك، رجوت ان يستجيبوا لك.

فقال (صلّى اللّه عليه و آله) : انّي أخشى عليهم أهل نجد فقال أبو براء: انا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس الى أمرك، فبعث (صلّى اللّه عليه و آله) سبعين نفرا و قيل أربعين من خيار أصحابه منهم، منذر بن عمرو و حرام (بكسر الحاء مثل كتاب) بن ملحان (بكسر الميم) مع أخيه سليم (مثل زبير) و الحارث بن الصمّة (بكسر الصاد) و عمر بن فهيرة (كجهينة) و نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي و عمرو بن اميّة الضمري (بفتح الضاد و سكون الميم) و غيرهم من وجهاء الصحابة و القراء و العباد، من الذين كانوا يجمّعون الحطب في النهار و ينفقوا ثمنه على اصحاب الصفة و يقومون في الليل الى السواري للصلاة، و كانوا يجمعون الحطب لنساء النبي أيضا فأمّر (صلّى اللّه عليه و آله)على هذه السريّة منذر بن عمرو و أرسل معهم رسالة الى كبراء نجد و قبيلة بني عامر يحثّهم فيها على تعلم شريعة الاسلام.

فساروا حتى نزلوا بئر معونة (بفتح الميم و ضم العين)- و هي بئر بين ارض بني عامر و حرّة بني سليم في نجد- و عسكروا بها، و سرحوا ظهرهم‏  و أعطوا الابل الى رجل من الانصار يقال له عمرو بن أميّة، و قيل الى الحارث بن الصمة ليعلفها، ثم أخذ حرام بن ملحان رسالة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ليبلغها عامر بن الطفيل بن مالك العامري ابن أخي عامر بن مالك، فلمّا اتاهم بكتاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لم يقبله عامر، و قيل أخذه و رمى به الى الارض.

فقال حرام: يا أهل بئر معونة انّي رسول اللّه إليكم، فخرج إليه رجل برمح و ضربه في جنبه فخرج من الجانب الآخر، فقال: فزت و رب الكعبة.

ثم استصرخ عامر بن الطفيل بني عامر على المسلمين فأبوا أن يجيبوه الى ما دعاهم إليه لجوار أبي براء للمسلمين، فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم و عصية و رعلا و ذكوان فأجابوه الى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم و قاتلوهم حتى قتلوهم عن آخرهم، الّا كعب بن زيد

فانّهم تركوه و به رمق ظنا منهم انه قد قتل، فعاش حتى قتل يوم الخندق، ثم أخذوا عمرو بن أميّة أسيرا، فلمّا أخبرهم انّه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل و جزّ ناصيته، و أعتقه عن رقبة كانت امّه قد نذرت عتقها ...

فخرج عمرو الى المدينة حتى اذا كان بالقرقرة، أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا معه في ظلّ هو فيه، و كان مع العامريّين عقد من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و جوار لم يعلم به عمرو بن أميّة، فلمّا ناما عدا عليهما و قتلهما و هو يرى انّه قد أصاب بهما ثأر اصحابه من بني عامر، فلمّا قدم عمرو بن أميّة على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أخبره الخبر.

فقال (صلّى اللّه عليه وآله): لقد قتلت قتيلين لأدينهما (أي أدفع ديتهما)، فأعطى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ديتهما الى اهلهما.

وتألم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) كثيرا من استشهاد هؤلاء الرهط، و قيل انّه أخذ يلعن قبائل رعل و ذكوان و عصيّة الى شهر أو أربعين يوما، و أضاف إليهم قبائل بني لحيان العضل (بفتح العين و سكون الضاد) و القارة، و ذلك انّ سفيان بن خالد الهذلي اللحياني أرسل جماعة من مشركي قبائل العضل و القارة الى المدينة فأظهروا الاسلام حيلة و خدعة، فقالوا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : ابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا و يعلّموننا شريعة الاسلام، فارسل (صلّى اللّه عليه وآله) معهم عشرة من كبراء اصحابه منهم عاصم بن ثابت، و مرثد (بضم الميم وسكون الراء وفتح الثاء) بن ابي مرثد، و خبيب (بضم الميم و فتح الباء) بن عدي، و سبعة آخرين ... فخرجوا مع القوم الى بطن الرجيع و هو ماء لهذيل، فغدروا بهم و قتلوا سبعة منهم و أعطوا الامان الى ثلاثة منهم ثم لم يفوا بعهدهم و قتلوهم، فسمّيت هذه السرية، سرية الرجيع.

وحزن أبو برّاء لهذه الحادثة كثيرا حتى مات من الحزن و الالم، و هجاهم حسان بن ثابت و كعب بن مالك، لخيانتهم و نقضهم العهد، و مات عامر بن الطفيل بلعنة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ايّاه، و كان في بيت امرأة سلولية فأصابته غدّة كغدة البعير فمات منها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.