أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2017
893
التاريخ: 4-7-2017
1066
التاريخ: 4-7-2017
987
التاريخ: 4-7-2017
1158
|
بناء مدينة بغداد:
ابتدأ المنصور في بناء مدينة بغداد وسبب ذلك أنه كان قد ابتنى الهاشمية بنواحي الكوفة فلما ثارت الراوندية فيها كره سكناها لذلك ولجوار أهل الكوفة أيضا فإنه كان لا يأمن أهلها على نفسه وكانوا قد أفسدوا جنده فخرج بنفسه يرتاد له موضعا يسكنه هو وجنده فانحدر إلى جرجرايا ثم أصعد إلى الموصل وسار نحو الجبل في طلب منزل يبنى له وكان قد تخلف بعض جنده بالمدائن لرمد لحقه فساله الطبيب الذي يعالجه عن سبب حركة المنصور فأخبره فقال أنا نجد في كتاب عندنا أن رجلا يدعى مقلاصا يبنى مدينة بين دجلة والصراة تدعى الزوراء فإذا اسسها وبنى بعضها أتاه فتق من الحجاز فقطع بناءها وأصلح ذلك الفتق ثم أتاه فتق من البصرة أعظم منه فلم يلبث الفتقان أن ليتئما ثم يعود إلى بنائها فيتمه ثم يعمر عمرا طويلا ويبقى الملك في عقبه فقدم ذلك الجندي إلى عسكر المنصور وهو بنواحي الجبل فأخبره الخبر فرجع وقال إني أنا كنت أدعي مقلاصا وأنا صبي ثم زال عني وسار حتى نزل الدير الذي حذاء تقصره المعروف بالخلد ودعا بصاحب الدير وبالبطريق صاحب رحا البطريق وصاحب بغداد وصاحب المخرم وصاحب بستان النفس وصاحب العتيقة فسالهم عن مواضعهم وكيف هي في الحر والبرد والأمطار والوحول والبق والهوام فأخبره كل منهم بما عنده ووقع اختيارهم على صاحب بغداد فأحضره وشاوره فقال يا أمير المؤمنين سألتني عن هذه الأمكنة وما نختار منها وإني أرى أن تنزل أربعة طساسيج في الجانب الغرب طسوجين وهما بقطربل وبادوريا وفي الجانب الشرقي طسوجين وهما نهر بوق وكلواذي فيكون بين نخل وقرب الماء وإن أجدب طسوج وتأخرت عمارته كان في الطسوج الآخر العمارات وأنت يا أمير المؤمنين على الصراة تجيئك الميرة في السفن من الشام والرقة والغرب في طوائف مصر وتجيئك الميرة من الصين والهند والصرة وواسط وديار بكر والروم والموصل وغيرها في دجلة وتجيئك الميرة من أرمينية وما اتصل بها في تامرا حتى يتصل بالزاب فأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة فإذا قطعت الجسر وأخربت القنطرة لم يصل إليك ودجلة والفرات والصراة خنادق هذه المدينة وأنت متوسط للبصرة والكوفة وواسط والموصل والواد وأنت قريب من البر والبحر والجبل فازداد المنصور عزما على النزول في ذلك الموضع.
وقيل إن المنصور لما أراد أن يبني مدينته بغداد رأى راهبا فناداه فأجابه فقال هل تجدون في كتبكم انه يبنى ههنا مدينه قال نعم يبنيها مقلاص قال فانا كنت ا دعى مقلاصا فى حداثني قال فادا أنت صاحبها فابتدأ المنصور بعملها سنة خمس واربعين وكتب إلى الشام والجبل والكوفة وواسط والبصرة فى معنى انفاد الصناع والفعلة وأمر باختيار قوم من دوى الفضل والعدالة والفقه وأمر باختيار قوم من دوى الامانة والمعرفة بالهندسة فكان ممن احضر لذالك الحجاج بن ارطاة وابو حنيفة وأمر فخطت المدينة وحفر الاساس وضرب اللبن وطبخ الاجر فكان أول ما ابتدا به منها انه أمر بخطها بالرماد فدخلها من ابوابها وفصلانها وطاقاتها ورحابها وهى مخطوطة بالرماد ثم أمر ان يجعل على الرماد حب القطن ويشعل بالنار ففعلو فنظر إليها وهى تشتعل ففهمها وعرف رسمها وأمر ان يحفر الاساس على دلك الرسم ووكل بها اربعة من القواعد كل قائد بربع ووكل أبا حنيفة بعد الاجر واللبن، وكان قبل ذلك قد أراد أبا حنيفة أن يتولى القضاء والمظالم فلم يجب فحلف المنصور أنه لا يقلع عنه أو يعمل له فأجابه إلى أن ينظر في عمارة بغداد ويعد اللبن والأجر بالقصب وهو أول من فعل ذلك وجعل المنصور عرض أساس السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا وجعل في البناء القضب والخشب ووضع بيده أول لبنة وقال بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال ابنوا على بركة الله فلما بلغ السور مقدار قامة جاء الخبر بظهور محمد بن عبد الله فقطع البناء ثم أقام بالكوفة حتى فرغ من حرب محمد واخيه إبراهيم ثم رجع إلى بغداد فأتم بناءها وأقطع فيها القطائع لأصحابه.
وكان المنصور قد أعد جميع ما يحتاج إليه من بناء المدينة من خشب وساج وغير ذلك واستخلف حين يشخص إلى الكوفة على صلاح ما أعد أسلم مولاه فبلغه أن إبراهيم قد هزم عسكر المنصور فأحرق ما كان خلفه عليه المنصور فبلغ المنصور ذلك فكتب إليه يلومه فكتب إليه أسلم ليخبره أنه خاف أن يظفر بهم إبراهيم فيأخذه فلم يقل شيئا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|