المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



رسول الله (صلى الله عليه واله) يعرض نفسه على العرب  
  
3464   12:45 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص133-136.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

في كتاب دلائل النبوّة: عن الزهريّ، قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعرض نفسه على قبائل العرب في كلّ موسم، ويكلّم كلّ شريف قوم، لا يسألهم مع ذلك إلاّ أن يؤووه ويمنعوه ويقول: «لا اُكره أحداً منكم على شيء، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه، فذاك، ومن كره لم اُكرهه، إنّما اُريد أن تحرزوني ممّا يراد بي من القتل حتّى اُبلّغ رسالات ربّي، وحتّى يقضي الله عزّ وجلّ لي ولمن صحبني ما شاء الله» فلم يقبله أحد منهم ولم يأت أحداً من تلك القبائل إلاّ قال: قوم الرجل أعلم به، أترون أنّ رجلاً يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه؟! فلمّا توفّي أبو طالب اشتدّ البلاء على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أشدّ ما كان، فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه، فوجد ثلاثة نفر منهم هم سادة ثقيف يومئذ، وهم إخوة: عبد ياليل بن عمرو، وحبيب بن عمرو، ومسعود بن عمرو، فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه، فقال أحدهم: أسرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قطّ.

وقال الآخر: أعجزٌ على الله أن يرسل غيرك؟ وقال الآخر: والله لا اُكلّمك بعد مجلسك هذا أبداً، والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفاً وحقاً من أن اُكلّمك، ولئن كنت تكذب على الله لأنت شرّ من أن اُكلّمك وتهزّؤوا به، وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به، فقعدوا له صفّين على طريقه، فلمّا مرّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)بين صفّيهم كان لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلاّ رضخوهما بالحجارة ـ وقد كانوا اعدوها ـ حتّى أدْموا رجليه، فخلص منهم ورجلاه تسيلان الدماء، فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظلّ في ظلّ حَبَلة منه وهو مكروبٌ موجع، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، فلمّا رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ورسوله، فلمّا رأياه أرسلا إليه غلاماً لهما يدعى عدّاس وهو نصراني من أهل نينوى معه عنب، فلمّا جاءه عدّاس قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «من أيّ أرض أنت»؟

قال: أنا من أهل نينوى. فقال له (صلّى الله عليه وآله): «من مدينة الرجل الصالح يونس بن متّى»؟ فقال له عدّاس: وما يدريك من يونس بن متّى؟ فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ وكان لا يحقّر أحداً أن يبلّغه رسالة ربّه ـ: «أنا رسول الله والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متّى» فلمّا أخبره بما أوحى الله إليه من شأن يونس بن متّى خرّ عدّاس ساجداً لله، وجعل يقبّل قدميه وهما تسيلان دماً فلمّا بصر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا، فلمّا أتاهما قالا له: ما شأنك سجدت لمحمّد وقبّلت قدميه ولم نرك فعلته بأحد منّا؟ قال: هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس بن متّى فضحكا وقالا: لا يفتننّك عن نصرانيّتك، فإنّه رجلٌ خدّاع فرجع رسول الله إلى مكّة.

 قال عليّ بن إبراهيم بن هاشم: ولمّا رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)من الطائف وأشرف على مكّة وهو معتمر كره أن يدخل مكّة وليس له فيها مجيرٌ، فنظر إلى رجل من قريش قد كان أسلم سرّا، فقال له: «ائت الأخنس بن شريق فقال له: إنّ محمداً يسألك أن تجيره حتّى يطوف ويسعى فإنّه معتمر» فأتاه وأدّى إليه ما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال الأخنس: إنّي لست من قريش، وإنّما أنا حليف فيهم، والحليف لا يجير على الصّميم، وأخاف أن يخفروا جواري، فيكون ذلك مسبّة فرجع إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)فأخبره، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله)في شعب حرّاء مختفياً مع زيد فقال له: «ائت سهيل بن عمرو فاسأله أن يجيرني حتّى أطوف بالبيت وأسعى».

فأتاه وأدّى إليه قوله، فقال له: لا أفعل فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «إذهب إلى مطعم بن عديّ فسله أن يجيرني حتّى أطوف وأسعى».

فجاء إليه وأخبره فقال: أين محمّد؟ فكره أن يخبره بموضعه، فقال: هو قريب، فقال: ائته فقل له: إنّي قد أجرتك فتعال وطف واسع ما شئت فأقبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقال مطعم لولده، واختانه، وأخيه طعيمه بن عديّ: خذوا سلاحكم فإنّي قد أجرت محمّداً وكونوا حول الكعبة حتّى يطوف ويسعى، وكانوا عشرة فأخذوا السلاح.

وأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله ) حتّى دخل المسجد، ورآه أبو جهل فقال: يا معشر قريش هذا محمّد وحده وقد مات ناصره فشأنكم به.

فقال له طعيمه بن عديّ: يا عمّ لا تتكلمّ، فإنّ أبا وهب قد أجار محمّداً فوقف أبو جهل على مطعم ابن عدّي فقال: أبا وهب أمجيرٌ أم صابئ؟ قال: بل مجيرٌ.

قال: إذاً لا يخفر جوارك فلمّا فرغ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)من طوافه وسعيه جاء إلى مطعم، فقال: «أبا وهب قد أجرت وأحسنت، فردّ عليّ جواري».

 قال: وما عليك أن تقيم في جواري؟ قال: «أكره أن اُقيم في جوار مشرك أكثر من يوم» قال مطعم: يا معشر قريش، إنّ محمداً قد خرج من جواري.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.