أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
2891
التاريخ: 4-5-2017
3351
التاريخ: 22-4-2017
3439
التاريخ: 22-4-2017
3278
|
في كتاب دلائل النبوّة: عن الزهريّ، قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعرض نفسه على قبائل العرب في كلّ موسم، ويكلّم كلّ شريف قوم، لا يسألهم مع ذلك إلاّ أن يؤووه ويمنعوه ويقول: «لا اُكره أحداً منكم على شيء، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه، فذاك، ومن كره لم اُكرهه، إنّما اُريد أن تحرزوني ممّا يراد بي من القتل حتّى اُبلّغ رسالات ربّي، وحتّى يقضي الله عزّ وجلّ لي ولمن صحبني ما شاء الله» فلم يقبله أحد منهم ولم يأت أحداً من تلك القبائل إلاّ قال: قوم الرجل أعلم به، أترون أنّ رجلاً يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه؟! فلمّا توفّي أبو طالب اشتدّ البلاء على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أشدّ ما كان، فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه، فوجد ثلاثة نفر منهم هم سادة ثقيف يومئذ، وهم إخوة: عبد ياليل بن عمرو، وحبيب بن عمرو، ومسعود بن عمرو، فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه، فقال أحدهم: أسرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قطّ.
وقال الآخر: أعجزٌ على الله أن يرسل غيرك؟ وقال الآخر: والله لا اُكلّمك بعد مجلسك هذا أبداً، والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفاً وحقاً من أن اُكلّمك، ولئن كنت تكذب على الله لأنت شرّ من أن اُكلّمك وتهزّؤوا به، وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به، فقعدوا له صفّين على طريقه، فلمّا مرّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)بين صفّيهم كان لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلاّ رضخوهما بالحجارة ـ وقد كانوا اعدوها ـ حتّى أدْموا رجليه، فخلص منهم ورجلاه تسيلان الدماء، فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظلّ في ظلّ حَبَلة منه وهو مكروبٌ موجع، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، فلمّا رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ورسوله، فلمّا رأياه أرسلا إليه غلاماً لهما يدعى عدّاس وهو نصراني من أهل نينوى معه عنب، فلمّا جاءه عدّاس قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «من أيّ أرض أنت»؟
قال: أنا من أهل نينوى. فقال له (صلّى الله عليه وآله): «من مدينة الرجل الصالح يونس بن متّى»؟ فقال له عدّاس: وما يدريك من يونس بن متّى؟ فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ وكان لا يحقّر أحداً أن يبلّغه رسالة ربّه ـ: «أنا رسول الله والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متّى» فلمّا أخبره بما أوحى الله إليه من شأن يونس بن متّى خرّ عدّاس ساجداً لله، وجعل يقبّل قدميه وهما تسيلان دماً فلمّا بصر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا، فلمّا أتاهما قالا له: ما شأنك سجدت لمحمّد وقبّلت قدميه ولم نرك فعلته بأحد منّا؟ قال: هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس بن متّى فضحكا وقالا: لا يفتننّك عن نصرانيّتك، فإنّه رجلٌ خدّاع فرجع رسول الله إلى مكّة.
قال عليّ بن إبراهيم بن هاشم: ولمّا رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)من الطائف وأشرف على مكّة وهو معتمر كره أن يدخل مكّة وليس له فيها مجيرٌ، فنظر إلى رجل من قريش قد كان أسلم سرّا، فقال له: «ائت الأخنس بن شريق فقال له: إنّ محمداً يسألك أن تجيره حتّى يطوف ويسعى فإنّه معتمر» فأتاه وأدّى إليه ما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال الأخنس: إنّي لست من قريش، وإنّما أنا حليف فيهم، والحليف لا يجير على الصّميم، وأخاف أن يخفروا جواري، فيكون ذلك مسبّة فرجع إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)فأخبره، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله)في شعب حرّاء مختفياً مع زيد فقال له: «ائت سهيل بن عمرو فاسأله أن يجيرني حتّى أطوف بالبيت وأسعى».
فأتاه وأدّى إليه قوله، فقال له: لا أفعل فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «إذهب إلى مطعم بن عديّ فسله أن يجيرني حتّى أطوف وأسعى».
فجاء إليه وأخبره فقال: أين محمّد؟ فكره أن يخبره بموضعه، فقال: هو قريب، فقال: ائته فقل له: إنّي قد أجرتك فتعال وطف واسع ما شئت فأقبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقال مطعم لولده، واختانه، وأخيه طعيمه بن عديّ: خذوا سلاحكم فإنّي قد أجرت محمّداً وكونوا حول الكعبة حتّى يطوف ويسعى، وكانوا عشرة فأخذوا السلاح.
وأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله ) حتّى دخل المسجد، ورآه أبو جهل فقال: يا معشر قريش هذا محمّد وحده وقد مات ناصره فشأنكم به.
فقال له طعيمه بن عديّ: يا عمّ لا تتكلمّ، فإنّ أبا وهب قد أجار محمّداً فوقف أبو جهل على مطعم ابن عدّي فقال: أبا وهب أمجيرٌ أم صابئ؟ قال: بل مجيرٌ.
قال: إذاً لا يخفر جوارك فلمّا فرغ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)من طوافه وسعيه جاء إلى مطعم، فقال: «أبا وهب قد أجرت وأحسنت، فردّ عليّ جواري».
قال: وما عليك أن تقيم في جواري؟ قال: «أكره أن اُقيم في جوار مشرك أكثر من يوم» قال مطعم: يا معشر قريش، إنّ محمداً قد خرج من جواري.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|