أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
2932
التاريخ: 4-5-2017
3644
التاريخ: 22-4-2017
4429
التاريخ: 18-4-2017
2837
|
لقد شقَّ على قريش انتشار الإسلام المتزايد وأزعجها نفوذه العجيب في القبائل العربية في مدة غير طويلة بالنسبة إلى عمر الدعوة ولهذا كانت تفكر باستمرار في حلّ لهذه المشكلة.
فان اسلام شخصيات ذات أهمية ومكانة كبرى مثل حمزة وكذا رغبة فتية قريش المتفتحين في الإسلام وحرية العمل والتحرك الّتي اكتسبها المسلمون على اثر الهجرة إلى أرض الحبشة كل ذلك زاد من حيرة واضطراب الزعامة الجاهلية في مكة الّتي زادها حيرة وانزعاجاً فشل جميع مخططاتها الاجهاضية ضد الإسلام والمسلمين وعدم حصولها على أية نتائج تذكر!!
من هنا فكرت في خطة جديدة وهي ان تفرض حصاراً اقتصادياً قوياً على النبيّ والمسلمين تقطع به كل الشرايين الحيوية للمسلمين وبذلك تحدّ من سرعة انتشار الإسلام وتقف دون نفوذه وبالتالي تخنق بين كمّاشة هذا الحصار مؤسس هذه العقيدة التوحيدية وأنصاره.
ولهذا اجتمع زعماء قريش في دار الندوة ووقّعوا ميثاقاً كتبه منصور بن عكرمة وعلّقوه في جوف الكعبة وتحالفوا بان تلتزم قريش ببنوده حتّى الموت.
ونصَ هذا العقد على الاُمور التالية :
1 ـ أن لا يبتاعوا من أنصار النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ولا يبيعوهم شيئاً.
2 ـ ان لا ينكحوا اليهم ولا ينكحوهم.
3 ـ أن لا يؤاكلوهم ولا يكلّموهم.
4 ـ ان يكونوا يداً واحدة على محمَّد وانصاره.
وقد وقّعت على هذه الصحيفة الظالمة القاطعة كلُ الشخصيات البارزة في قريش إلاّ مطعم بن عدي وأعلنت عن سريان مفعوله بكل قوة وإصرار.
فلما علم حامي النبي الاكبر أبو طالب (عليه السلام) بذلك جمع بني هاشم وبني المطلب وحمّلهم مسؤولية الدفاع عن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) والحفاظ على حياته وسلامته وأمرهم بالخروج من مكة وبدخول شعب كائن بين جبال مكة كان يعرف بشعب أبي طالب فيه بعض البيوت العادية والسقائف البسيطة جداً والسكنى في ذلك الشعب بعيداً عن المجتمع المكّي المشرك.
وعمد إلى بث رجال منهم في نقاط مرتفعة للمراقبة والحراسة تحسباً لأي هجوم مباغت تقومُ به قريش .
وقد استمر هذا الحصار ثلاثة أعوام كاملة وبلغ الجهدُ بالمحاصَرين في الشعب بحيث ارتفع صراخ الأطفال من الجوع والضر وبلغت هذه الصرخات مسامع قساة مكة الاّ انها لم تؤثر فيهم قط.
كان الشباب والرجال منهم يعيشون على تمرة واحدة طوال اليوم وربما تناصف اثنان تمرة واحدة ولم يمكنهم الخروج من الشعب طوال هذه السنوات الثلاث الاّ في الاشهر الحرم حيث يسود الأمنُ كل انحاء الجزيرة العربية.
فاذا حلّ الموسمُ كانت بنُو هاشم تخرج من الشعب فيشترون ويبيعون ثم يعودون إلى الشعب إلى الموسم الثاني.
وكان النبي (صـلى الله علـيه وآله) يستغلّ هو أيضاً تلك المواسم في نشر دينه والدعوة إلى ما أتى به.
وكانت عناصر قريش تحاول مضايقة النبي وأنصاره وتمارس الحصار الاقتصادي عليهم بشكل من الأشكال حتّى في هذه المواسم فكانوا يحضرون عند مواقع البيع والشراء فاذا وجدوا مسلماً يريد أن يبتاع شيئاً اشتروه بثمن أغلى ليمنعوا المسلم منه!!
وكان أبو لهب أكثر الناس اصراراً على هذا العمل فقد كان ينادي في الأسواق : يا معشر التجار غالوا على أصحاب محمَّد حتّى لا يدركوا معكم شيئاً فقد علمتم مالي ووفاء ذمتي فانا ضامن أن لا خسار عليكم فيزيدون عليهم في السلعة قيمتها أضعافاً حتّى يرجع الرجل المسلم إلى اطفاله وهم يتضاغون من الجوع وليس في يديه شيء يطعمهم به ويغدو التجار على أبي لهب فيربّحهم فيما اشتروا من الطعام واللباس!! .
وكان الوليد بن المغيرة ينادي : أيّما رجل منهُم وجدتموه عند طعام يشتريه فزيدوا عليه فكانت قريش تباكرُهم إلى الأسواق فيشترونها فيغلونها عليهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|