المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



مغازي الرسول (صلى الله عليه واله)  
  
4872   03:24 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص163-167.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

 في ذكر مغازي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )بنفسه وسراياه ونبذ من أخباره إلى أن فارق دنياه(1) على سبيل الاِجمال والاختصار قال أهل السير والمفسّرون: إن جميع ما غزا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )بنفسه ستّ وعشرون غزوة، وإن جميع سراياه التي بعثها ولم يخرج معها ستّ وثلاثون سريّة.

وقاتل عليه السلام من غزواته في تسع غزوات، وهي: بدر، واُحد، والخندق، وبني قريظة، والمصطلق، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف(2).

 فأوّل سريّة بعثها أنّه بعث حمزة بن عبدالمطّلب في ثلاثين راكباً، فساروا حتّى بلغوا سيف البحر من أرض جهينة، فلقوا أبا جهل بن هشام في ثلاثين ومائة راكب من المشركين، فحجز بينهم مجديّ بن عمرو الجهني، فرجع الفريقان ولم يكن بينهما قتال(3).

 ثمّ غزا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )أوّل غزوة غزاها في صفر على رأس اثني عشر شهراً من مقدمه المدينة حتّى بلغ الأبواء، يريد قريشاً وبني ضمرة، ثمّ رجع ولم يلق كيداً، فأقام بالمدينة بقيّة صفر وصدراً من شهر ربيع الأول(4).

وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث في ستّين راكباً من المهاجرين ليس فيهم أحدٌ من الأنصار، وكان أوّل لواء عقده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فالتقى هو والمشركون على ماء يقال له: أحياء(5) ، وكانت بينهم الرماية، وعلى المشركين أبو سفيان بن حرب(6).

 ثمّ غزا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )في شهر ربيع الآخر يريد قريشاً حتّى بلغ بُواط(7) ، ولم يلق كيداً(8).

ثمّ غزا (صلّى الله عليه وآله وسلّم )غزوة العُشَيرة يريد قريشاً حتّى نزل العشيرة من بطن ينبع، فأقام بها بقيّة جمادى الاُولى وليالي من جمادى الآخرة، ووادع فيها بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة(9).

فروي عن عمّار بن ياسر قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة، فقال لي عليّ عليه السلام: «هل لك يا أبا اليقظان في هذه الساعة بهذا النفر من بني مدلج يعملون في عين لهم ننظر كيف يعملون».

 فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة ثمّ غشينا النوم، فعمدنا إلى صَورٍ(10)من النخل في دقعاء(11) من الأرض فنمنا فيه، فوالله ما أهبّنا إلاّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )بقدمه، فجلسنا وقد تترّبنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله لعليّ: «يا أبا تراب» لما عليه من التراب.

فقال: «ألا اُخبركم بأشقى الناس؟».

قلنا : بلى يا رسول الله.

قال: «اُحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذا» ووضع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )يده على رأسه «حتّى يبلّ منها هذه» ووضع يده على لحيته(12).

ثمّ رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )من العُشَيرة إلى المدينة، فلم يقم بها عشر ليال حتّى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )في طلبه حتّى بلغ وادياً يقال له: سفوان، من ناحية بدر، وهي غزوة بدر الاُولى، وحامل لوائه عليّ بن أبي طالب، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وفاته كرز فلم يدركه. فرجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )وأقام جمادى الآخرة ورجب وشعبان، وكان بعث بين ذلك سعد بن أبي وقّاص في ثمانية رهط، فرجع ولم يلق كيداً(13).

 ثمّ بعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )عبدالله بن جحش إلى نخلة(14)، وقال : «كن بها حتّى تأتينا بخبرمن أخبار قريش» ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام، وكتب له كتاباً وقال: «اُخرج أنت وأصحابك حتّى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر ما فيه وامض لما أمرتك». فلمّا سار يومين وفتح الكتاب فإذا فيه: «أن امض حتّى ننزل نخلة، فاءتنا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم» فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب: سمعاً وطاعة، من كان له رغبة في الشهادة فلينطلق معي. فمضى معه القوم حتّى إذا نزلوا النخلة مرّ بهم عمرو بن الحضرميّ والحكم بن كيسان وعثمان والمغيرة ابنا عبدالله، معهم تجارة قدموا بها من الطائف، اُدم وزبيب، فلمّا رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبدالله وكان قد حلق رأسه، فقالوا: عمّار ليس عليكم منهم بأس، وائتمر أصحاب رسول الله، وهي آخر يوم من رجب، فقالوا: لئن قتلتموهم إنّكم لتقتلونهم في الشهر الحرام، ولئن تركتموهم ليدخلنّ هذه الليلة مكّة فليمتنعنّ منكم. فأجمع القوم على قتلهم، فرمى واقد بن عبدالله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان بن عبدالله والحكم بن كيسان، وهرب المغيرة بن عبدالله فأعجزهم. واستاقوا العير، فقدموا بها على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )فقال لهم: «والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام» وأوقف الأسيرين والعير ولم يأخذ منها شيئاً، واُسقط في أيدي القوم وظنّوا أنّهم قد هلكوا، وقالت قريش: استحلّ محمّد الشهر الحرام. فأنزل الله سبحانه : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} [البقرة: 217] فلمّا نزل ذلك أخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم )العير وفداء الأسيرين، وقال المسلمون: أتطمع لنا أن نكون غزاة؟ فأنزل الله فيهم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: 218] وكانت هذه قبل بدر بشهرين(15).

 

(1) في نسخة «م» زيادة: وما ظهر في أثناء ذلك من أعلام نبوته ودلائل صدقه ورسالته.

(2) انظر: مغازي الواقدي 1: 7، الطبقات الكبرى 2: 5 ـ 6، ونقله المجلسي في بحار الأنوار

9: 186 | 43.

(3) انظر: المغازي للواقدي 1: 9، وسيرة ابن هشام 2: 245، والطبقات الكبرى 2: 6، ونقله

لمجلسي في بحار الأنوار 19: 186 | 43.

(4) انظر: المغازي للواقدي 1: 11، والطبقات الكبرى 2: 8، ودلائل البيهقي 3: 9، ونقله

لمجلسي في بحار الأنوار 19: 187.

(5) احياء: ماء أسفل من ثنية المرة. «معجم البلدان 1: 118».

(6) انظر: المغازي للواقدي 1: 10، وسيرة ابن هشام 2: 42، والطبقات الكبرى 2: 7، ودلائل البيهقي 3: 10 و 11، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 187.

(7) بواط: حبل من جبال جهينة، ناحية رضوى «معجم البلدان 1: 502».

(8) مغازي (الواقدي 1: 12، سيرة ابن هشام 2: 248، الطبقات الكبرى 2: 8 وفيها: ربيع الأول، دلائل النبوة للبيهقي 3: 11، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 187.

 

 
(9) سيرة ابن هشام 2: 249، الطبقات الكبرى 2: 9، دلائل النبوة للبيهقي 3: 11، ونقله

 

لمجلسي في بحار الأنوار 19: 187.

(10) الصور: النخل المجتمع الصغار لا واحد له «الصحاح ـ صور ـ 2: 716».

(11) الدقعاء: التراب المنثور على وجه الأرض «العين 1: 145».

(12) سيرة ابن هشام 2: 249، تاريخ الطبري 2: 408، دلائل النبوة للبيهقي 3: 12، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 187.

(13) انظر: سيرة ابن هشام 2: 251، والطبقات الكبرى 2: 9، ودلائل النبوة للبيهقي 3: 13 16 ،ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 188.

(14) ذكر في سيرة ابن هشام ان نخلة بين مكّة والطائف.

 (15) انظر: سيرة ابن هشام 2: 252، والطبقات الكبرى 2: 10، وتاريخ الطبري 2: 410، ودلائل النبوة للبيهقي 3: 18، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 188.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.