المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

محمد بن علي المَرَاغي
12-08-2015
الفَرق بين قضاء الله وقَدَره
27-11-2016
تقرير صالة الأخبار
3-10-2020
Describing a Reaction: Bond Dissociation Energies
15-5-2017
نماء مال التجارة بالنتاج مال تجارة
25-11-2015
رغبة الشباب في التحرر والاستقلال
2023-02-19


مفهوم ثقافة الأطفال  
  
2257   09:13 صباحاً   التاريخ: 21-11-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص81 ـ 83
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ان آلية الثقافة الكلية للمجتمع تضم في جوهرها مجموعة من الثقافات الفرعية الخاصة، التي تتوجه الى قطاعات أساسية في المجتمع، وتختص بها، ومن بين هذه القطاعات، قطاع الطفولة الذي تختص به ثقافة الأطفال وتتوجه اليه، توجها علميا، ومعرفيا واسلوبيا.

وبما ان الأطفال يتصفون بخصائص وعادات وتقاليد وميول وقدرات، وانشطة، وانماط سلوكية متميزة ـ ومعايير، وطرق تعبير، وحاجات خاصة الخ ـ هذا يعني انهم ينفردون بأسلوب حياة خاصة بهم، يتطلب ذلك ان تكون لهم ثقافة خاصة، تبعا لخصائصهم الثقافية تلك.. والتي تفرضها طبيعتهم وخصائصهم البايولوجية والفسيولوجية والسيكولوجية التي تتميز عن غيرها من قطاعات المجتمع، وتنفرد عنها بجملة من الخصائص والحاجات، والانفعالات وما الى غير ذلك..

من هنا يتحدد مفهوم (ثقافة الأطفال) وينطلق في توجهاته العامة لجمهور الأطفال، وفي توجهاته الخاصة لكل طور من أطوار الطفولة، اذ ان داخل قطاع الأطفال، هنالك اطوار نمو متعاقبة.. تتميز عن غيرها من الاطوار بخصائص وحاجات وانفعالات، وهذا يتطلب ان تكون هناك ثقافات فرعية أخرى مصغرة، داخل الثقافة الفرعية العامة للأطفال..

يمكن تسميتها حسب أسلوب توجهها وتخصصها بطور الطفولة، مثل (ثقافة الأطفال لطور الميلاد) و (ثقافة الأطفال لطور الطفولة المبكرة) و (ثقافة الأطفال لطور الطفولة المتوسطة) و (ثقافة الأطفال لطور الطفولة المتأخرة) ، ولكل هذه الثقافات أساليب وخصائص وتوجهات تتميز عن غيرها في توجهها الى مجموعة الأطفال في الطور المعين، فلغة الأطفال وانفعالاتهم وطرق تعبيرهم وعاداتهم وحاجاتهم تختلف في طورهم الأول عن الاطوار الأخرى، لذا على الثقافة الموجهة بهذه الخصائص ان تستجيب لها وتتماشى معها، لتكون خاصة بها وتلتزم قضاياها وحاجاتها..

وبما ان ثقافة المجتمع من خلال عواملها وعناصرها واساليبها المتنوعة والمتعددة لها تأثير مباشر على ثقافة الأطفال في كافة اطوارها ومراحلها، وتشكل تحديا لها، فان ثقافة الأطفال تسعى الى الإحاطة بعوالم الأطفال وأساليب حياتهم الخاصة في السلوك وفي التفكير وفي القيم وفي النمو المعرفي، وتسعى أيضا الى التمييز بين المؤثرات الثقافية وعناصرها العامة في ثقافة المجتمع، والخاصة في ثقافة الأطفال، لتكون متوافقة مع مدركات الأطفال، وطبيعتهم، وللتنشئة الاجتماعية دور في التأثير الموضوعي في آليات (ثقافة الأطفال) سواء في نقل ثقافة المجتمع الى الأطفال، او التقيد بثقافة الأطفال واساليبها، والتمييز بينها وبين ثقافة المجتمع في عمليات (التنشئة الاجتماعية) ، وذلك تبعا لوعي الوالدين وثقافتهما بشكل أساسي، وفهمهما لآليات ثقافة الأطفال، إضافة الى دور المحيط الاجتماعي في اظهار ملامح ثقافة الأطفال والانطلاق من مفاهيمها وخصائصها في التأثير على جمهور الأطفال.. هذا الى جانب العناصر والمقومات الأخرى التي تتبلور من خلال (مصادر ثقافة الأطفال) وتصوغ مفهومها العام.. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.