أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5300
التاريخ: 3-10-2014
6205
التاريخ: 5-10-2014
6484
التاريخ: 11-7-2022
1060
|
جملة وإِن كان معناها في الأصل أنّ الله مقاتلٌ إيّاهم وما إِلى ذلك، لكن كما يقول الطبرسي في مجمع البيان نقلا عن ابن عباس، إِن هذه الجملة كناية عن اللعنة أي أنّ الله أبعدهم عن رحمته، فهو دعاء عليهم.
وفي الآية التالية إِشارة إِلى شركهم العملي في قبال الشرك الإِعتقادي، أو بعبارة أُخرى إشارة إِلى شركهم في العبادة، إِذ تقول الآية : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ } [التوبة: 31].
«الأحبار» جمع حبر، ومعناه العالم، و«الرهبان» جمع راهب وتطلق على من ترك دنياه وسكن الدير وأكبّ على العبادة.
وممّا لا شك فيه أنّ اليهود والنصارى لم يسجدوا لأحبارهم ورهبانهم، ولم يصلوا ولم يصوموا لهم، ولم يعبدوهم أبداً، لكن لما كانوا منقادين لهم بالطاعة دون قيد أو شرط، بحيث كانوا يعتقدون بوجوب تنفيذ حتى الاحكام المخالفة لحكم الله من قبلهم، فالقرآن عبّر عن هذا التقليد الأعمى بالعبادة.
وهذا المعنى واردٌ في رواية عن الإِمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) إِذا قالا : «أمّا والله ما صاموا لهم ولا صلّوا، ولكنّهم أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالا، فاتبعوهم وعبدوهم من حيث لا يشعرون».(1)
وفي حديث آخر، أنّ عديّ بن حاتم قال : وفدت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان في رقبتي صليب من الذّهب، فقال لي (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عدي ألق هذا الصنم عن رقبتك، ففعلت ذلك، ثمّ دنوت منه فسمعته يتلو الآية {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا} فلمّا أتم الآية قلت له : نحن لا نتّخذ أئمتنا أرباباً أبداً، فقال : «ألم يحرموا حلال الله ويحلّوا حرامه فتتبعوهم؟ فقلتُ : بلى، فقال : فهذه عبادتهم». (2) والدليل على هذا الموضوع واضح، لأنّ التقنين خاص بالله، وليس لأحد سواه أن يحل أو يحرم للناس، أو يجعل قانوناً، والشيء الوحيد الذي يستطيع الإِنسان أن يفعله هو اكتشاف قوانين الله وتطبيقها على مصاديقها.
فبناءً على ذلك لو أقدم أحد على وضع قانون يخالف قانون الله، وقبله إِنسان آخر دون قيد أو اعتراض او استفسار فقد عبد غير الله، وهذا بنفسه نوع من أنواع الشرك العملي، وبتعبير آخر: هو عبادة غير الله. واقعاً واليهود يطيعون أحبارهم دون قيد أو شرط، لذا فإنّ الآية أشارت إِلى عبادة كل منهما، فقالت : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ).
ثمّ فصلت المسيح على حدة فقالت : (وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ).
وهذا التعبير يدلّ على منتهى الدقة في القرآن.
_________________________
1-تفسير مجمع البيان ,ذيل الآية مورد البحث ؛ونور الثقلين، ج 2، ص 209.
2- مجمع البيان، ذيل الآيه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|