أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
![]()
التاريخ: 15-11-2015
![]()
التاريخ: 2024-11-04
![]()
التاريخ: 15-6-2017
![]() |
المؤمنون بالله واصحاب المروءات من البشر يعاملون العدو المنهزم المقهور عند الغلبة عليه والظفر به باللطف والحب، ويعفون عنه ويتناسون روح الانتقام، أجل إنهم يشملون العدو منذ استسلامه بعطفهم وحنانهم وتلك هي حقيقة اثبتتها وقائع التاريخ الحية.
وكذلك فعل رسول الله (صلى الله عليه واله) عند ما تغلب على يهود خيبر فقد عاملهم بعد الانتصار معاملة حسنة، وشملهم بعفوه، ولطفه رغم كل ما ارتكبوه في حق رسول الله (صلى الله عليه واله) من ظلم وجناية وتأليب للعرب الوثنيين ضدّ الاسلام، واشعال حروب كادت أن تودي بالحكومة الاسلامية وتستأصل المسلمين، وتقضي على جهود رسول الإسلام.
فقد قبل بطلب اليهود بأن يسكّنهم في خيبر كما كانوا، وأن يترك أراضيهم وبساتينهم بأيديهم، على أن يكون له نصف محاصيلها سنويا.
بل إن النبيّ (صلى الله عليه واله) ـ كما يروي ابن هشام ـ هو الذي اقترح هذا الأمر على اليهود، وترك لهم حرية التصرف في مزارعهم وأراضيهم ليغرسوا أو يزرعوا ما يريدون من الشجر.
لقد كان في مقدور النبي (صلى الله عليه واله)، كأيّ فاتح آخر، أن يريق دمهم جميعا، أو أن يجليهم برمتهم من أراضيهم، أو يجبرهم على اعتناق الاسلام، ولكنّه ـ خلافا لتصور زمرة مغرضة من المستشرقين، وطلائع الاستعمار الثقافي الذين يتصوّرون ويزعمون بأن الاسلام دين القهر والقوة، وان المسلمين أجبروا الامم والأقوام المغلوبة على ترك عقائدها، واعتناق الاسلام لم يفعل مثل هذا العمل قط، بل تركهم أحرارا في ممارسة شعائرهم، والبقاء على ما كانوا يعتقدونه من اصول دينهم وفروعه.
ولم يحارب رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه يهود خيبر إلاّ لأنّ خيبر قد تحوّلت إلى بؤرة خطرة للمؤامرة، والكيد بالاسلام والمسلمين، فقد كانوا يمدّون المشركين بكل ما يريدون للقضاء على الحكومة الاسلامية الحديثة التأسيس، ولهذا اضطر رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى مقاتلتهم، وتجريدهم من أسلحتهم، حتى يعيشوا تحت ظل الحكومة الاسلامية بمنتهى الحرية، ويشتغلوا بمشاغلهم في الزراعة، ويقيموا شعائرهم الدينية من دون أن يجدوا فرصة للمشاغبة والتآمر ضدّ رسالة التوحيد الكبرى، اذ كانوا يسببون مشاكل كبيرة للمسلمين ـ في غير هذه الصورة ـ ويمنعون من تقدّم الاسلام وانتشاره.
وأما الجزية فقد كان لقاء دفاع الحكومة الاسلامية عنهم، وحمايتهم من الأعداء، وتوفير الأمن لهم، إذ كان حماية أموالهم وأنفسهم من وظائف المسلمين.
ثم ان المحاسبة الدقيقة تقودنا إلى أن ما كان يدفعه المسلمون إلى الحكومة الإسلاميّة من الضرائب الاسلامية كان أكثر بكثير ممّا كان يدفعه اليهود والنصارى إلى الحكومة الاسلامية بعنوان الجزية.
فقد كان يتوجب على كلّ مسلم أن يدفع الى الحكومة الاسلامية الخمس والزكاة وربما توجب عليه ان يدفع شيئا من أصل ماله لسدّ نفقات واحتياجات الحكومة الاسلامية بينما كان اليهود والنصارى الذين كانوا يعيشون في ظلّ الحكومة الاسلامية في أمن وأمان ويتمتعون بجميع الامتيازات والحقوق الاجتماعية الفردية يدفعون إلى الحكومة الاسلامية الجزية بدل ما كان يدفعه المسلمون، فالجزية شيء والأتاوة شيء آخر، على خلاف ما يروّجه بعض الكتاب المغرضين.
ولقد كان عامل الجباية الذي كان يزور خيبر بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) لتقدير حجم المحاصيل فيها، ثم تنصيفها رجلا عادلا ورعا إلى درجة أن اليهود أنفسهم أعجبوا بعدله، واعترفوا بانصافه، وهو عبد الله بن رواحة الذي استشهد فيما بعد، في موقعة مؤتة.
فقد كان ابن رواحة يخمّن نصيب المسلمين من محاصيل خيبر، وربما تصوّر اليهود أنه أخطأ في التخمين والخرص، وخمّن أكثر ممّا هو الحق فقالوا له : تعديت علينا!
فكان عبد الله يقول : إن شئتم فلكم وإن شئتم فلنا.
فتقول اليهود ـ معجبة بهذا الانصاف العظيم والعدل الكبير الذي كان يتحلى به مخرّص الحكومة الاسلامية ـ : بهذا قامت السماوات والارض.
ولقد حصل المسلمون أثناء جمع غنائم خيبر على قطعة من التوراة، فطلبت اليهود من النبي (صلى الله عليه واله) أن يعيدها إليهم، فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) مسئول بيت المال باعادتها إليهم.
وهذا يكشف عن احترام رسول الله (صلى الله عليه واله) للشرائع الاخرى.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|