المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

زينة الإمام (عليه السلام)
16-11-2017
الأصوات العربیة وألقاب الحروف
2-8-2016
Nomenclature
19-9-2018
أي من الحشرات غير النحل والزنابير تظهر المحاكاة الموليرية؟
7-4-2021
Graph Path
11-5-2022
مميزات زراعة الصوب الزراعية (مميزات زراعة البيوت المحمية)
14-6-2017


أساليب الإسلام في التشجيع على الزواج  
  
2226   02:28 مساءً   التاريخ: 5-6-2017
المؤلف : عباس الذهبي
الكتاب أو المصدر : الأسرة في المجتمع الاسلامي
الجزء والصفحة : ص10ـ19
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

يمكن تحديد المنهج الإسلامي في التشجيع على الزواج باعتباره النواة الاُولى لتكوين الاُسرة المسلمة أُسلوبي الترغيب على الزواج والترهيب من تركه الواردين في الكتاب الكريم والسنة المطهّرة.

أولاً : أُسلوب الترغيب :

قال تعالى:{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[النور: 32] فهذه الآية تدل على أمرٍ إلهي في التشجيع على الزواج والوعد بتذليل العقبات الاقتصادية التي تعتريه.

كما كشف لنا القرآن الكريم ـ وفي معرض الامتنان على البشرية ـ عن أنّ الزواج آية من آياته الرحمانية التي تعمُّ جميع الناس ، سواء منهم المسلم أو الكافر ، ينعمون من خلاله بالسكينة والاطمئنان في أجواءٍ من المودة والرحمة ، فقال عزَّ من قائل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21] وإذا طالعنا السُنّة المباركة نجد أنَّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وضّح لنا الرغبة الالهية للبناء الاسري القائم على أساس الزواج قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما بني بناء في الإسلام أحبُّ إلى الله من التزويج)(1).

وحرص (صلى الله عليه وآله وسلم) على إبراز المعطيات الإيجابية للزواج تشجيعاً للشباب من أجل الإقدام عليه عندما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج .. )(2).

وبصرف النظر عما ورد في النقل ـ من آيات وروايات ـ بخصوص الترغيب في الزواج فإن العقل يحكم بضرورته لكونه السبب المباشر وراء تشكيل أول خلية اجتماعية ، هي الأسرة ، التي ترفد المجتمع بأفراد صالحين يسهمون في بنائه وتطويره وفق أُسس سليمة بعيدة عن أسباب الانحراف والابتذال.

ومن هذه الجهة يكشف لنا الإمام الرضا (عليه السلام) ضرورة الزواج الاجتماعية يستقل بإدراكها العقل بغض النظر عن الشرع ، فيقول (عليه السلام): (لو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة منزلة ولا سُنَّة متبعة ، لكان فيما جعل لله فيها من برّ القريب وتآلف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب ، وسارع إليه الموفق المصيب ...)(3).

كما أنَّ الزواج من السنن الاجتماعية التي لم تزل دائرة في تاريخ النوع الإنساني إلى هذا اليوم ، وهو دليل على كونه سنة فطرية حافظت على بقاء النوع الإنساني ؛ ذلك لأن الأنواع تبقى ببقاء نسلها ، ناهيك عن أنّ الذكر والاُنثى مجهزان بحسب البنية الجسمانية بوسائل التناسل والتوالد.. وكلاهما في ابتغاء ذلك شرع سواء، وإن زيدت الاُنثى بجهاز الارضاع والعواطف الفطرية الملائمة لتربية الأولاد ، وقد أودع تعالى كلا الجنسين غرائز انسانية تنعطف إلى محبة الأولاد ورعايتهم ، وتنقضي بكون كلّ منهما مسكناً للآخر، وبلزوم تأسيس البيت ، إذن فالفحشاء والسفاح الذي يقطع النسل ويفسد الأنساب أول ما تبغضه الفطرة الإنسانية القاضية بالنكاح (4).

وممّا يدل على أن الزواج أمر فطري قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (من

أحبّ فطرتي ، فليستنَّ بسنتي ، ومن سنتي التزويج)(5).

وعليه فالزواج يقف سداً منيعاً يحول دون الانحراف الجنسي ، وهو من أفضل الوسائل الوقائية التي تحصن الناس من الانزلاق إلى هاوية الرذيلة ، وبالتالي الوقوع في الفتنة.

روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: (نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد إنّ ربّك يُقرؤك السلام ويقول: إنَّ الأبكار من النّساء بمنزلة الثمر على الشجر ، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلاّ اجتنائه ، وإلاّ أفسدته الشمس ، وغيرته الرّيح ، وإنّ الأبكار إذا أدركن ما تدرك النّساء فلا دواء لهن إلاّ البعول ، وإلاّ لم يؤمن عليهن الفتنة ، فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر ، فجمع الناس ، ثمّ أعلمهم ما أمر الله عزَّ وجلَّ به)(6).

ولم يكتف الإسلام بتشجيع الشباب من الجنسين على الزواج ، بل دعا المسلمين إلى تحقيق أعلى درجة من المشاركة والتعاون ومد يد العون لكلِّ من تضيق يده عن تهيئة الوسائل اللازمة للزواج ، ووعد كل من يساهم في هذا العمل الخيري بالثواب الجزيل ، وثمة شواهد نقلية على هذا التوجه ، منها.

قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (... ومن زوَّجه زوجة يأنس بها ويسكن إليها ، آنسه الله في قبره بصورة أحبّ أهله إليه)(7) وقال حفيده الإمام الكاظم (عليه السلام): ( ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظلَّ إلاّ ظلّه : رجل زوّج أخاه المسلم ، أو خدمه أو كتم له سراً )(8).

وفي هذا الإطارة ملحة لتوسيع المشاركة الاجتماعية في هذه القضية الحيوية دفع المسلمين للقيام بدور الوساطة بين الشباب المؤهلين للزواج وفتح قنوات الاتصال والتعارف بين عوائلهم وكذلك مدّ جسور الفهم والتفاهم بين العروسين ، وهي أمور لابدّ منها حتى يكون الزواج عن قناعة ورضا وطيب نفس ، وعلى نحو مدروس ، وليس قراراً ارتجالياً قد تترتب عليه عواقب لا تحمد عقباها.

ثم إنّ الوسيط أو الشفيع يساهم مساهمة فعّالة في تذليل الصعوبات ورفع الموانع والعقبات التي تعترض الجانبين ، ومن أشاد أمير المؤمنين عليه السلام بدور الشفيع أو الوسيط فقال: (أفضل الشفاعات أن يشفع بين اثنين في نكاح ، حتى يجمع شملهما )(9).

ـ المعطيات الإيجابية للزواج :

ومن ضمن أُسلوب (الترغيب) نجد من خلال نظرتنا الفاحصة للنصوص أنّ الإسلام يبرز ـ بوضوح ـ المعطيات الإيجابية للزواج ، ويمكن تبويبها في النقاط التالية :

1ـ الدخول في ولاية الله :

فلاشك أنّ من أقدم من الشباب على الزواج أو من قدّم خدمة في هذا الشأن ، امتثالاً لأمر الله تعالى ، ورغبة في رضاه ، سوف يدخله الله تعالى في ولايته ، وقد ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : (من نكح لله وأنكح لله استحق ولاية الله)(10).

ويفهم من ذلك بالدلالة الإلتزامية أن من يُحجم عن الزواج بدون سبب شرعي ، أو من يضع العراقيل في هذا السبيل ، فسوف يكون أقرب إلى ولاية الشيطان. ولعل ذلك ما يفسر قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (أيّما شاب تزوج في حداثة سنّه عجّ شيطانه : يا ويله! عَصَمَ مني دينه )(11).

2ـ امتثال سُنّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :

وهي سُنَّة هادية راشدة تدفع من عمل بها نحو الصلاح ، وتؤدي إلى الفوز والفلاح ، وقد

تجسدت بأقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) العديدة ، التي حث فيها الشباب على نبذ حياة العزوبية ، كما جسدت في أفعاله ، فقد تزوج مرات عديدة ، وزوج بناته أيضاً ، كما تمثلت في تقريره ، فلم يكتف بالسكوت عمن يتزوجون ، بل كان يسأل أصحابه ومن يحيط به عن أخبار الزواج ، فيبارك لمن تزوج منهم ويدعو له ، كما ويسأل العزاب منهم عن سبب عزوفهم عن الزواج ، ويحاول حل مشاكلهم ويشفع أو يتوسط لتسهيلها ، وقد زوج (جويبر) مع فقره المدقع من (الزلفاء) مع ما هي فيه من الجاه والثراء.

فالزواج ـ إذن ـ اضافة إلى أنّه آية ربانية فهو سنّة نبوية يتوجب اتباعها ، والعمل بها ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني...)(12).

وانطلاقاً من هذا التوجه النبوي ، قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) موصياً: (تزوجوا ، فإنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً ما كان يقول: من كان يحبُّ أن يتّبع سنّتي فليتزوج ، فإنَّ من سنّتي التزويج)(13).

3ـ إكتساب الفضيلة العالية :

فالمتزوج أفضل عند الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأعزب درجةً ، وأجزل ثواباً ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب)(14).

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ركعتان يصليها متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب)(15).

وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال : (جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال له : هل لك من زوجة؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : لا أحب أن لي الدنيا وما فيها وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة ، ثم قال : إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره)(16).

ولعلَّ الوجه في هذا التفاضل أنّ الأعزب يكون عرضة لضغط الغريزة الجنسية فيشغل الجنس حيزاً كبيراً من تفكيره ويكون محوراً لاهتمامه ، الأمر الذي ينعكس ـ سلباً ـ على عبادته ، التي تكتسب فضيلتها وكمالها من التوجه الكلي نحو المعبود ، والابتعاد عمّا سواه.

وهناك من تضيق عدسة الرؤية لديه أو يفهم الدين فهماً قاصرا ، فيرى أنّ الرهبانية تكسب الإنسان فضلاً وكمالاً ، كما هو الحال عند بعض النصارى وأهل التصوف ، ولكن أهل البيت (عليهم السلام) يرفضون هذا الفهم القاصر، فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): (إنَّ امرأة سألت أبا جعفر (عليه السلام) فقالت: أصلحك الله إنّي متبتلة ، فقال لها: وما التبتل عندك؟ قالت: لا أريد التزويج أبداً ، قال : ولِمَ؟ قالت : ألتمس في ذلك الفضل ، فقال : انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة (عليها السلام) أحقُّ به منك ، إنّه ليس أحد يسبقها إلى الفضل)(17).

4ـ الطهارة المعنوية :

فممّا لا ريب فيه أنّ الزواج عامل مساعد على التطهّر من الآثام كالزنا واللواط وسائر أشكال الانحراف عن الطريق المستقيم ، ومن أجل ذلك قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (من سرّه أن يلقى الله طاهراً مطهّراً ، فليلقه بزوجة صالحة)(18).

فالزواج هو الطريق الطبيعي لرفد الاُمة بعناصر شابة ، تجدد حيويتها ، وتقوم على أكتافهم نهضتها وصيرورة تقدمها ، ولذلك نلاحظ أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أفصح أكثر من مرّة عن رغبته في كثرة أفراد أمته ، ومن ذلك قوله: (تناكحوا تكاثروا فإنّي أُباهي بكم

الاُمم يوم القيامة حتى بالسقط )(19).

5 ـ زيادة الرزق وحسن الخلق :

لقد طمئن الله تعالى الذين يخشون الدخول في عش الزوجية خوفاً من الفقر وما يوجبه من النفقة، قائلا :{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[النور:32] (وهو وعد جميل بالغنى وسعة الرزق ، وقد أكّده بقوله {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:247] والرزق يتبع صلاحية المرزوق بمشيئة من الله سبحانه)(20).

وفي حديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يقشع غيوم الهموم التي تتراكم في النفوس خوفاً من أعباء الزواج ، فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (التمسوا الرزق بالنكاح) وأيضاً قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (تزوَّجوا النساء ، فإنهنَّ يأتين بالمال)(21).

وفي حديث ثالث يكشف لنا فيه عن معطيات اُخرى معنوية للزواج إضافة إلى المادية عندما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (زوّجوا أياماكم (22) فإنَّ الله يُحسن لهم في أخلاقهم ويوسّع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مروّاتهم )(23).

وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزَّ وجلَّ)(24) إنطلاقاً من الآية المتقدمة التي تتضمن وعداً جميلاً بالمدد والمعونة.

ثانياً : أُسلوب الترهيب :

وبالإضافة إلى أُسلوب (الترغيب) الذي أشرنا إليه ، فقد اتّبع الإسلام أُسلوب التنفير من العزوبة والتحذير من عواقبها، من أجل كسر أسوار العزلة ، وقطع الطريق على الذين يخلعون حزام العفة ، ويريدون التنصّل من المسؤولية الاجتماعية، فالملاحظ أنه يشنّ على هؤلاء حملات شديدة، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): شراركم عزّابكم، وأراذل موتاكم عزّابكم(25).

فالامتناع عن الزواج بلا عذر صحيح مذموم ومكروه ، ويجعل الفرد في زمرة المذنبين ، ويقرّبه من دائرة الشيطان ، إذ لا ربانية في الإسلام كما هو معلوم ، ومن الشواهد على ذلك أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل رجلاً اسمه عكّاف: ( ألك زوجة؟ قال : لا يا رسول الله، قال : ألك جارية؟ قال : لا يا رسول الله؟

قال : أفأنت موسر؟ قال : نعم. قال : تزوّج وإلاّ فأنت من المذنبين). وفي رواية (تزوّج وإلاّ فأنت من إخوان الشياطين)(26).

ولقد بلغ الترهيب والتحذير لمثل هؤلاء الممتنعين عن التزويج مخافة العيلة إلى أقصى حدوده حين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منّا)(27).

_____________

1ـ مكارم الأخلاق / الطبرسي : 196.

2ـ مكارم الأخلاق : 197.

3ـ مكارم الأخلاق : 206.

4ـ تفسير الميزان / العلاّمة الطباطبائي 4 : 312 ـ 313.

5ـ مكارم الأخلاق : 197.

6ـ وسائل الشيعة 14 : 39 كتاب النكاح.

7ـ ثواب الأعمال ، للصدوق : 175 ـ 176.

8ـ الخصال / الصدوق 1 : 141 باب الثلاثة.

9ـ مكارم الأخلاق / الطبرسي : 196.

10ـ المحجة البيضاء / الكاشاني 3 : 54 مؤسسة الأعلمي ط2.

11ـ كنز العمال 16 : 276 / 44441.

12ـ جامع الأخبار : 271 / 737 ، كنز العمال 16 : 271 / 44407.

13ـ تحف العقول : 105.

14ـ جامع الأخبار : 272 / 741.

15ـ ثواب الاعمال : 62.

16ـ مكارم الأخلاق : 197.

17ـ أمالي الطوسي 1 : 380. وبحار الأنوار 103 : 219.

18ـ مكارم الأخلاق : 197.

19ـ المحجة البيضاء 3 : 53.

20ـ تفسير الميزان 5 : 113.

21ـ مكارم الأخلاق : 196.

22ـ الأيامى : جمع أيّم ، وهو الذكر الذي لا اُنثى معه والاُنثى التي لا ذكر معها ، تفسير الميزان 5 : 112 ـ 113.

23ـ نوادر الراوندي : 36 ، بحار الأنوار 103 : 222.

24ـ مكارم الأخلاق : 197.

25ـ كنز العمال 16 : 277 / 44449.

26ـ جامع الأخبار : 272 / 743.

27ـ كنز العمال 16 : 279 / 44460.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.