المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

قانون لبت عشتار
25-6-2022
طباعة من السطح الاملس
27-11-2019
Preparing Alkenes: A Preview of Elimination Reactions
21-7-2016
نرنست ، والتر هرمن
2-12-2015
الأمراض المشتركة التي تصيب الحيوان والانسان‏
9-05-2015
Spherical Harmonic Differential Equation
25-7-2018


الكتابة الديوانية  
  
13438   01:45 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : ناظم رشيد
الكتاب أو المصدر : في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة : ص132-133
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2015 24453
التاريخ: 4-7-2016 3181
التاريخ: 6-9-2016 16978
التاريخ: 30-09-2015 17944

بلغت الكتابة الديوانية في هذا العصر منزلة رفيعة، وارتفعت مكانة الكتّاب لدى السلاطين والملوك والأمراء الى مرتبة عالية لا تقل شأناً عن مرتبة القضاة وأرباب السيوف.

وموضوعات الكتابة الديوانية كثيرة، منها العهود والتقاليد والمراسيم والمنشورات، وكذلك كتب الوعيد والانذار بالحروب ،الى جانب رسائل الصداقة والسلام وتبادل الود والتحيات والهدايا والتهاني.

إن هذه الأنواع من الكتابة تتطلب ثقافة واسعة ومعرفة جيدة وبدقائق اللغة وفنون البلاغة والبديع، واجادة الخط وقواعد الاملاء، وقد ألفت كتب خاصة لهذه الصنعة لتوضع بين أيدي الكتاب يرجعون اليها عند الحاجة، وأغلب الكتب الديوانية تجنح الى التأنق والتصنع، واستخدام السجع بكثرة، وكذلك سائر الفنون البديعية والمحسنات اللفظية، والاستعانة بمصطلحات العلوم المختلفة كالفقه والتفسير واللغة والنحو.

وعني سلاطين مصر والشام بالكتابة الديوانية، واستخدموا الى جانب صاحب ديوان الانشاء منصب (كاتب السر)، أو رئيس الديوان السلطاني ولكي نقف على أساس كتابتهم نأخذ جزءاً من رسالة محيي الدين بن عبد الظاهر (ت 692هـ) التي كتبها على لسان السلطان قلاوون الى السلطان أحمد غازان سلطان التتر، رداً على رسالة منه في طلب الهدنة والسلام، بعد اعتناقه الإسلام (1):

بسم الله الرحمن الرحيم

بقوة الله تعالى، باقبال دولة السلطان الملك المنصور قلاوون الى السلطان أحمد.

أما بعد حمد الله الذي أوضع بنا ولنا للحق منهاجاً، أوجد بنا فجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفوجاً، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، الذي فضله الله على كل نبي، نجى به أمته، وعلى كل نبي ناجى، صلاة ننير ما دجا، وتنير من داجي.

فقد وصل الكتاب الكريم، المتلقي بالتكريم، المشتمل على النبأ العظيم، من دخوله في الدين وخروجه عمن خلف من العشيرة والأقربين.

ولما فتح هذا الكتاب فتح بهذا الخبر للمعلم المعلم، والحديث الذي صحح عند أهل الإسلام إسلامه، وأصح الحديث ما روي عن مسلم، وتوجهت الوجوه الى الله سبحانه في أن يثبته على ذلك بالقول الثابت، وان ينبت حب هذا الدين في قلبه، كما أنبت أحسن النبت من أخشن المنابت.

وحصل التأمل للفصل المبتدأ بذكره من حديث اخلاصه النية في أول العمر وعنفوان الصبا الى الاقرار بالوحدانية، ودخوله في الملة المحمدية، بالقول والعمل والنية، فالحمد لله على أن شرح صدره للإسلام، وألهمه شريف هذه الالهام، كحمدنا لله على أن جعلنا من السابقين الأولين الى هذا المقال والمقام، وثبت أقدامنا في كل موقف اجتهاد، وجهاد تتزلزل دونه الأقدام).

لقد كانت الرسائل الديوانية ذات أهمية تاريخية، فهي تسجل لنا بدقة ووضوح الحالة النفسية والسياسية والاجتماعية والحربية والاخلاقية التي كان الناس آنذاك يتقلبون فيها ويعيشون في أكنافها، يقول الدكتور شوقي ضيف (2): (ويظن كثيرون أن النثر جمد في هذا العصر جموداً شديداً لما ساد في بعض جوانبه من تكلف في تحرير معانيه، ومن سجع مثقل بأصداف البديع، وخاصة في الرسائل الاخوانية، كل ذلك لم يحل بين كتاب الدواوين وبين التعبير عن واقع الحياة السياسية تعبيراً كانوا فيه ألسنة ناطقة عن أهل مصر والشام، وعن أهوائهم السياسية ومطامحهم الحربية)..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور قلاوون ص10.

(2) تنظر مقالة الدكتور شوقي ضيف (عصر احياء التراث العربي وتجديده)، المجلة العدد 122، شباط 1967.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.