أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2017
3261
التاريخ: 11-12-2014
3809
التاريخ: 28-6-2017
2987
التاريخ: 23-5-2017
3509
|
كان بنو قريظة الطائفة اليهودية الوحيدة التي بقيت في المدينة تعايش المسلمين في سلام وأمن، وكانوا يحترمون الميثاق الذي عقدوه مع النبي (صلى الله عليه واله)، احتراما كاملا.
فرأى حييّ بن أخطب أن طريق الانتصار يتوقف على الاستعانة بمن في داخل المدينة لصالح المعتدين العرب وذلك بأن يدعو يهود بني قريظة الى نقض العهد الذي عاهدوا رسول الله (صلى الله عليه واله) به. ليشعل بذلك حربا بين المسلمين ويهود بني قريظة ويشغل المسلمين بفتنة داخلية، وبذلك يمهّد لانتصار المشركين الذين يحاصرون المسلمين خلف الخندق.
وانطلاقا من هذه الفكرة أتى حييّ الى حصن بني قريظة ودق عليهم الباب وعرّف نفسه، فأمر رئيس بني قريظة كعب بن الاسد بان لا يفتحوا له الباب ولكنه أصر، وقال : ما يمنعك من فتح الباب إلا جشيشتك ( أي خبزك ) الذي في التنور تخاف أن اشاركك فيها فافتح فانّك آمن من ذلك. فأثارت تلك الكلمات الجارحة حمية كعب فأمر بأن يفتحوا له باب الحصن، ففتحوا له، فدخل مثير الحرب المشؤوم حييّ وقال لكعب : يا كعب لقد جئتك بعزّ الدهر، هذه قريش في قادتها وسادتها مع حلفائهم من كنانة، وهذه فزارة مع قادتها وسادتها، وهذه سليم وغيرهم، ولا يفلت محمّد وأصحابه من هذا الجمع أبدا وقد تعاقدوا وتعاهدوا الاّ يرجعوا حتى يستأصلوا محمّدا ومن معه، فانقض العهد بينك وبين محمّد، ولا تردّ رأيي.
فأجابه كعب قائلا : لقد جئتني ـ والله ـ بذلّ الدهر، وبسحاب يبرق ويرعد وليس فيه شيء، وأنا في بحر لجي لا أقدر على أن أريم داري ومالي معي، والصبيان والنساء، اني لم أر من محمّد إلاّ صدقا ووفاء فارجع عنّي، فانه لا حاجة لي فيما جئتني به.
ولكن حييّ بن أخطب لم يزل يراوض كعبا ويخاتله ويلحّ عليه كما يفعل صاحب الإبل الجامع الذي يستصعب عليه، حتى اقنعه بنقض عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وهيّا لذلك، فقال : أنا أخشى أن لا يقتل محمّد وتنصرف قريش إلى بلادها، فما ذا نفعل حينذاك؟ فوعده حيي أن يدخل معه حصنه ليصيبه ما أصابه ان لم يقتل محمّد (صلى الله عليه واله).
فقال كعب : دعني اشاور رؤساء اليهود فدعا رؤساء اليهود وشيوخهم، وخبرهم الخبر، وحيى حاضر، وقال لهم كعب : ما ترون؟ فقالوا : أنت سيدنا، والمطاع فينا، وصاحب عهدنا وعقدنا فان نقضت نقضنا معك وإن أقمت أقمنا معك، وإن خرجت خرجنا معك.
فقال الزبير بن باطا وكان شيخا كبيرا مجرّبا قد ذهب بصره : قد قرأت في التوراة التي أنزلها الله في سفرنا يبعث نبيّا في آخر الزمان، يكون مخرجه بمكة، ومهاجره في هذه البحيرة... يبلغ سلطانه منقطع الخفّ والحافر فان كان هذا ( أي محمّد ) هو فلا يهولنّه هؤلاء ولا جمعهم، ولو ناوى على هذه الجبال الرواسي لغلبها.
فقال أخطب من فوره : ليس هذا ذاك، ذلك النبي من بني إسرائيل، وهذا من العرب من ولد اسماعيل، ولا يكونوا بنو اسرائيل أتباعا لولد اسماعيل أبدا، لأنّ الله فضّلهم على الناس جميعا وجعل فيهم النبوة والملك، وليس مع محمّد آية، وإنّما جمعهم جمعا وسحرهم!!
ولم يزل يقنّع بهم، ويقلّبهم عن رأيهم، ويلحّ عليهم حتى أجابوه، ورضوا بأن ينقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله).
فقال : أخرجوا الكتاب الذي بينكم وبين محمّد، فأخرجوه، فأخذه ومزقه، وقال : قد وقع الأمر، فتجهّزوا وتهيّأوا للقتال، وبذلك جعلهم أمام الامر الواقع الذي ظنوا أنه لا مفرّ منه!!
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|