أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
1146
التاريخ: 2-11-2018
1686
التاريخ: 31-3-2021
1707
التاريخ: 9-12-2018
2160
|
[ملك يزيد بعد موت معاوية] وكان موفر الرغبة في اللهو والقنص والخمر والنساء والشعر. وكان فصيحاً كريماً شاعراً مفلقاً. قالوا بدىء الشعر بملك وختم بملك، إشارة إلى امرىء القيس وإليه. فمن شعره:
جـــاءت بوجه كأن البدر برقعه *** نوراً على مائسٍ كالغصن معتل
إحدى يديهـا تعاطيني مشعشعةً *** كخدهــا عصفرته صبغة الخجل
ثم استبدت وقالت، وهي عالمة *** بما تقول وشمس الراح لم تفل:
لا ترحلـن فمـا أبقيت من جلدي *** ما أستطيع بــه توديـــع مرتحل
ولا من النوم ما ألقى الخيال به ... ولا من الدمع ما أبكي على الطلل
كانت ولايته على أصح القولين ثلاث سنين وستة أشهر. ففي السنة الأولى قتل الحسين بن علي، عليهما السلام، وفي السنة الثانية نهب المدينة وأباحها ثلاثة أيام، وفي السنة الثالثة غزا الكعبة.
فنبدأ بشرح قتل الحسين، عليه السلام.
مقتل الحسين :
هذه قضية لا أحب بسط القول فيها استعظاماً لها واستفظاعاً. فإنها قضية لم يجر في الإسلام أعظم فحشاً منها. ولعمري إن قتل أمير المؤمنين، عليه السلام، هو الطامة الكبرى. ولكن هذه القضية جرى فيها من القتل الشنيع والسبي أو التمثيل ما تقشعر له الجلود. واكتفيت أيضاً عن بسط القول فيها بشهرتها فإنها أشهر الطامات. فلعن الله كل من باشرها وأمر بها ورضي بشيء منها ولا تقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً وجعله من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وجملة ما جرى في ذلك أن يزيد، لعنه الله، لما بويع لم يكن له هم إلا تحصيل بيعة الحسين، رضي الله عنه، والنفر الذي حذره أبوه منهم. فأرسل إلى الوليد ابن عتبة بن أبي سفيان، وهو يومئذ أمير المدينة، يأمره بأخذ البيعة عليهم.
فاستدعاهم فحضر الحسين، عليه السلام، عنده، فأخبره بموت معاوية، ودعاه إلى البيعة فقال له الحسين، عليه السلام: ً مثلي لا يبايع سراً ولكن إذا اجتمع الناس نظرنا ونظرتً . ثم خرج الحسين، عليه السلام، من عنده وجمع أصحابه وخرج من المدينة قاصداً مكة متأبياً من بيعة يزيد آنفاً من الانخراط في زمرة رعيته.
فلما استقر بمكة اتصل بأهل الكوفة تأبيه من بيعة يزيد، وكانوا يكرهون بني أمية، خصوصاً يزيد لقبح سيرته ومجاهرته بالمعاصي واشتهاره بالقبائح. فراسلوا الحسين، عليه السلام، وكتبوا إليه الكتب يدعونه إلى قدوم الكوفة ويبذلون له النصرة على بني أمية. واجتمعوا وتحالفوا على ذلك وتابعوا الكتب إليه في هذا المعنى. فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلما وصل إلى الكوفة فشا الخبر إلى عبيد الله بن زياد، لعنه الله ، وأحله دار الخزي، وكان يزيد قد أمره على الكوفة حين بلغه مراسلة أهلها الحسين عليه السلام. وكان مسلم قد التجأ إلى دار هانىء بن عروة رضي الله عنه، وكان من أشراف أهل الكوفة، فاستدعاه عبيد الله بن زياد وطلبه منه فأبى، فضرب وجهه بالقضيب فهشمه، ثم أحضر مسلم بن عقيل رضي الله عنهما، فضربت عنقه فوق القصر فهوى رأسه وأتبع جثته رأسه. وأما هانىء فأخرج إلى السوق فضربت عنقه، وفي ذلك يقول الفرزدق:
وإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري *** إلى هانىء في السوق وابن عقيل
إلـــى بطل قد هشـــم السيف وجهـــه *** وآخــر يهوي مــــن طمــــار قتيل
ثم إن الحسين عليه السلام، خرج من مكة متوجهاً إلى الكوفة، وهو لا يعلم بحال مسلم. فلما قرب من الكوفة علم بالحال ولقيه ناس فأخبروه الخبر وحذروه فلم يرجع، وصمم على الوصول إلى الكوفة لأمر هو أعلم به من الناس. فأرسل ابن زياد إليه عسكراً أميره عمر بن سعد بن أبي وقاص، فقاتل الحسين عليه السلام، وأصحابه حين التقى الجمعان قتالاً لم يشاهد أحد مثله، حتى فني أصحابه وبقي هو، عليه السلام، وخاصته فقتلوا أشد قتال رآه الناس ثم قتل الحسين عليه السلام قتلة شنيعة. ولقد ظهر منه، عليه السلام، من الصبر والاحتساب والشجاعة والورع والخبرة التامة بآداب الحرب والبلاغة، ومن أهله وأصحابه، رضي الله عنهم، من النصر له والمواساة بالنفس وكراهية الحياة بعده والمقاتلة بين يديه عن بصيرة ما لم يشاهد مثله، ووقع النهب والسبي في عسكره وذراريه، عليهم السلام، ثم حمل النساء ورأسه، صلوات الله عليه، إلى يزيد بن معاوية بدمشق، فجعل ينكت ثنايا الحسين عليه السلام، بالقضيب، ثم رد نساءه إلى المدينة.
وكان قتل الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء من سنة إحدى وستين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|