أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2018
1573
التاريخ: 4-10-2018
1527
التاريخ: 9-1-2017
1151
التاريخ: 27-5-2017
2015
|
( أخبار يزيد بن معاوية ):
ثاني خلفائهم أمه ميسون بنت بحدل الكلبية ، بويع بالخلافة لما مات أبوه في رجب سنة ستين ، وأرسل إلى عامله بالمدينة بإلزام الحسين[عليه السلام] وعبد اللَّهِ بن الزبير وابن عمر بالبيعة فأما ابن عمر فقال إن أجمع الناس على بيعته بايعته وأما الحسين[عليه السلام] وابن الزبير فلحقا بمكة ولم يبايعا وأرسل عامل المدينة جيشا مع عمرو بن الزبير وكان شديد العداوة لأخيه عبد اللَّهِ بن الزبير ليقاتله فانتصر عبد اللَّهِ وهزم الجمع وحبس أخاه عمرا حتى مات في حسبه. وورد على الحسين[عليه السلام] مكاتبات أهل الكوفة بالمسير إليهم ليبايعوه وكان عاملها النعمان بن بشير فأرسل الحسين[عليه السلام] ابن عمه مسلم بن عقيل ليأخذوا البيعة عليهم فقيل بايعه بها ثلاثون ألفاً وقيل ثمانية وعشرون ألفا وبلغ يزيد عن النعمان بن بشير كلام لا يرضيه فولى الكوفة عبيد اللَّهِ بن زياد والي البصرة فقدم الكوفة ورأى ما الناس عليه فخطب وحث على طاعة يزيد . ثم اجتمع إلى مسلم بن عقيل من كان بايعه للحسين[عليه السلام] وحصروا عبيد اللَّهِ بن زياد بقصره ومعه ثلاثون رجلا فأمرهم أن يشرفوا من القصر ويمنعوا أهل الطاعة ويخدلوا أهل المعصية ، فكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقول انصرف إن الناس يكفونك ، فتفرق الناس عن مسلم وبقي معه ثلاثون رجلا فاستتر ونادى منادي عبيد اللَّهِ بن زياد من أتى بمسلم بن عقيل فله ديته فأمسك مسلم وأحضر إليه فشتمه وشتم الحسين وعليا[عليه السلام] وضرب عنقه تلك الساعة لثمان مضين من ذي الحجة منها ورميت جثته من القصر. ثم جهز برأسه ورأس صاحبه هانىء بن عروة إلى يزيد وأخذ الحسين[عليه السلام] في التوجه من مكة إلى العراق فقال عبد اللَّهِ بن عباس : يا ابن العم إني أخاف عليك أهل العراق فإنهم قوم غدر أقم بهذا البلد فإنك سيد أهل الحجاز وإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فإن بها شيعة لأبيك وبها حصون وشعاب ، فقال : يا ابن العم أعلم والله أنك ناصح مشفق ولقد أزمعت وأجمعت فخرج الحسين[عليه السلام] من مكة يوم التروية سنة ستين في جمائع ، وبلغه مقتل مسلم بن عقيل فأعلم من معه بذلك ، وقال : من أحب أن ينصرف فلينصرف ، فتفرقوا عنه يمينا وشمالا . ولما وصل الحسين[عليه السلام] إلى مكان اسمه شراف وصل إليه الحر صاحب شرطة عبيد اللَّهِ بن زياد في ألفي فارس ، فقال له الحسين[عليه السلام] : ما أتيت إلا بكتبكم فإن رجعتم رجعت من هنا فقال له : إنا أمرنا أن لا نفارقك حتى نوصلك الكوفة بين يدي عبيد اللَّهِ ، فقال الحسين [عليه السلام]: الموت أهون من ذلك ، وما زالوا حتى سار مع صاحب شرطة ابن زياد . ثم دخلت سنة إحدى وستين : فيها قتل الحسين [عليه السلام]ورد كتاب ابن زياد يأمر الحر أن ينزل الحسين[عليه السلام] ومن معه على غير ماء فأنزلهم بكربلاء يوم الخميس ثاني المحرم منها ، وفي الغد قدم من الكوفة عمرو بن سعد بن أبي وقاص بأربعة آلاف فارس أرسله ابن زياد لحرب الحسين[عليه السلام] فسأله الحسين[عليه السلام] أن يمكن إما من العود من حيث أتى وإما أن يجهز إلى يزيد بن معاوية وإما أن يمكن أن يلحق بالثغور ، فكتب عمرو إلى ابن زياد يسأل أن يجاب الحسين[عليه السلام] إلى أحد هذه الأمور فقال ابن زياد : لا ولا كرامة ، وأرسل مع شمر بن ذي الجوشن إلى عمرو بن سعد : إما أن تقاتل الحسين وتقتله وتوطئ الخيل جثته ، وإما أن تعتزل ويكون على الجيش شمر فقال عمرو بن سعد : بل أقاتله . ونهض عشية الخميس تاسع المحرم منها والحسين[عليه السلام] أمام بيته بعد صلاة العصر فلما قرب الجيش منه سألهم مع أخيه العباس[عليه السلام] أن يمهلوه إلى الغد وأنه يجيبهم إلى ما يختارونه فأجابوه فقال الحسين[عليه السلام] لأصحابه : إني قد أذنت لكم فانطلقوا في هذا الليل وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم ، فقال أخوه العباس[عليه السلام] : لا نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا اللَّهِ ذلك أبدا ، ثم تكلم إخوته وبنو أخيه وبنو عبد اللَّهِ بن جعفر نحو ذلك وبات الحسين[عليه السلام] وأصحابه يصلون الليل كله ويدعون. فلما أصبحوا ركب عمرو بن سعد في أصحابه ، وذلك يوم عاشوراء منها وعبء الحسين [عليه السلام]أصحابه ، وهم اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا ثم حملوا على الحسين[عليه السلام] وأصحابه واستمر القتال إلى وقت الظهر فصلى الحسين[عليه السلام] وأصحابه صلاة الخوف واشتد بالحسين [عليه السلام]العطش فتقدم ليشرب فرمى بسهم فوقع في فمه ، ونادى شمر : ويحكم ما تنتظرون بالرجل اقتلوه ، فضربه زرعة بن شريك على كتفه ، وضربه آخر على عاتقة ، وطعنه سنان بن أنس النخعي بالرمح ، فوقع فنزل إليه فذبحه واحتز رأسه ، وقيل بل شمر احتز رأسه ، وجاء به إلى عمرو بن سعد فأمر عمرو جماعة فوطئوا صدر الحسين[عليه السلام] وظهره بخيولهم ثم بعث بالرؤوس والنساء والأطفال إلى عبيد اللَّهِ بن زياد فجعل ابن زياد يقرع فم الحسين بقضيب ، فقال له زيد بن أرقم : ارفع هذا القضيب فوالذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول اللَّهِ [صلى الله عليه وآله] على هاتين الشفتين ، ثم بكى وروي إنه قتل مع الحسين[عليه السلام] من أولاد علي أربعة هم العباس ، وجعفر ، ومحمد ، وأبو بكر ، ومن أولاد الحسين أربعة وقتل عدة من اولاد عبد اللَّهِ بن جعفر ، ومن أولاد عقيل ثم بعث ابن زياد بالرؤوس وبالنساء والأطفال إلى يزيد بن معاوية فوضع يزيد رأس الحسين[عليه السلام] بين يديه واستحضر النساء والأطفال .ثم أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم وأن يبعث معهم أمينا ويوصلهم إلى المدينة ولما وصلوا المدينة لقيهم نساء بني هاشم حاسرات وفيهن ابنة عقيل بن أبي طالب وهي تبكي وتقول :
( ماذا تقـــولون إن قال النبي لكم *** ماذا فعلـــتم وأنتــــــم آخــــر الأمم )
( بعتـرتي وبـــأهلي بعـــد مفتقدي *** منهم أسارى وصرعى ضرجوا بدم )
( ما كان هذا جزائي إذ نصحت لم *** أن تخلفــوني بسوء في ذوي رحمي )
قلت: ومما قلت في ذلك مضمنا عجز بيت من الحماسة.
( أرأس السبط ينقل والسبايا *** يطاف بها وفوق الأرض رأس )
( وما لي غير هذا السبي ذخر ؟ *** وما لي غير هذا الرأس رأس )
والله اعلم. ثم قيل أن رأس الحسين[عليه السلام] جهز إلى المدينة ودفن عند أمه ، وقيل بباب الفراديس ، وقيل أن خلفاء مصر نقلوا من عسقلان رأسا إلى القاهرة ودفنوه بها وبنوا له مشهد الحسين . والصحيح : أن عمره [عليه السلام]وعنا بهم خمس وخمسون سنة وأشهر ، قيل أنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا ، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة .قلت : قال صاحب معالم الإسلام : روي عن أنس بن الحارث أن النبي [صلى الله عليه وآله ] قال : ' إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره ' ، فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين [عليه السلام].
ثم دخلت سنة اثنتين وستين وثلاث وستين : فيها اتفق أهل المدينة على خلع يزيد ، وأخرجوا نائبه عثمان بن محمد بن أبي سفيان منها ، فجهز يزيد جيشا مع مسلم بن عقبة وأمره بقتال أهل المدينة فإذا ظفر بها أباحها للجند ثلاثة أيام يسفكون فيها الدماء ويأخذون الأموال ، وأن يبايعهم على أنهم خول وعبيد ليزيد وإذا فرغ يسير إلى مكة . فسار مسلم ونزل المدينة من جهة الحرة في عشرة آلاف فارس من أهل الشام ، وأصر أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وغيرهم على قتاله، وعملوا خندقا واقتتلوا فقتل الفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وجماعة من الأشراف والأنصار ، ثم انهزم أهل المدينة ، واستباح مسلم المدينة حسب وصية يزيد . وعن الزهري أن قتلى الحرة كانوا سبعمائة من وجوه الناس من قريش والمهاجرين والأنصار، وعشرة آلاف من وجوه الموالي ممن لا يعرف. وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة منها، ثم بايع من بقي من الناس على أنهم خول وعبيد ليزيد. وسار إلى مكة وكان مريضا فمات قبل وصوله ، واستناب في الجيش الحصين بن نمير السكوني في المحرم سنة أربع وستين ، فقدم الحصين مكة وحاصر عبد اللَّهِ بن الزبير أربعين يوما حتى جاءهم الخبر بموت يزيد بعد رمي البيت الحرام بالمنجنيق وإحراقه بالنار . ولما علم الحصين بموت يزيد قال لابن الزبير : من الرأي أن ندع دماء القتلى بيننا ، وأقبل لأبايعك واقدم إلى الشام ، فامتنع ابن الزبير من ذلك ، فارتحل الحصين راجعا إلى الشام ، ثم ندم ابن الزبير على عدم الموافقة ، وسار مع الحصين من كان بالمدينة من بني امية إلى الشام .
وفيها أي سنة أربع وستين : توفي يزيد بحوارين - من عمل حمص - لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ، وخلافته ثلاث سنين وستة أشهر ، وكان أدم جعدا أحور العين بوجهه أثر جدري حسن اللحية خفيفها طويلا ، وله عدة بنين وبنات ، أقام يزيد مع أمه ميسون بين أهلها في البادية وتفصح وشعر ببادية بني كلب وسبب ذلك أن معاوية سمعها تنشد :
( للبس عباءة وتقر عيني ** أحب إلي من لبس الشفوف )
( وبيت تخفق الأرواح فيه ** أحـب إلي من قصــر منيف )
( وبكر يتبع الأظعان صعب ** أحــب إلي من بغل زفوف )
( وكلب ينبح الأضياف دوني ** أحــب إلي من هر ألوف )
( وخرق من بني عمي فقير ** أحــب إلي من علج عنيف )
فقال : ما رضيتيني يا ابنه بحدل حتى جعلتني علجا عنيفا الحقي بأهلك ، فمضت إليهم ويزيد معها .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|