أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2017
2209
التاريخ: 30-11-2018
3907
التاريخ: 9-11-2017
2755
التاريخ: 24-5-2017
1814
|
ضحايا الغدر الأُموي
لعلّ المرء يصاب بالذهول وهو يتأمّل أسماء الصحابة والتابعين ذوي المنازل الرفيعة والمكانة السامية و الدور الجليل في خدمة الإسلام وأهله ، كيف سقطوا صرعى بسيف الأُمويّين لا لشيء إلاّ لأنّهم شيعة عليّ _ عليه السلام _ ، ومن هؤلاء :
1 ـ حجر بن عديّ: الذي قبض عليه زياد بعد هلاك المغيرة سنة (51هـ) وبعثه مع أصحابه إلى الشام بشهادة مزوّرة، وفرية ظالمة ، كان يراد منها قتله وتوجيه ضربة قوية لشيعة عليّ وتصفيتهم .
يقول المسعودي :
«في سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عديّ الكندي ـ وهو أوّل من قتل صبراً في الإسلام ـ وحمله زياد من الكوفة ومعه تسعة نفر من أصحابه من أهل الكوفة وأربعة من غيرها ، فلمّا صار على أميال من الكوفة يراد به دمشق أنشأت ابنته تقول ـ ولا عقب له من غيرها ـ :
ترفّــع أيّها القــمر المنيــر *** لعلّك أن ترى حجراً يسير
يسير إلى معاوية بن حرب *** ليقتلــــه، كذا زعم الأمير
ويصلبه علـى بابي دمشق *** وتأكل من محاسنه النسور
ثمّ قتله مع أصحابه في مرج عذراء (1) بصورة بشعة يندى لها الجبين ، وهي مذكورة في جميع كتب التأريخ ، فراجع .
2 ـ عمرو بن الحمق: ذلك الصحابي العظيم الذي وصفه الإمام الحسين سيّد الشهداء بأنّه : «أبلت وجهه العبادة» . قتله معاوية بعدما أعطاه الأمان (2) .
3 ـ مالك الأشتر: ملك العرب ، وأحد أشرف رجالاتها وأبطالها ، كان شهماً مطاعاً وكان قائد القوات العلوية . قتله معاوية بالسمّ في مسيره إلى مصر بيد أحد عمّاله (3) .
4 ـ رشيد الهجري: كان من تلاميذ الإمام وخواصّه ، عرض عليه زياد البراءة واللعن فأبى ، فقطع يديه ورجليه ولسانه ، وصلبه خنقاً في عنقه (4) .
5 ـ جويرية بن مسهر العبديّ: أخذه زياد وقطع يديه ورجليه وصلبه على جذع نخلة (5) .
6 ـ قنبر مولى أمير المؤمنين: روي أن الحجّاج قال لبعض جلاوزته : أُحبّ أن أُصيب رجلا من أصحاب أبي تراب فقالوا: ما نعلم أحداً كان أطول صحبة له من مولاه قنبر. فبعث في طلبه ، فقال له : أنت قنبر؟ قال : نعم ، قال له : ابرأ من دين عليّ ، فقال له : هل تدلّني على دين أفضل من دينه؟ قال : إنّي قاتلك فاختر أيّ قتلة أحبّ إليك ، قال : أخبرني أمير المؤمنين : أنّ ميتتي تكون ذبحاً بغير حقّ . فأمر به فذبح كما تذبح الشاة (6) .
7 ـ كميل بن زياد: وهو من خيار الشيعة وخاصّة أمير المؤمنين ، طلبه الحجّاج فهرب منه ، فحرم قومه عطاءهم ، فلمّا رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير وقد نفد عمري ولا ينبغي أن أكون سبباً في حرمان قومي. فاستسلم للحجّاج، فلمّا رآه قال له: كنت أحبُّ أن أجد عليك سبيلا، فقال له كميل:
لا تبرق ولا ترعد ، فوالله ما بقي من عمري إلاّ مثل الغبار، فاقض فإنّ الموعد الله عزّ وجلّ ، وبعد القتل الحساب . وقد أخبرني أمير المؤمنين أنّك قاتلي، فقال الحجّاج: الحجّة عليك إذن، فقال: ذلك إن كان القضاء لك، قال: بلى، اضربوا عنقه (7).
8 ـ سعيد بن جبير: التابعي المعروف بالعفّة والزهد والعبادة ، وكان يصلّي خلف الإمام زين العابدين ، فلمّا رآه الحجّاج قال له : أنت شقي ابن كسير ، فقال : أُمّي أعرف باسمي منك . ثم بعد أخذ وردّ أمر الحجاج بقتله، فقال سعيد: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 79] (8). فقال الحجّاج: شدّوه إلى غير القبلة، فقال : {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] (9) ، فقال : كبّوه على وجهه ، قال : {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55] (10) . ثم ضربت عنقه (11) .
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ممّا جناه الأُمويّون في حقّ الشيعة طوال فترة حكمهم وتولّيهم لدفّة الأُمور وزمام الحكم ، وتالله إنّ المرء ليصاب بالغثيان وهو يتأمّل هذه الصفحات السوداء التي لا تمحى من ذاكرة التاريخ وكيف لطّخت بالدماء الطاهرة المقدسة والتي أُريقت ظلماً وعدواناً وتجنّياً على الحقّ وأهله .
_____________
(1) مروج الذهب 3: 3ـ4، سير أعلام النبلاء 3: 462ـ466 / 95.
(2) سير أعلام النبلاء 4: 34ـ35 / 6.
(3) شذرات الذهب 1 : 91 .
(4) شرح نهج البلاغة 2: 294 ـ 295.
(5) شرح نهج البلاغة 2: 290 ـ 291.
(6) رجال الكشي : 68ـ69 / 21 ، الشيعة والحاكمون : 95 .
(7) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17: 149، الشيعة والحاكمون: 96.
(8) الأنعام : 79 .
(9) البقرة : 115
(10) طه : 55
(11) سير أعلام النبلاء 4: 321ـ328، الجرح والتعديل 4: 9 / 29.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|