المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



علاقة مفهوم التنشئة الاجتماعية بمفهوم التربية  
  
8722   12:45 مساءً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص70-71
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

تعد عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء عملية تربوية اجتماعية بوصفها إحدى العمليات التي يتم من خلالها استمرار المجتمع وتطوره وتعتبر عملية التنشئة الاجتماعية في حقيقتها عملية تعلم لانها تعديل او تغيير في السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة الامر الذي يدعونا للتساؤل عن ماهية مفهوم التربية التي تسعى عملية التنشئة الاجتماعية لتحقيقه ؟

فالتربية هي إحداث عمليات النمو والتعبير والضبط عند الطفل في اطار محيطه الاجتماعي سواء في الاسرة او في الروضة او غيرها للوصول به الى اقصى حد من الكفاءة تسمح بها قدراته واستعداداته .

ويرى البعض أن موضوع التربية هو الانسان بعقله ووجدانه وجسمه وقيمه واتجاهاته وما لديه من مهارات وافكار وهي وظيفة  المؤسسات الاجتماعية وتهدف هذه الوظيفة الى نمو طاقات الفرد وامكاناته على اساس احترام شخصيته وافساح الفرص المناسبة لتنمية هذه الطاقات (1).

وبذلك تعد عملية التنشئة الاجتماعية جزءا من عملية التربية والتربية لا تشمل كل ما نعلمه لأنفسنا او ما يقدمه لنا الاخرون بقصد تنشئتنا تنشئة صالحة فحسب بل تشمل فوق ذلك الآثار غير المباشرة التي لها الاثر في تقويم أخلاقنا ومواهبنا وطباعنا كالقانون ونظم الحكم والنظم الاجتماعية كما تشمل كذلك اثار البيئة الطبيعية كعوامل الجو والموقع الجغرافي بل تشمل كل ما يساعد على صقل الفرد وتقويم شخصيته بالشكل الذي يصبح عليه بعد بذلك. يتضح لنا ان عملية التربية تتضمن (2).

1ـ عملية التنشئة الاجتماعية .

2ـ آثار غير مباشرة ناتجة عن تفاعل الفرد مع البيئة الاجتماعية .

3ـ آثار البيئة الطبيعية المحيطة بالفرد .

وهي إذن عملية شاملة والتنشئة جزء منها  فالتربية تتضمن عملية التنشئة الاجتماعية والتدريب الفكري والاخلاقي وتطور القوى العقلية والاخلاقية وهي بذلك أعم واشمل من عملية التنشئة الاجتماعية لانها تعني نمو شامل للطفل جسميا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا وانفعاليا ومهاريا وسط جماعة اجتماعية تعمل على الوصول به الى اقصى ما تؤهله له قدراته الطبيعة.

_____________

1ـ محمد الهادي عفيفي : في اصول التربية (الصول الثقافية للتربية)، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية ، 1995، ص42-44.

2ـ السيد عبد القادر شريف : الاصول الفلسفية والاجتماعية للتربية ، القاهرة ، حورس للطباعة والنشر ، 2005 ، ص131.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.