أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
2685
التاريخ: 11-12-2014
4974
التاريخ: 1-6-2017
3139
التاريخ: 21-6-2017
3083
|
استعرض رسول الله (صلى الله عليه واله) جيشه في منطقة تدعى بالشيخين ، وكانت الوجوه المشتاقة إلى الجهاد تلمع كما تلمع أشعة السيوف، وتعكس إصرارا كبيرا على قتال الكفار، ومجاهدة المشركين.
ولقد كان جيش رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي خرج بهم لمجابهة قريش عند جبل احد يتألف من مقاتلين يتفاوتون في الأعمار تفاوتا كبيرا.
ففيهم الشيخ الكبير الطاعن في السن وفيهم الشاب الفدائيّ الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة.
ولقد كان الدافع الذي يحرك الجميع الى ذلك هو تعشق الكمال الذي ما كان ليتوفر إلاّ في ظلّ الدفاع عن صرح التوحيد المقدس، ليس إلاّ.
ولإثبات هذه الحقيقة نشير هنا الى قصة شيخ كبير السن، وشاب لم يمض من عرسه إلاّ ليلة واحدة!!
1 ـ كان عمرو بن الجموح رجلا شيخا أعرج شديد العرج وقد اصيب في رجله في حادثة. وكان له بنون أربعة مثل الاسود، يشهدون مع رسول الله (صلى الله عليه واله) المشاهد، فلما كان يوم احد أراد ان يخرج مع النبيّ (صلى الله عليه واله) وقد أبت نفسه أن تفوته الشهادة، وأن يجلس في بيته ولا يشترك مع رسول الله في تلك المعركة، وإن اشترك بنوه الأربعة فيها.
فأراد أهله وبنوه حبسه وقالوا له : إنّ الله عزّ وجل قد عذرك، ولم يقتنع بمقالتهم، وأتى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : إنّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فو الله إنّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنّة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) له : أمّا أنت فقد عذرك الله ولا جهاد عليك .
ثم قال (صلى الله عليه واله) لبنيه وقومه : لا عليكم أن لا تمنعوه، لعلّ الله يرزقه الشهادة.
فخلّوا عنه، وخرج وهو يقول : اللهمّ ارزقني الشهادة ولا تردني الى أهلي.
وقد كان موقف هذا المجاهد الأعرج من مشاهد معركة احد العظيمة، ومن قصصها الرائعة، فقد كان يحمل ـ وهو على ما هو عليه من العرج ـ على الاعداء ويقول : أنا والله مشتاق إلى الجنّة وابنه يعدو في أثره حتّى قتلا جميعا.
2 ـ حنظلة وهو شاب لم يكن قد جاوز الرابعة والعشرين من عمره آنذاك. وهو ابن أبي عامر عدوّ رسول الله (صلى الله عليه واله) والذي كان مصداقا لقول الله تعالى {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الأنعام: 95] .
فقد اشترك والده أبو عامر الفاسق في معركة احد إلى جانب قريش ضد رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان ممن يكيدون للاسلام وممن حرّض قريشا ضدّ النبيّ (صلى الله عليه واله) واستمرّ في معاداة الاسلام حتى النفس الأخير، ولم يأل جهدا في هذا السبيل.
وقد كان أبو عامر هذا هو السبب الرئيسيّ وراء حادثة مسجد ضرار ... .
غير أن علاقة الابوة والبنوة وما يتبعها من احاسيس لم تصرف حنظلة عن الاشتراك في حرب ضد أبيه، ما دام أبوه على باطل وهو ( أي حنظلة ) على الحق فيوم خرج النبيّ مع أصحابه الى احد لمواجهة قريش كان حنظلة يريد البناء بزوجته ليلته، فقد تزوج بابنة عبد الله بن ابيّ بن سلول وكان عليه أن يقيم مراسيم الزفاف والعرس في الليلة التي خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى احد في صبيحتها المنصرمة.
ولكنه عند ما سمع مؤذن الجهاد، ودوّى نداؤه في اذنه بحيّر في ما يجب أن يفعله، فلم يجد مناصا من أن يستأذن من رسول الله (صلى الله عليه واله) بان يتوقف في المدينة ليلة واحدة لاجراء مراسيم العرس ويقيم عند عروسته ثم يلتحق بالمعسكر الاسلامي صبيحة الغد من تلك الليلة.
وقد نزل في هذا الشأن ـ على رواية العلاّمة المجلسي ـ قوله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} [النور: 62] فأذن له رسول الله (صلى الله عليه واله).
فبات حنظلة عند عروسته تلك الليلة ودخل بها، ولما اصبح خرج من فوره وتوجه إلى احد وهو جنب.
ولكنه حينما اراد أن يخرج من منزله بعثت امرأته الى أربعة نفر من الأنصار، واشهدت عليه أنه قد واقعها.
فقيل لها : لم فعلت ذلك؟
قالت : رأيت هذه الليلة في نومي كأنّ السماء قد انفرجت فوقع فيها حنظلة، ثم انضمت فعلمت أنها الشهادة، فكرهت أن لا اشهد عليه.
ولما حضر حنظلة القتال نظر إلى أبي سفيان على فرس يجول بين العسكر، فحمل عليه، فضرب عرقوب فرسه، فاكتسعت الفرس وسقط أبو سفيان إلى الأرض، وصاح : يا معشر قريش أنا أبو سفيان، وهذا حنظلة يريد قتلي، وعدا أبو سفيان، وجرى حنظلة في طلبه، فعرض له رجل من المشركين فطعنه، فمشى الى ذلك المشرك فطعنه فضربه وقتله، وسقط حنظلة الى الأرض بين حمزة وعمرو بن الجموح وعبد الله بن حزام وجماعة من الأنصار، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : رأيت الملائكة تغسّل حنظلة بين السماء والارض بماء المزن في صحائف من ذهب .
فكان يسمى غسيل الملائكة أو حنظلة الغسيل.
وكانت الأوس تعدّ حنظلة من مفاخرها فكانت تقول : ومنا حنظلة غسيل الملائكة.
وكان أبو سفيان يقول : حنظلة بحنظلة ويقصد بالأوّل حنظلة غسيل الملائكة وبالثاني ابنه حنظلة الذي قتل يوم بدر.
إنه حقا عجيب أمر هذين العروسين ( الزوجين ) فبينما كانا هما في أعلى درجات التفاني في سبيل الحق كان والداهما، من اعداء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخصومه الالداء.
فعبد الله بن أبيّ بن سلول ( والد العروس ) كان رأس المنافقين في المدينة، وكان أبو عامر الفاسق والد العرّيس الذي كان يسمى في الجاهلية بالراهب معاديا أشد العداء لرسول الله (صلى الله عليه واله) وقد التحق بالمشركين في مكة، كما حرّض هرقل لضرب الحكومة الاسلامية الفتية في المدينة، ثم اشترك في معركة احد ضدّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وقاتل المسلمين قتالا شديدا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|