أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
2874
التاريخ: 11-12-2014
3363
التاريخ: 5-11-2015
3998
التاريخ: 23-5-2017
3310
|
في تلك اللحظات التي تشتت فيها جيش المسلمين، وانفرط عقده، وفي الوقت الذي تركزت فيه أن حملات المشركين من كل ناحية على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعاهد خمسة أنفار من صناديد قريش المعروفين أن يضعوا نهاية لحياة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه واله) ويقضوا عليها مهما كلّفهم من الثمن.
وهؤلاء هم :
1 ـ عبد الله بن شهاب الذي جرح جبهة النبيّ (صلى الله عليه واله).
2 ـ عتبة بن أبي وقاص الذي رمى رسول الله (صلى الله عليه واله) بأربعة أحجار فكسر رباعيته (صلى الله عليه واله)، وجرح باطنها، من الجهة اليمنى.
3 ـ ابن قميئة الليثي الذي رمى وجنتي رسول الله (صلى الله عليه واله) وجرحهما بحيث غاب حلق المغفر في وجنته (صلى الله عليه واله) فأخرجها أبو عبيدة الجراح بأسنانه فكسرت ثنيتاه العليا والسفلى.
4 ـ عبد الله بن حميد الذي قتل على يد بطل الإسلام أبي دجانة وهو يحمل على النبيّ (صلى الله عليه واله).
5 ـ ابيّ بن خلف وكان من الذين قتلوا بيد رسول الله (صلى الله عليه واله) نفسه.
فهو واجه رسول الله (صلى الله عليه واله) عند ما وصل (صلى الله عليه واله) إلى الشعب، وقد عرفه بعض أصحابه وأحاطوا به، فجعل يصيح بأعلى صوته : يا محمّد لا نجوت ان نجوت، وحمل على النبيّ (صلى الله عليه واله) ولما دنا تناول رسول الله (صلى الله عليه واله) الحربة من الحارث بن الصمّة ، ثم انتفض انتفاضة شديدة وطعن ابيّا بالحربة في عنقه، وهو على فرسه، فجعل ابيّ يخور كما يخور الثور!
ومع أن ما أصاب ابيّا من جراحة كان يبدو بسيطا، إلاّ أنه تملّكه رعب وخوف شديدان إذ لم ينفعه معهما تطمينات رفاقه، ولم يذهب عنه الروع بكلامهم، وكان يقول : واللات والعزى لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون.
أليس قال : ( أي النبيّ يوم كان بمكة ) أنا أقتلك إن شاء الله، قتلني والله محمّد!!
وقد فعلت الطعنة، وكذا خوفه فعلتهما فمات في منطقة تدعى سرف ( وهو موضع على ستة أميال من مكة ) فيما كانت قريش قافلة من احد الى مكة.
حقا إن هذا ينمّ عن منتهى الدناءة والخسة في خلق قريش وموقفها، فمع أنها كانت تعرف صدق رسول الله (صلى الله عليه واله) وتعترف به، وتنكر أن يكون قد صدر منه كذب في قول، أو خلف في وعد، كانت تعاديه أشدّ العداء، وتمدّ نحوه يد العدوان، وتبغي مصرعه، وتسعى إلى اراقة دمه!!
كما أنه من جهة اخرى يدل على شجاعة رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) وبطولته ومقدرته الروحية الكبرى، من ناحية اخرى، وثباته في عمله من ناحية ثالثة.
أجل لقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يدافع عن رسالته السماوية، وعن حياض عقيدته التوحيدية العظمى، ويصمد لاعداء صمود الجبال الرواسخ مع أنه ربما دنا من الموت وكان منه قاب قوسين أو أدنى.
ومع أنه كان (صلى الله عليه واله) يرى أن كل همّ المشركين وكل حملاتهم موجهة نحوه بشخصه، إلاّ أنه لم يشهد أحد منه أي قول أو فعل يشعر بتوجسه واضطرابه، ولقد صرح المؤرخون بهذا الأمر فقد كتب المقريزي ونادى المشركون بشعارهم [ يا للعزى، يا لهبل ] فارجعوا في المسلمين قتلا ذريعا، ونالوا من رسول الله (صلى الله عليه واله) ما نالوا. ولم يزل (صلى الله عليه واله) شبرا واحدا بل وقف في وجه العدوّ، وأصحابه تثوب إليه مرة طائفة وتتفرق عنه مرة، وهو يرمي عن قوسه أو بحجر حتى تحاجزوا.
نعم غاية ما سمع من (صلى الله عليه واله) هو ما قاله عند ما كان يمسح الدم عن وجهه المبارك اذ قال : كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله؟! .
إن هذه العبارة الخالدة تكشف عن عمق رحمة النبيّ (صلى الله عليه واله) وعاطفته حتى بالنسبة إلى اعدائه الألدّاء.
بينما تكشف كلمة قالها علي (عليه السلام) عن شجاعته (صلى الله عليه واله) الفائقة إذ قال : كنّا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه واله) فلم يكن احد أقرب منّا إلى العدوّ منه .
من هنا فان سلامة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه واله) في الحروب تعود في أكثر أسبابها إلى حسن دفاعه عن دينه، وعن نفسه، والى شجاعته في المعارك.
ولقد كانت ثمة علل وأسباب صانت هي الاخرى حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) من أن يلحقها خطر أو ضرر، الا وهو تضحية وتفاني تلك القلة القليلة من أصحابه الأوفياء الذين بذلوا غاية جهدهم للحفاظ على حياة رسول الاسلام العظيم (صلى الله عليه واله) وبذلك أبقوا على هذا المشعل الوقاد، وهذا السراج المنير.
لقد قاتل رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم احد قتالا شديدا، فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه، وانقطع وتره.
على أن الّذين دافعوا عن رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد ، وحتى هذه القلة القليلة المدافعة ثباتهم معه جميعا غير مقطوع به من منظار علم التاريخ، ومن زاوية التحقيق التاريخي.
نعم ما هو متفق عليه بين المؤرخين، وأرباب السير هو ثبات أفراد قلائل نعمد هنا إلى ذكر أسمائهم ومواقفهم بشيء من التفصيل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|