المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



خمسة يتحالفون على قتل النبيّ  
  
3145   08:03 صباحاً   التاريخ: 23-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص165-170.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017 3243
التاريخ: 5-11-2015 3452
التاريخ: 10-12-2014 3343
التاريخ: 17-2-2019 7814

في تلك اللحظات التي تشتت فيها جيش المسلمين، وانفرط عقده، وفي الوقت الذي تركزت فيه أن حملات المشركين من كل ناحية على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعاهد خمسة أنفار من صناديد قريش المعروفين أن يضعوا نهاية لحياة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه واله) ويقضوا عليها مهما كلّفهم من الثمن.

وهؤلاء هم :

1 ـ عبد الله بن شهاب الذي جرح جبهة النبيّ (صلى الله عليه واله).

2 ـ عتبة بن أبي وقاص الذي رمى رسول الله (صلى الله عليه واله) بأربعة أحجار فكسر رباعيته (صلى الله عليه واله)، وجرح باطنها، من الجهة اليمنى.

3 ـ ابن قميئة الليثي الذي رمى وجنتي رسول الله (صلى الله عليه واله) وجرحهما بحيث غاب حلق المغفر في وجنته (صلى الله عليه واله) فأخرجها أبو عبيدة الجراح بأسنانه فكسرت ثنيتاه العليا والسفلى.

4 ـ عبد الله بن حميد الذي قتل على يد بطل الإسلام أبي دجانة وهو يحمل على النبيّ (صلى الله عليه واله).

5 ـ ابيّ بن خلف وكان من الذين قتلوا بيد رسول الله (صلى الله عليه واله) نفسه.

فهو واجه رسول الله (صلى الله عليه واله) عند ما وصل (صلى الله عليه واله) إلى الشعب، وقد عرفه بعض أصحابه وأحاطوا به، فجعل يصيح بأعلى صوته : يا محمّد لا نجوت ان نجوت، وحمل على النبيّ (صلى الله عليه واله) ولما دنا تناول رسول الله (صلى الله عليه واله) الحربة من الحارث بن الصمّة ، ثم انتفض انتفاضة شديدة وطعن ابيّا  بالحربة في عنقه، وهو على فرسه، فجعل ابيّ يخور كما يخور الثور!

ومع أن ما أصاب ابيّا من جراحة كان يبدو بسيطا، إلاّ أنه تملّكه رعب وخوف شديدان إذ لم ينفعه معهما تطمينات رفاقه، ولم يذهب عنه الروع بكلامهم، وكان يقول : واللات والعزى لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز  لماتوا أجمعون.

أليس قال : ( أي النبيّ يوم كان بمكة ) أنا أقتلك إن شاء الله، قتلني والله محمّد!!

وقد فعلت الطعنة، وكذا خوفه فعلتهما فمات في منطقة تدعى سرف ( وهو موضع على ستة أميال من مكة ) فيما كانت قريش قافلة من احد الى مكة.

حقا إن هذا ينمّ عن منتهى الدناءة والخسة في خلق قريش وموقفها، فمع أنها كانت تعرف صدق رسول الله (صلى الله عليه واله) وتعترف به، وتنكر أن يكون قد صدر منه كذب في قول، أو خلف في وعد، كانت تعاديه أشدّ العداء، وتمدّ نحوه يد العدوان، وتبغي مصرعه، وتسعى إلى اراقة دمه!!

كما أنه من جهة اخرى يدل على شجاعة رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) وبطولته ومقدرته الروحية الكبرى، من ناحية اخرى، وثباته في عمله من ناحية ثالثة.

أجل لقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يدافع عن رسالته السماوية، وعن حياض عقيدته التوحيدية العظمى، ويصمد لاعداء صمود الجبال الرواسخ مع أنه ربما دنا من الموت وكان منه قاب قوسين أو أدنى.

ومع أنه كان (صلى الله عليه واله) يرى أن كل همّ المشركين وكل حملاتهم موجهة نحوه بشخصه، إلاّ أنه لم يشهد أحد منه أي قول أو فعل يشعر بتوجسه واضطرابه، ولقد صرح المؤرخون بهذا الأمر فقد كتب المقريزي ونادى المشركون بشعارهم [ يا للعزى، يا لهبل ] فارجعوا في المسلمين قتلا ذريعا، ونالوا من رسول الله (صلى الله عليه واله) ما نالوا. ولم يزل (صلى الله عليه واله) شبرا واحدا بل وقف في وجه العدوّ، وأصحابه تثوب إليه مرة طائفة وتتفرق عنه مرة، وهو يرمي عن قوسه أو بحجر حتى تحاجزوا.

نعم غاية ما سمع من (صلى الله عليه واله) هو ما قاله عند ما كان يمسح الدم عن وجهه المبارك اذ قال : كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله؟! .

إن هذه العبارة الخالدة تكشف عن عمق رحمة النبيّ (صلى الله عليه واله) وعاطفته حتى بالنسبة إلى اعدائه الألدّاء.

بينما تكشف كلمة قالها علي (عليه السلام) عن شجاعته (صلى الله عليه واله) الفائقة إذ قال : كنّا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه واله) فلم يكن احد أقرب منّا إلى العدوّ منه .

من هنا فان سلامة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه واله) في الحروب تعود في أكثر أسبابها إلى حسن دفاعه عن دينه، وعن نفسه، والى شجاعته في المعارك.

ولقد كانت ثمة علل وأسباب صانت هي الاخرى حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) من أن يلحقها خطر أو ضرر، الا وهو تضحية وتفاني تلك القلة القليلة من أصحابه الأوفياء الذين بذلوا غاية جهدهم للحفاظ على حياة رسول الاسلام العظيم (صلى الله عليه واله) وبذلك أبقوا على هذا المشعل الوقاد، وهذا السراج المنير.

لقد قاتل رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم احد قتالا شديدا، فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه، وانقطع وتره.

على أن الّذين دافعوا عن رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد ، وحتى هذه القلة القليلة المدافعة ثباتهم معه جميعا غير مقطوع به من منظار علم التاريخ، ومن زاوية التحقيق التاريخي.

نعم ما هو متفق عليه بين المؤرخين، وأرباب السير هو ثبات أفراد قلائل نعمد هنا إلى ذكر أسمائهم ومواقفهم بشيء من التفصيل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.