أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014
3628
التاريخ: 13-12-2014
7220
التاريخ: 10-12-2014
4705
التاريخ: 13-12-2014
8321
|
لقد اخبر ملك الوحي جبرئيل رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بخطة قريش المشؤومة لاغتياله وامره بالهجرة وتقرر ـ بغية إفشال عملية الملاحقة ـ ان يبيت شخصٌ في فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ليتصوّر المشركون أنَّ النبيّ لا يزال في منزله ولم يخرج بعد وبالتالي يركّزوا كلّ إهتمامهم على محاصرة البيت وينصرفوا عن مراقبة طرقات مكة ونواحيها.
ولقد كانت فائدة هذا العمل اي حصر اهتمام المراقبين ببيت النبيّ انه تسنى لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) اغتنام الفرصة والخروج من مكة والاختفاء في مكان مّا من دون ان يحس به أحد من الذين باتوا يراقبون بيته ويبغون قتله.
والآن يجب أن نرى مَن الّذي تطوَّع للمبيت في فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وفدى النبيّ بنفسه ووقاه بحياته؟
ستقولون حتما : إن الّذي سبق جميع المسلمين إلى الايمان برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وبقي من بدء بعثته وإلى ذلك الحين يذب عنه هو الّذي يتعيَّن أن يضحّي بنفسه في هذا السبيل ويقي رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بحياته في هذه اللحظة الخطيرة وهذا المضحّي بحياته ونفسه هو عليّ ليس سواه احد انه تقدير صحيح وحدس مصيب.
فليس غير علي يصلح لهذه المهمة الخطيرة.
ولهذا قال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) لعليّ (عليه السلام) :
يا عليّ إنَّ قريشاً اجتمعت عَلى المكر بي وقتلي وإنّه اُوحيَ إليّ عن ربّي أن اهجرَ دار قومي فنُم عَلى فراشي والتحف ببردي الحضرميّ لِتُخفي بمبيتك عَليهم أثَري فما أنت قائل وصانع؟؟
فقال علي (عليه السلام) أوْ تَسلَمَنَّ بِمَبيتي هناك يا نبيَّ اللّه؟
قال : نعم فتبسّم عليّ (عليه السلام) ضاحكاً مسروراً وأهوى إلى الأرض ساجداً شكراً لما أنبأه رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من سلامته فلما رفع رأسه قال للنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) :
إِمض لما اُمرتَ فِداك سمعي وبصري وسويداء قلبي ومُرني بما شئتَ اكن فيه كمسرّتك واقع فيه بحيث مرادك وإن توفيقي إلاّ باللّه.
ثم رقدَ عليّ (عليه السلام) على فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) واشتمل ببرده الحضرمي الاخضر ولما مضى شطرٌ من الليل حاصرَ رَصَدُ قريش ـ وهم اربعون رجلا ـ بيت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وقد جرّدوا سيوفَهم ينتظرون لحظة الهجوم على النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ويتطلّعون إلى داخل البيت من فرجة الباب بين الحين والآخر ليتأكدوا من بقاء رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في مضجعه فيظنون أنَّ النائمَ فى الفراش هو النبيّ (صـلى الله علـيه وآله).
وهنا أراد النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) أن يخرج من بيته.
فمن جانب يحاصر الأعداءُ بيته (صـلى الله علـيه وآله) من كل جانب ويراقبون كلّ شيء ومن جانب آخر تعلّقت مشيئة اللّه تعالى وارادته القاهرة الغالبة أن ينجو رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من ايدي تلك الزمرة المنحطة فقرأ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) سورة ( يس ) لمناسبة مطلعها لظروفه حتّى بلغ إلى قوله تعالى : فهم لا يبصرون وخرج من باب البيت دون ان يشعر به رصدُ قريش المكلّفون بقتله وذهب إلى المكان الّذي كان من المقرر ان يختبيء فيه على النحو الّذي سيأتي تفصيله.
وأما كيف استطاع رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ان يخترق الحصار البشريَ المشدَّد الّذي ضُرِبَ على بيته ويتجاوز رصدَ قريش من غير ان يشعروا به فذلك غير معلوم جيداً.
إلاّ أنه يستفاد من رواية نقلها المفسرُ الشيعيُ المعروفُ المرحومُ عليُ بن ابراهيم في تفسيره : قول اللّه تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ} [البقرة: 207] ان رجال قريش كانوا نياماً ينتظرون الفجر عند خروج رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ولم يكونوا يتصوّرون أن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قد عرف بتدبيرهم ومؤامرتهم.
ولكن يصرّح غيره من المؤرّخين وكُتّاب السيرة بان المحاصرين لمنزل النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) كانوا يقظين حتّى لحظة الهجوم على بيت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وان النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) خرج من البيت عن طريق الاعجاز والكرامة من دون ان يروه ويحسوا به.
إن امكان وقوع مثل هذه الكرامة ليس موضع شك ولكن هل كان هناك ما يوجب ذلك؟؟
ان دراسة قصة الهجرة بصورة كاملة تجعل هذه المسألة أمراً قطعياً وهي أنَّ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) كان عارفاً بمؤامرة القوم قبل محاصرة بيته وكان قد دبّر ورسم لنجاته خطةً طبيعيةً عاديةً ولم يكن في الأمر اي اعجاز.
لقد كان يريد (صـلى الله علـيه وآله) باضجاع علي (عليه السلام) في فراشه أن ينجو بنفسه من أيدي المشركين من الطرق العادية والقنوات الطبيعية من غير الاستعانة بالاعجاز والكرامة.
وعلى هذا كان في مقدور النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ان يتحسب لمسألة المحاصرة والطوق الّذي كان سيُضرَب على بيته من أوائل الليل وذلك بمغادرة بيته قبل المحاصرة وقبل الغروب.
ولكن يمكن ان يكون لتوقّف النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) في البيت حتّى ساعة المحاصرة علة لا نعرفها الآن.
من هنا يكون إدّعاء هذا الموضوع ( وهو خروج النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) من البيت في الليل ) غير مقطوع به لدى الجميع لاعتقاد البعض بان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) غادر منزله قبل فرض الحصار عليه وقبل غروب الشمس .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|