المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الاستهلاك والاستثمار في النظرية الكينزية
13-9-2020
تاريخ النانو History Nano
2024-07-27
تحضير محلول (0.5) مولاري من كبريتات الصوديوم
2024-08-19
تدوير طويل الأمد Long Term Recycling
9-12-2018
استمارة تحليل العمل
8-9-2020
حكم التكبيرات الزائدة والقنوت بينها
9-12-2015


ملك الوحي يخبر رسول اللّه  
  
3517   10:35 صباحاً   التاريخ: 4-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص588-591.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / الولادة والنشأة /

لقد اخبر ملك الوحي جبرئيل رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بخطة قريش المشؤومة لاغتياله وامره بالهجرة وتقرر ـ بغية إفشال عملية الملاحقة ـ ان يبيت شخصٌ في فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ليتصوّر المشركون أنَّ النبيّ لا يزال في منزله ولم يخرج بعد وبالتالي يركّزوا كلّ إهتمامهم على محاصرة البيت وينصرفوا عن مراقبة طرقات مكة ونواحيها.

ولقد كانت فائدة هذا العمل اي حصر اهتمام المراقبين ببيت النبيّ انه تسنى لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) اغتنام الفرصة والخروج من مكة والاختفاء في مكان مّا من دون ان يحس به أحد من الذين باتوا يراقبون بيته ويبغون قتله.

والآن يجب أن نرى مَن الّذي تطوَّع للمبيت في فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وفدى النبيّ بنفسه ووقاه بحياته؟

ستقولون حتما : إن الّذي سبق جميع المسلمين إلى الايمان برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وبقي من بدء بعثته وإلى ذلك الحين يذب عنه هو الّذي يتعيَّن أن يضحّي بنفسه في هذا السبيل ويقي رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بحياته في هذه اللحظة الخطيرة وهذا المضحّي بحياته ونفسه هو عليّ ليس سواه احد انه تقدير صحيح وحدس مصيب.

فليس غير علي يصلح لهذه المهمة الخطيرة.

ولهذا قال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) لعليّ (عليه‌ السلام) :

 يا عليّ إنَّ قريشاً اجتمعت عَلى المكر بي وقتلي وإنّه اُوحيَ إليّ عن ربّي أن اهجرَ دار قومي فنُم عَلى فراشي والتحف ببردي الحضرميّ لِتُخفي بمبيتك عَليهم أثَري فما أنت قائل وصانع؟؟

فقال علي (عليه‌ السلام) أوْ تَسلَمَنَّ بِمَبيتي هناك يا نبيَّ اللّه؟

قال : نعم فتبسّم عليّ (عليه‌ السلام) ضاحكاً مسروراً وأهوى إلى الأرض ساجداً شكراً لما أنبأه رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من سلامته فلما رفع رأسه قال للنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) :

إِمض لما اُمرتَ فِداك سمعي وبصري وسويداء قلبي ومُرني بما شئتَ اكن فيه كمسرّتك واقع فيه بحيث مرادك وإن توفيقي إلاّ باللّه.

ثم رقدَ عليّ (عليه‌ السلام) على فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) واشتمل ببرده الحضرمي الاخضر ولما مضى شطرٌ من الليل حاصرَ رَصَدُ قريش ـ وهم اربعون رجلا ـ بيت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وقد جرّدوا سيوفَهم ينتظرون لحظة الهجوم على النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ويتطلّعون إلى داخل البيت من فرجة الباب بين الحين والآخر ليتأكدوا من بقاء رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في مضجعه فيظنون أنَّ النائمَ فى الفراش هو النبيّ (صـلى الله علـيه وآله).

وهنا أراد النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) أن يخرج من بيته.

فمن جانب يحاصر الأعداءُ بيته (صـلى الله علـيه وآله) من كل جانب ويراقبون كلّ شيء ومن جانب آخر تعلّقت مشيئة اللّه تعالى وارادته القاهرة الغالبة أن ينجو رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من ايدي تلك الزمرة المنحطة فقرأ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) سورة ( يس ) لمناسبة مطلعها لظروفه حتّى بلغ إلى قوله تعالى : فهم لا يبصرون وخرج من باب البيت دون ان يشعر به رصدُ قريش المكلّفون بقتله وذهب إلى المكان الّذي كان من المقرر ان يختبيء فيه على النحو الّذي سيأتي تفصيله.

وأما كيف استطاع رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ان يخترق الحصار البشريَ المشدَّد الّذي ضُرِبَ على بيته ويتجاوز رصدَ قريش من غير ان يشعروا به فذلك غير معلوم جيداً.

إلاّ أنه يستفاد من رواية نقلها المفسرُ الشيعيُ المعروفُ المرحومُ عليُ بن ابراهيم في تفسيره : قول اللّه تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ} [البقرة: 207] ان رجال قريش كانوا نياماً ينتظرون الفجر عند خروج رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ولم يكونوا يتصوّرون أن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قد عرف بتدبيرهم ومؤامرتهم.

ولكن يصرّح غيره من المؤرّخين وكُتّاب السيرة بان المحاصرين لمنزل النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) كانوا يقظين حتّى لحظة الهجوم على بيت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وان النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) خرج من البيت عن طريق الاعجاز والكرامة من دون ان يروه ويحسوا به.

إن امكان وقوع مثل هذه الكرامة ليس موضع شك ولكن هل كان هناك ما يوجب ذلك؟؟

ان دراسة قصة الهجرة بصورة كاملة تجعل هذه المسألة أمراً قطعياً وهي أنَّ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) كان عارفاً بمؤامرة القوم قبل محاصرة بيته وكان قد دبّر ورسم لنجاته خطةً طبيعيةً عاديةً ولم يكن في الأمر اي اعجاز.

لقد كان يريد (صـلى الله علـيه وآله) باضجاع علي (عليه‌ السلام) في فراشه أن ينجو بنفسه من أيدي المشركين من الطرق العادية والقنوات الطبيعية من غير الاستعانة بالاعجاز والكرامة.

وعلى هذا كان في مقدور النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ان يتحسب لمسألة المحاصرة والطوق الّذي كان سيُضرَب على بيته من أوائل الليل وذلك بمغادرة بيته قبل المحاصرة وقبل الغروب.

ولكن يمكن ان يكون لتوقّف النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) في البيت حتّى ساعة المحاصرة علة لا نعرفها الآن.

من هنا يكون إدّعاء هذا الموضوع ( وهو خروج النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) من البيت في الليل ) غير مقطوع به لدى الجميع لاعتقاد البعض بان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) غادر منزله قبل فرض الحصار عليه وقبل غروب الشمس .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.