أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
4219
التاريخ: 28-5-2017
3560
التاريخ: 12-4-2022
2036
التاريخ: 28-5-2017
3203
|
.. أن أمام بني البشر ثلاث طرق للوصول إلى مقاصدهم ؛ فالطريق الأول يستفيد منه جماهير الناس غالباً بينما يستفيد طائفة خاصة منهم من الطريق الثاني ولا يستفيد من الطريق الثالث إلاّ أفراد معدودون قلةٌ تكاملت عقولُهم وتسامت أرواحهم. وهي كالتالي :
1 ـ الطريق التجريبي والحِسي : والمقصود منه ذلك القسم من الإدراكات والمعلومات الواردة إلى محيط الذهن البشريّ عن طريق الحواس الظاهرية كالمرئيات والمشمومات والمطعومات وغيرها ممّا يستقرُّ في محيط إدراكنا بواسطة الأجهزة المختصة بها.
وقد استطاع البشر اليوم وبفضل اختراع التلسكوبات والميكروسكوبات واجهزة التلفاز والراديو ان يقدّم خدمة كبرى للبشرية في مجال الإدراكات الحسية ويمهِّد لمزيد من سيطرتها على البعيد والقريب.
2 ـ الطريقُ التعقُّلي الإستدلالي : فان المفكرين يتوصِّلون إلى كشف طائفة من القوانين الكليّة الخارجة عن الحس عن طريق عملية التفكير والتأمل وتشغيل جهاز العقل وإقامة سلسلة من المقدمات البديهية الواضحة وبذلك يمكن الوصول إلى قمم المعرفة والكمال العلمي.
إنَّ انكشاف القوانين العلميّة الكليّة والمسائل الفلسفية والمعارف المرتبطة بصفات اللّه وأفعاله سبحانه والقضايا المطروحة في علم العقيدة والأديان ناشئ برمَّته من جهاز العقل وحركته وناتج من عملية التفكير والإستدلال المذكورة.
3 ـ طريق الإلهام : وهذا هو الطريق الثالث لمعرفة الحقائق وهو فوق نطاق الحس والتعقل .
إنه نوعٌ جديدٌ من المعرفة ونمط متميّز من إدراك الحقائق ليس محالا من وجهة نظر العلم وان كان يصعُب على أصحاب الاتجاه المادّي القبول به لكونه طريقاً غير حسي ولا تعقّلي.
وأما من جهة الاُصول العِلمية فلا مجال لإنكاره ولا مبرّر لعدّه من المحالات.
ان طريق التعرُّف على حقائق الكون الخارج عن الذهن ـ في منهج المادّيين وأصحاب النزعة المادية ـ ينحصر في قناتين لا اكثر وهما اللّذان سبق ذكرُهما في حين أنّ هناك ـ حسبَ نظرة الأديان والشرائع الكبرى وحسب نظرة الفلاسفة والعرفاء الالهيين ـ قناة ثالثة أيضاً.
بل إنَّ هذا الطريق الثالث ـ كما أسلفنا في مسألة الوحي ـ أكثر واقعية وأقوى أسُساً وأوسع آفاقاً عند من يدَّعون الرسالة والنبوة من جانب اللّه سبحانه وإن نفوس اُولئك الأشخاص لتبدو أكثر صفاء وطراوةً بفضل هذا الطريق وفي ضوء هذه القناة.
وكلّما حصل إرتباط بين اللّه وبين فرد من أفراد النوع الإنساني على نحو خاص اُلقيت الحقائق في وجوده من دون توسط الحواس الظاهرية وإعمال الفكر واستخدام جهاز العقل.
وهذا النوع من الإلقاء يسمى حيناً بالالهام وبالاشراق حيناً آخر.
ولكن كلما نتج من إرتباط الإنسان بما وراء الطبيعة سلسلة من التعاليم العامّة والأنظمة والبرامج الشاملة اُطلِق على هذا النوع من الإلقاء عنوان ( الوحي ) وسمِّيَ الآتي بها ( ملَك الوحي ) والآخذ لها ( نبيّاً ).
هذا وقد يوجب الإلهام الثقة والاطمئنان للملهَم إليه ولكنّهُ لا يمكن أن يكون مبعث الإطمئنان والثقة عند الآخرين .
من هنا اعتبر العلماء الوحيَ الطريقَ المطمئنة الوحيدة إلى المعرفة العامة ...
الوحي الّذي ينزل على الانبياء الذين ثبتت نبوّتهم بالدلائل القاطعة من المعجزة وغيرها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|