المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



النصح والموعظة وقيمتها التربوية  
  
4770   10:51 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص389ـ396
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

الحكمة البالغة للتربية تكمن في المواعظ، وان النصيحة والموعظة هما من الأمور الإيجابية والقيمة تربوياً، بل وحتى من سبل الدعوة الإسلامية.

ويجدر بالوالدين والمربين والمصلحين وكذلك المسؤولين في المجتمع ان يستثمروا هذه الأمور من أجل بناء وتربية الطفل.

ولقد استثمر الإسلام هذا الأسلوب كثيراً على صعيد بناء المجتمع، وحتى في سورة لقمان وبقية السور التي تتناول موضوع البناء والإصلاح على يد الأنبياء والعظماء والحكماء، جرى الاعتماد على هذا الأمر.

والوعظ والخطابة عادة ما يكونان مؤثرين في الأفراد اذا ما كانا مشتملين على المواعظ والنصائح، ومصحوبين بالدعوة لخير الناس، فمن خلال هذا الأسلوب يبنى الناس ويتقبلون ذلك بكل رحابة صدر.

ـ دور النصح والوعظ وفوائدهما :

الإنسان جرى خلقه عادة بالشكل الذي يجعله يتقبل الارشاد أفضل من تقبله الأمر والنهي، فهو يتحمله بكل بساطة.

من جهة أخرى، فإن العديد من الممارسات الخاطئة يأتي في سياق عدم وعي المرء لماهية أعماله، فيقدم عليها بكل جرأة ودون وجل، في حين انه لو جرى اطلاعه على حقائق الأمور، ووعى الناس سوء العواقب، وجعلوا الفرد على إلمام بتفاصيل الاحداث عبر سبيل الدعوة للخير، لأذعنوا حتماً للنصائح الى حد بعيد.

ويعد هذا الأمر ضرورياً بل وأشد ضرورة للأشخاص الذين تكون درجة اطلاعهم ووعيهم محدودة؛ لأن الإنسان يحتاج للإرشاد في معرفة حسن الأمور وقبحها، والوالدان والمربون تقع على عاتقهم مسؤولية ارشاد الأجيال المقدسة.

وعبر النصح والوعظ يمكن تمهيد أرضية النمو المتعدد الجوانب للطفل، فتنشأ فيه شخصية تحظى بالثقة، ويذعن للوالدين والمربين حينما يريدون انزال التأديب بحقه. فكم من الأطفال هم على عدم اطلاع بقبح التأديب والعقاب، في حين انهم لو أدركوا بأن الأطفال الذين جرت تربيتهم واصلاحهم ما عادوا بعد بحاجة للعقاب والتأنيب، وعلموا بأن التأديب هو شكل من اشكال الإهانة الموجهة لهم، لأقلعوا عن تصرفاتهم.

أحياناً عبارة قصيرة وموعظة تربوية توقظ المرء وترجعه الى ذاته، فتحل له مشاكله، فيكتشف بأن أسلوبه ومنهجه كانا خطأ، فيسعى لانتهاج سبيل أو نهج آخر.

ـ صورة الوعظ والنصح وأنواعه :

في تقديم النصح والوعظ للطفل، الشيء المهم هو تقديم الوعي، وايقاظ الطفل وشحذ ذكائه، وهذه التوعية يمكن ان تكون بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

ففي بعض الأحيان يلتفت المرء المخاطب لوجهة الحديث معه فيكون في موضع تلقي النصح والوعظ ، وهذا الأمر بناء بذاته طبعاً، ولكن قد نحدث الملأ أحياناً بأمور عامة من باب الدعوة

للخير والخطاب هو للطفل، وهذه الحالة هي الحالة غير المباشرة، اذ يقوم الطفل المقصود

خلالها بالتلقي الخاص من بين الجماعة.

وعلى أيّ حال، فان على الطفل ان يعي قبح عمله من خلال هذا السبيل، وأن يعلم مثلاً بأن

الكذب أمر غير محمود، وأن الخمر والميسر من عمل الشيطان، وأن سعادة المرء وشرفه بيده نفسه، فإذا لم نتقدم خطوة من أجل المحافظة على انفسنا وتعاهدنا فان الآخرين سوف لن يتحرقوا ألما من أجلنا.

والمهم في عملية الوعظ وتقديم النصح هو امتلاك الهيأة المنفتحة والبشوشة، والحرص الخاص، وتحري الخير مما يلمسه الطفل فينا، ومراعاة المربي لهذا الموضوع والملاحظات، والتنبيه والتكرار، وخلق أرضية حسن الصلة والملاحظة مع الطفل بالشكل الذي يجعله يخضع لتأثير المربي بصورة واقعية.

ـ مراعاة الجوانب المنطقية للنصح :

إن مراعاة هذه المسألة أمر مهم، إذ ينبغي التحدث للأطفال بشكل منطقي، وبكل بساطة في ذات الوقت، بالمنطق الذي يفهمه الأطفال ويتقبلونه، بحيث يكون بسيطاً الى الحد الذي يمكنه ان يفهمونه ويعونه.

في الواقع يرى بعض المربين أنفسهم على منبر الوعظ والخطابة أمام أطفالهم فيعمدون الى التحدث بلغة التفلسف دون الاخذ بعين الاعتبار مستوى فهم الأطفال، أو البعض الذين نعرفهم ممن يريد ان يسد الخلة والفراغ في شخصيتهم بإظهار فضلهم أمام الأطفال، في حين أن الأطفال بحاجة للفهم والاستيعاب، وليس لحديث حكيم أو عالم نِحرير.

فاذا كان هدفنا هو بناء الأطفال، وتعريفهم بقبح الأعمال والتصرفات الذميمة، فأنه من الضروري ان نتحدث اليهم بكل بساطة وحميمية، نعمد للحديث المناسب، فنفهم الطفل أي سلوكه حسن وأيّ سلوكه سيئ، أي عمل منه مستحن ومرضٍ، وأي عمل مؤذٍ للآخرين. بل هل من حقه أصلاً أن يسبب للآخرين موجبات الضرر والاذى، أم لا؟، وان العقوبات والمكافآت رهن بأي أمر؟ وكيف يتسنى له أن يضع نفسه على طريق كسب وتحصيل الفضائل الأخلاقية، أو ان يسيطر على ميوله ورغباته.

ـ توخي الخير والمداعبة :

كما قلنا من قبل، إن أساس النصح والوعظ ينبغي أن يكون متوخياً للخير والصلاح والملاطفة والمودة بحيث يشعر الطفل إن والديه ومربيه ينوون إصلاحه وتربيته، وإنهم يبغون إسعاده وإنجاحه، فرغم ان عبء مسؤوليته ثقيل الا ان هذا الأمر إنما هو لأجل سعادته.

فالأطفال يستمتعون عند تقبيلهم أو مداعبتهم أو التحبب اليهم أو إعراب الوالدين عن رضاهما عنهم، فقبله واحدة من الأب، ومداعبة مغمورة بالحب من الأم تشبع الطفل حتى يبقى الى أمد فرداً عاقلاً ومؤدباً، فيقلع عن التصرفات المؤذية فيصبح شخصاً في مستوى الإشادة به من قِبلهم.

فالنصائح والتنبيهات التي تكون مصاحبة لهكذا موضوع تنفذ الى عمق روح الطفل، وتبقى الى الأبد قرطاً معلقاً في أذنه.

من جهة ثانية يجب ان تكون النصائح جادة مع وجود المداعبة لكي يدرك الطفل ان هناك حساباً ورقابة في عمل المربي، لا ان تكون الأوامر والنواهي جزافاً وبلا حساب. بل فيها رعاية الحق ومراعاة العدل، وان الوالدين باتخاذهم جانب الحياد ليس لهم نية سوء استغلالها، وانما هما بصدد خلق نظام فكري وروحي له، فهما يرومان تنشئته وبلوغه الكمال و...

ـ صيانة شخصية الطفل :

ومن الأمور المهمة في هذا المضمار والتي ينبغي ايلاؤها الاهتمام هو احترام الطفل وصيانة

شخصيته. فكم من النصائح والمواعظ التي تكون سبباً لإراقة ماء وجه الطفل وحط كرامته، وفي ظل هذه الحال فإن الطفل لا يمكن بناؤه فضلاً عن استحالته بموجبها الى حقود ومؤذ أكثر.

فالنصيحة التي تكون موجهة للطفل في حضور الملأ تكون اقرب الى الفضيحة منها الى النصيحة. ويبقى أفضل نوع من أنواع النصح ما يكون منه في الخفاء وبالهمس في الاذن بصورة يدركها الطفل وحده ويؤديها المربي وحده لكي لا يتم الإخلال بشخصية الطفل، وكذلك المحافظة على أسرار الطفل أمام الناس، واظهاره بالمظهر اللائق. واذا ما اريد نصح الطفل امام الجماعة، فأن المصلحة تقتضي ان تجري الإشارة بصورة عامة للقضية، وليس على نحو يشار بالبنان اليه، ويفهم الجميع ان المقصود من نصيحة الناصح هو الشخص الفلاني، ونحن نرى هذا الأسلوب موجوداً في سيرة حياة النبي (صلى الله عليه واله) في ما يتعلق بالناس.

ـ متى تتم النصيحة ؟

فيما يتعلق بفرصة وأوان تقديم النصائح للطفل، ينبغي ان نقول عندما تستدعي الضرورة وتكون التنبيهات، والاحتضان والرعاية، والإطراءات والتشجيعات غير مؤثرة في إصلاح الطفل أو انها تؤثر فيه بشكل ضعيف، فإنه يلزم في ظل ذلك استدعاؤه، وتنبيهه على اخطائه، وإن نفهمه بأننا نعلم بما فعله وما يفعله، ونحن على معرفة بنقاط ضعفه، ونحن نحب في ذات الاثناء ان نحفظ ماء وجهه، وان ما يفعله لن نحدّث الآخرين به. لكننا نحب ان يقلع عن ذلك، لأن في ذلك عاراً للأسرة فضلاً عما في ذلك من ضرر عليه أيضاً.

النقطة الأخرى اذا ما ارتكب الطفل خطأ فيجب ان لا ننتظر فترة فاصلة طويلة فيما بين خطأ الطفل ونصيحتنا فيطوي أصل الموضوع النسيان، فينبغي في تلك الساعة أو في اليوم نفسه على الأكثر تعريفه بخطئه وتقديم النصيحة والموعظة له. ولا ريب ان الطفل إذا وجد الأسلوب والطريقة التي تقترحونها له ولا توجه ضربة لشخصيته، وانما تجعله عزيزاً وكريماً فإنه سيستجيب ويذعن لها، فتزداد علاقته بكم وتنامى طاعته لكم.

ـ في أي مجال تكون النصيحة :

عموماً يمكن القول بأن النصيحة تشمل كافة المجالات التي لها، صلة بحياة الطفل في حاضره ومستقبله، ما السعي الذي ينبغي ان يكون للطفل في حياته؟ وما هو السلوك الذي يجب ان يظهره؟ وما هو الموقف الذي ينبغي ان يتخذه؟ وفي ظل أي وضع؟ وما هي نقاط الضعف التي يمتلكها؟ و...

فما يقوله الطفل ويمارسه ويفكر به ويتصوره ويعتقد به، لكنه غير مناسب، يجدر إصلاحه عن طريق النصيحة والموعظة واخضاعه للضوابط.

فإنجاز مهام الطفل يجب أن يكون على أساس نظام وسيطرة، فسعادته ينبغي ان تكون بصورة مدروسة، وان تفهم الطفل بان لا يضحي بسعادته كلها من أجل يومه الحالي ذلك لأن هنالك الغد أيضاً.

والنصائح لا بد وان تتوخى اطلاع الطفل على مقدار نموه ومسؤولياته والتزاماته، وأن يجد في نفسه بأنه قد أصبح كبيراً بالفعل الى حد ما، وأنه لا يحق له ان يكون متحللاً في كل قيد وبعيداً عن أي مسؤولية، فلا يمكن ان يكذب ويجب عليه الا يكذب، ولا ان يكون سيء الخلق أو لا أبالياً إزاء شؤون وقضايا الأسرة وبعيداً عن الانضباط ، فهو له حصة في اقداح المنزل وأوانيه، وعليه ان لا يحطمها، كذلك بالنسبة لوسائل المنزل وتجهيزاته فله حصة فيها ولا بد له ان لا يعطلها أو يفسدها، وفي النهاية هو انسان وفرد من أفراد المجتمع، فليس له الحق ولا ينبغي له ان يضر بالمجتمع، وعليه أن لا يخطو خطوة الا على طريق الخير والصلاح، ينبغي ان يقال له بأنك قد كبرت ولله الحمد، وعليك ان تتقبل المسؤوليات بالتدريج، وأن تعمل على تأمين سعادتك وسعادة الآخرين.

ـ ما هي حدود النصيحة ؟

النصيحة والموعظة كأي عامل أو وسيلة تربوية لهما حدود معينة، فينبغي ان لا تتجاوزا تلك الحدود، لأنهما في غير ذلك سوف لن تتركا أثراً إيجابياً، بل سيجعلان الطفل أكثر مشاكسة وتدفعانه للمقاومة والعناد بوجه الوالدين وتنبيهاتهم.

النصيحة والموعظة شيء صحيح، ولكن ينبغي ان يبلغا بقلب الطفل حنجرته، فيؤدي حديث الوالدين الى تعب الطفل وضجره شيئاً فشيئاً.

فالأطفال كالكبار لا يستطيعون ان يبقوا على الدوام كمستمعين جيدين لمربيهم، فكلما كان مقدار وحدود نصائحنا اكبر فإنهم سيكونون اقل اصغاء لكلامنا، فقد تدفعهم ملاحظتنا وتنبيهاتنا أحياناً الى السأم والملل.

ومن جهة أخرى، يجب في عملية النصح وبالالتفات الى جدية القضية، عدم التشديد على الطفل أو مطالبته بالالتزام الى الحد الذي يلجئه مكرهاً للخداع والمراءات. فبقليل من التسامح وشيء من النصح ومقدار من الاطراء وبلغة التشجيع، ينبغي ان نكشف بشكل عام عن أسلوب تربوي معين.

ـ ملاحظات في النصح والوعظ :

1ـ عند إعطاء النصح واسداء الوعظ يجب ان تنصب كافة محاولاتنا على الطفل نفسه. لأن الموضوع كله يهتم بخيره وسعادته وسلامته، وأحياناً بخير وسعادة المجتمع.

2ـ أن نعتمد على ان يستطيع في ضوء سعيه وجهوده القيام بأداء مسؤولياته وان ينتشل نفسه من الأسواء والمشاكسات.

3ـ وان المهم في الأمر هو تحذير الطفل بصورة يفهم من خلالها بأنه حالياً ليس في وضع مناسب، وأن عليه ان يصلح نفسه.

4ـ أحياناً يكون ايكال الطفل الى نفسه ليرى نتائج أعماله، مفيداً له أكثر من كل نصيحة أو موعظة. وتطبيق هذا الأسلوب رغم كونه يستغرق وقتاً طويلاً، قد يشتمل أحياناً على مخاطر أيضاً.

5ـ عند تقديم النصيحة والموعظة يجب عدم التشدد والمبالغة جداً، ولا التراخي والتعاون.

6ـ عند النصح ينبغي تجنب الحكم العاجل.

7ـ لا بد من عدم تناسي ان الجهة التي تخضع لنصائحنا هو الطفل، فينبغي الاخذ بعين الاعتبار محدودية أفكاره وفهمه.

8ـ يجب في عملية النصح عدم هز روحية الطفل أو اضعافها بالمرة، لأن هذا الأمر يؤدي الى هبوط معنوياته.

9ـ يجدر بالنصائح ان تسوق الأطفال نحو الطهر والفضيلة، لا ان تعلمهم سبل التحايل.

10ـ تقديم الاسوة والانموذج للطفل هي أفضل نصيحة، لا سيما بالنسبة للطفل الذي ما زال لا يميز بين الخير والشر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.