المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

α – importin
25-3-2017
المقوم القنطري
17-9-2021
أبو حمزة الثمالي
17-04-2015
التواتر السطحي Surface tension
20-6-2017
كيف تعمل الأعضاء الطبلية في الحشرات؟
10-2-2021
Units of Measurement for Radioactivity
28-3-2017


أحمد كانَ مِنْ أسماء النبيّ المشهورة  
  
3342   03:14 مساءً   التاريخ: 8-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص213-215.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

كلُّ من كان له ادنى إلمام بتاريخ النبي الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) عَلِمَ أنه (صـلى الله علـيه وآله) كان يُدعى باسمين في الناس منذ صغره أحدهما : محمَّد الّذي سَمّاه به جَدُه عبد المطلب والآخر أحمد الّذي سمته به اُمه آمنة .

وهذه حقيقة من حقائق التاريخ الإسلامي وقد روى المؤرخون هذا الأمر ويمكن للقارئ الكريم أن يقرأه في السيرة الحلبية .

ولقد أنشأ عمُّه أبو طالب الّذي اُنيطَت إليه كفالته بعد وفاة عبد المطلب فبقي يقوم بهذه المهمة طوال اثنين وأربعين عاماً بكل حرص ورغبة ولم يمتنع في هذا السبيل عن بذل كل ما استطاع من غال ورخيص انشأ في ابن أخيه أبياتاً سمّاه في بعضها محمَّد وفي بعضها الآخر أحمد وهذا يكشف عن انه (صـلى الله علـيه وآله) كان معروفاً آنذاك بكلا الاسمين.

واليك فيما يأتي بعض هذه الأبيات الّتي سَمى فيها أبو طالب النبيَ باسم احمد :

1 ـ إنْ يكُنْ ما أتى بهِ أحمدُ اليومَ

                   سَناءً وكانَ في الحشر ديناً

2 ـ وقولُه لأحمد أنتَ اْمرءٌ

                   خَلُوفُ الحديث ضَعيف النُسبْ

3 ـ وإن كانَ أحمدُ قد جاءهم

                   بحقٍ ولم يَأتِهمْ بالكَذِبْ

4 ـ أرادُوا قَتْل أحمد ظالموه

                   وَليس بقتلهم فيهم زعيم

5 ـ ألا إنَّ خيرَ الناس نفْساً ووالداً

                   إذا عُدَّ ساداتُ البرية أحمدُ

6 ـ فَلسْنا وبيتُ اللّه نسلم أحمداً

                   لِعزّاء من عض الزمان ولا كرب

وقد سمى أبو طالب النبيَ (صـلى الله علـيه وآله) في ابيات اخرى بأحمد أيضاً قد ذكرها كبار المحققين من المؤرخين والمحدثين ونسبوها إلى أبي طالب ولكنها غير موجودة في ديوانه .

كما وأنه قد سَمّاه غيرُ ابي طالب في أبياته بأحمد ممّا يدل على أنه كان مشتهراً بهذا الاسم في ذلك الزمان وتلك الابيات كثيرة تفوق حدّ الحصر والاحصاء لكنّنا ننقل نماذج منها هنا :

قال حسان بن ثابت في رثائه للنبي (صـلى الله علـيه وآله) :

مفجعةٌ قد شفّها فقدُ أحمد

                   فظلَّت لآلاء الرسول تُعّددُ

أطالت وقوفاً تذرف العينَ جُهدها

                   على طَلل القبر الّذي فيه أحمدُ

وقال في رثائه أيضاً :

صَلّى الالهُ وَمنْ يُحيق بعرشهِ

                   والطَّيِبُونَ عَلى المبارك احمدِ

وقال في رثاء جعفر بن أبي طالب الطيّار :

فمن كان أو يكون كأحمد

                   نظام الحق أو نكال لملحد

 وقال حَسّان وهو يذكر معجزة من معاجز النبي (صـلى الله علـيه وآله) :

ففي كَفِّ أحمدَ قد سَبَّحتْ

                   عُيونٌ مِنَ الماءِ يومَ الظمأ

وقال كَعبُ بن مالك :

فهذا نَبِيُّ اللّه أحمدُ سَبّحت

                   صِغارُ الحصى في كَفِّه بالتَرنّم

وقال ورقة بن نوفل يومَ أخبرتهُ خديجةُ بنزول الوحي على النبي (صـلى الله علـيه وآله) :

فإنْ يَكُ حَقاً يا خَديجةُ فاعلمي

                   حَديثك إيانا فاحمدُ مُرسَلُ

وقالت عاتكةُ بنتُ عَبدالمطلب ترثي النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) :

يا عينُ جُودي ما بقيتِ بعبرة

                   سَحّاً على خير البرية أحمدِ

وقال العباسُ في مناسبة تزويج النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) بخديجة :

أحمدُ سَيّدُ الوَرى

                   خيرُ ماشٍ وَراكِب




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.