أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
815
التاريخ: 18-12-2018
1443
التاريخ: 13-4-2017
619
التاريخ: 31-3-2017
753
|
ويدلّ على وقوعه- بعد كون العلم بذلك لطفاً- آياتٌ:
1- قوله تعالى في حقّ آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] ، وهو صريح في وقوع تعذيب بعد الموت وقبل البعث، وإلّا لتكرّر قوله «ويوم تقوم الساعة»، والأوّل عذاب القبر اتفاقاً.
2- قوله تعالى في قوم نوح: { أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} [نوح: 25]، أتى بفاء التعقيب، فيكون ادخالهم النار عقيب الاغراق، وهو قبل يوم القيامة، وذلك عذاب القبر.
3- قوله تعالى: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11] وهو دليل على أنّ في القبر حياة، وموتاً آخر، وإلّا لم يكن الاحياء مرّتين ولا الاماتة كذلك.
قيل: على هذا يكون الاحياء ثلاثاً، فلم ذكر مرتين فقط؟
قلنا: التخصيص بالعدد لا يثبت الزائد ولا ينفيه، مع أنّ التثنية جاءت للتكثير، كقوله تعالى: { ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4] ونحو لبيك وسعديك.
ومنع ضرار(1) وجماعة من المعتزلة عذاب القبر، لقوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56]، ولو عذّبهم في القبر لصاروا أحياءً فيه، لأنّ تعذيب الجماد غير معقول، ولو صاروا أحياءً فيه لماتوا مرّة اخرى، فلا تكون الموتة مرة واحدة. (هذا خلف) ولقوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22] وهو دليل على أنّ من في القبر ليس بحي، إذ لو كان حيّاً، لأمكن إسماعه(2).
والجواب عن الأوّل: المراد أنّ نعيم الجنّة لا ينقطع بالموت كما انقطع نعيم الدنيا، وإنّما قلنا ذلك لأنّ اللَّه تعالى أحيا كثيراً من الناس في زمن الأنبياء ثم أماتهم ثانياً، فوجب حمل الآية على ما ذكرناه، لأصالة عدم مجاز آخر.
وعن الثاني: أنّ عدم إسماعهم لا يلزم منه عدم إدراكهم، لجواز أن لا يحصل الإسماع بسبب كون القبر مانعاً من وصول الصوت إلى الصماخ، هذا.
مع أنّ للآية محملًا آخر، وهو أنّ المراد: لا تقدر أن تسمع الجهّال اسماعاً تامّاً حتى ينتفعون به، لأنّه لمّا استعار للجهّال اسم الأموات في صدر الآية، رشّح الاستعارة بقوله: «من في القبور» فإنّ الميت من شأنه أن يكون مقبوراً.
_____________
(1) هو ضرار بن عمرو الغطفاني البصري. قاض من كبار المعتزلة، ثارت عليه المعتزلة ببلده ففرّ إلى بغداد وكان بينه وبين النظّام مناظرات ومنازعات، وله تصانيف كثيرة في علم الكلام. مات سنة( 215 هـ).( سير أعلام النبلاء 10: 546، لسان الميزان 3: 248- 249).
(2) شرح المقاصد 5: 114- 115.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|