المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6667 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Maclaurin-Cauchy Theorem
4-2-2020
البعد الداخلي
3-10-2020
واقعة فخ وشهيدها المظلوم
15-05-2015
Factors contributing to productivity
19-1-2022
حالة دراسية بعنوان قرار دانون The Dannon Decision
29-5-2022
Maximum Independent Edge Set
4-5-2022


الزواج قبل الاسلام  
  
3333   04:07 مساءً   التاريخ: 26-1-2017
المؤلف : صلاح عباس حسن السوداني
الكتاب أو المصدر : الحياة الاجتماعية بالحجاز قبل الاسلام
الجزء والصفحة : ص156-166
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / عرب قبل الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-23 938
التاريخ: 2-2-2017 1829
التاريخ: 7-11-2016 2996
التاريخ: 7-11-2016 2384

يقال عن الزواج في الفقه الاسلامي ( النكاح ) ، والنكاح هو العقد في الاصل ثم استعير للجماع ، وقد عبر في القرآن الكريم عن الزواج في المعنى الشائع عندنا من ( الزوج ) والزوجية ، اما في حالة التزوج وعقد العقد لغرض الدخول على المرأة فقد عبر عن ذلك بـ ( النكاح ) ومن هنا اطلق الفقهاء على الزواج النكاح (1) لقد عرف العرب قبل الاسلام نظام الزواج ، ولم يكن جميع العرب يسيرون في الحقيقة على اعراف واحدة في قضية الزواج بل كانت السنن مختلفة وبحسب المناطق واختلاف الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية ولكن هذا الاضطراب سيزول لو عرفنا ان اساليب الزواج كانت مختلفة وصوره متعددة ، وانه تطور بتقدم الظروف الاجتماعية وتبعاً لهذه الظروف والبيئات والاحوال الاخرى ، ولكن ما هو متفق عليه ان الزواج هو من اهم الافراح في حياة الانسان ، لما يمثله من مناسبة سعيدة ولهذا يحتفل به الناس عادة ، يرافقها اقامة المآدب ودعوة ذوي القرابة والاصدقاء لمشاركة الزوجين افراحهما ، ويذكر الدكتور جواد علي عن سمث زواج العرب ثلاثة اصناف ، زواج يكون في حدود القبيلة فلا يتعداه ، ولايسمح لرجال القبيلة الا بالزواج من بنات القبيلة ويعرف ( بالزواج الداخلي ) ، وزواج يفرض فيه على الرجل ان يتزوج امرأته من قبيلة اخرى وهو ما يعرف ( بالزواج الخارجي ) ، وزواج يجمع الطريقتين المذكورتين ، أي الزواج من داخل القبيلة وخارجها (2) . ومما لاشك في ان المصاهرة كانت تولد صلات قوية بين الافراد والعشائر ، فقد كانت تقوي ما بين الاقرباء وتقرب ما بين البعداء وتطفيء نار العداوة والشحناء ، لانها صلة جديدة مختارة من شأنها ان تمزج المتصاهرين ، يقول خالد بن يزيد بن معاوية ، كان ابغض خلق الله عز وجل أليّ آل الزبير حتى تزوجت منهم رملة فصاروا احب خلق الله أليّ وفيها يقول :

احب بني العوام طراً لحبها       ومن حبها احببت اخوالها كلبا (3)

واذا نظرنا الى انواع الزواج عند العرب وجدنا ان العربي لم ينظر الى الزواج الخارجي من حيث هو الشريعة المطردة ، ومن خلال انواع الزواج قبل الاسلام يتبين انه لا يقيد الرجل او المرأة بأن لا يتزوجا من داخل قبيلتهما (4).

ويطلق اسم الزواج على رابطة تقوم بين رجل وامرأة وينظمها العرف ويحل بموجبها للرجل (الزوج ) ان يطأ المرأة ليستولدها وينشأ عن هذه الرابطة اسرة ، تترتب فيها حقوق وواجبات تتعلق بالزوجين والاولاد ، والغاية من الزواج هو استمرار الحياة في الاخلاق ويعبر عنه بالنكاح وهو الوطء الحلال لانه وسيلة الزواج وبه تتحقق غايته، وبهذا المعنى ورد في القرآن الكريم " وانكحوا الايامي منكم والصالحين من عبادكم " (5) وقوله تعالى "ومن لم يستطع منكم طولاً ان ينكح المحصنات المؤمنات "(6)وكان الزواج قبل الاسلام يسمى زواج البعولة (7) وينشأ بالخطبة والمهر والعقد وقد اقره الاسلام ودعاه بالزواج الشرعي، ويعد الزواج المؤسسة التمهيدية المولدة للمؤسسة الرئيسة الاولى في بناء المجتمع العربي قبل الاسلام وهي الاسرة، ومن الاسرة الواسعة التي تضم تحت سلطة الاب مجموع الاولاد الذكور واسرهم والاحفاد الذكور واسرهم تكونت تدريجياً القبيلة (8),ويشير الباحثون الاجتماعيون انه لم يكن لدى الرجل العربي لاسيما الاعرابي ما يصرفه عن الغريزة الجنسية او ما يصعدها ، لذا يبدأ منذ بلوغه بالتشبيب بالنساء وملاحقتهن ، وكان هذا التشبيب من امارات الرجولة لدى العرب قبل الاسلام (9). ومارس العرب تعدد الزوجات وقد عللها علماء الاجتماع بعوامل اجتماعية واقتصادية ، فاما ان تكون المرأة عاقراً او لا تلد سوى البنات ، فالمرأة في بعض الجماعات ولاسيما الزراعية  تقوم باعمال كثيرة داخل المنزل ، وكان هذا الاعتقاد عند العرب قبل الاسلام " ويسمون ارضاع المرأة ولدها وهي حبلى الغيلة " (10).

وقد كان من عادة اهل مكة اذا تزوج الرجل امرأة وهي ترضع طفلاً لاب غيره امتنع عن معاشرتها معاشرة زوجية طيلة مدة ارضاعها ، اعتقاداً منه بان هذه المعاشرة تضر بالرضيع في حين ان اليثربي كان لا يرى في ذلك ما يضر ، ويقال ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، كان ينوي النهي عن الغيلة ولكنه عدل عن ذلك حين علم ان الفرس والروم يمارسونها من غير ان تضر بأطفالهم رغم ذلك فانه صلى الله عليه وآله وسلم لم ينجز زواجه على ام سلمة ، كما يزعم ابن سعد ، حتى انتهت من ارضاع ابنتها زينب من زوجها ابي سلمة ، وكان الكثيرون يأنفون من معاشرة زوجاتهم الحوامل من ازواج غيرهم لانهم كانوا يعتقدون انهم ان فعلوا ذلك فانهم انما يسقون زرع رجل غيرهم (11).

وتتظاهر البعض من النساء بعدم المبالاة اذا علمت ان زوجها تزوج امرأة غيرها ، ويصف صاحب الأمالي الزوجة حين علمت بزواج زوجها فقال :

خيروها بأنني قد تزوجت           فظلت تكاتم الغيط سراً

ثم قالت لأختها ولأخرى            جزعاً ليته تزوج عشرا

واشارت الى نساء لديها            لا ترى دونهن للسر سترا

ما لقلبي كانه ليس مني             وعظامي اخال فيهن فتراً (12)

واذا ما استثنينا مكة والطائف فلم يكن من المعتاد في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام ولاسيما يثرب ان يكون للرجل اكثر من امرأة تعيش معه في بيته (13) اما في مكة والطائف فكان تعدد الزوجات شائعاً لأسباب عدة وليس له علاقة بامتهان كرامة المرأة او انتقاص حقوقها ، ويذكر ابن حبيب اسماء عدد من الثقفيين تزوج كل منهم عشراً (14) وعلى الرغم من فوائد تعدد الزوجات كما مر فانه لم يكن عاماً لانه كان يلقي على الرجل عبئاً اقتصادياً ، فضلاً عما يخلقه من مشاكل عائلية واجتماعية وما يحدثه من خصومات بين الضرائر ، ويذكر ان اهل الحرم أي مكة اول من اتخذ الضرائر (15).

وقيل للرجل العزب الذي لازوج له الخالي قال امرؤ القيس :

   كذبت لقد اصبي على المرء عرسه   وامنع عرسي ان يزن بها الخالي (16)

وقد عرف العنيّن لمن لا يأتي النساء او لا يريدهن ، والعنينة التي لا تريد الرجال ، وتعرف المرأة المنقطعة عن الرجال البتول (17) ويقال لمن لا يأت النساء ولم يتزوج ( الصارور ) ، وتعرف الصارورة لمن لم تتزوج ولم تتصل برجل يقول ربيعة بن مقروم الضبي :

لو انها عرضت لا شمط راهب   عبدالاله صرورة متبتل

لدنا لبهجتها وحســن حديثها        ولهم من تاموره يتنزل (18)

لذا كان العرف السائد لدى العرب قبل الاسلام ان يتزوج الشاب الشابة في سن مبكرة قد تكون السادسة عشر للفتى والتاسعة او العاشرة للفتاة سيراً مع الحاجة الغريزية لكل واحد منهما ، ولاسيما ان لا شيء يشغل الطرفين عن اتمام هذا الامر ، ويذكر ابن سعد عن زواج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من عائشة رضى الله عنها " تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانا بنت ست سنين ، وادخلت عليه وانا بنت تسع سنين " (19) . وفي هذا السن يكون الفتى قد حدد طريقة كسبه ، والفتاة قد نضجت عندما بلغت سن الرشد ، فضلاً عن ذلك فان والد الشاب يتكفل بأعاله الاسرة الجديدة مادام الشاب يعمل مع ابيه ولصالح ابيه (20). ولقد اشير سابقاً الى انواع الزواج ، فالزواج الداخلي يكون للأسرة فيه الاثر الكبير في اختيار الزوجة ، وهي في الغالب بنات العم ، فحق الزواج من اية فتاة هو لابن العم ، فاذا اراد رجل ما الزواج من فتاة يسأل اولاً ابن عمها فان اظهر رغبته في الاقتران قدمه اهل الفتاة على غيره ، وقد يأبى ابن العم تزويج ابنة عمه من غيره ويحجزها لنفسه ، وقد يكون العكس صحيحاً عندها تنشأ خصومات بين الاسرتين قد تصل الى اراقة الدماء "وقد كان العرب يختارون لمثل هذه الحالة انكاح البعداء والاجانب ويرون ان ذلك انجب للولد وابنى للخلقة " (21)، وفي امثال العرب الكثير من الامثال بهذا الصدد منها " الغرائب لا القرائب" (22)  والعرب تقول ايضاً بنات العم اصبر والغرائب انجب ، وكان النهي ليس من قبيل التحريم بل على سبيل النصيحة لان العرب تعتقد ان ولد الرجل من قرابته يجيء نحيفاً . يقال شاور رجلاً حكيماً في الزواج فقال افعل ولكن اياك والجمال فانه مرعى انيق ما ينتهي الا عن طلب فقال اما سمعت قول القائل :

ولن تصادق مرعى ممرعاً ابداً       الا وجدت به اثار منتجع (23)

ويروى عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  قوله " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " (24) .

 ومن الصفات التي كان يلاحقها الرجل في المرأة عند اختياره زوجة له هي الجمال أي جمال الخلق ، فالرجل لم يكن يتوخى الجمال الخلقي البارع لما ينتج عنه عادة من " شدة دلال المرأة ، والخوف من محنة الرغبة ، ويلوي المنازعة وسوء عواقب الفتنة " (25) ، سمع احد الاعراب امرأة تقول :

ان النساء رياحين خلقن لكم       وكلكم يشتهي شم الرياحين

فقال الاعرابي :

ان النساء شياطين خلقن لنا        نعوذ بالله من شر الشياطين (26)

وكان عبدة ابن الطيب اعلم الناس بالنساء حيث يقول :

فان تسألوني بالنســـاء فإننــــي      عليـم بأدواء النساء طبيـب

اذا شاب رأس المرء او قل ماله     فليـس له في ودهن نصيب

يردن ثراء المـال حيث علمنـــه     وشرخ الشباب عندهن عجيب (27)

وقد ورد في كتب الادب العربي الاسلامي اوصاف كثيرة ، وجاء في امثال العرب " النساء حبائل الشيطان " (28) وكانت العرب زيادة على توخيها الجمال والشباب وكذلك البكورة ، فقد جاء في الامثال " ان المناكح خيرها الابكار " و " المناكح الكريمة مدارج الشرف " (29) . وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " عليكم بالابكار فأنهن اطيب افواهاً وانتق ارحاماً " (30) وعنه عليه السلام " سوداء ولود خير من حسناء عاقر " (31).

وقال الشاعر :

لا تنكحن عجوزاً ان دعيت لها      وان حببت على تزويجها الذهبا

فان اتـوك وقالـوا انها نصـف       فان اطيب نصفيهـا الذي ذهبــا (32)

وعن يزيد بن عمر قوله " لا تنكحن برشاء ولا عمشاء ولا وقصاء ولا الثغاء فيجيئك ولد الثغ فوالله الولد اعمى احب الي من ولد الثغ " (33). عموماً فان باستطاعة الرجل ان يتزوج بأكثر من واحدة وذلك تبعاً لإمكانيته الاقتصادية وقد يصل العدد الى العشرة ، كما ذكرنا سابقاً عند الثقفين ، وكن النساء قبل الاسلام :" يقصدن السواحر لتأخيذ ازواجهن ، فاذا حملت المرأة الخرزة المرقية ، تحول زوجها اليها وانصرف عن ضرتها ، وكانت ساحرات العرب يمارسن السحر عن طريق التأخيذ " (34). كان الهدف الاساس من تعدد الزوجات هو زيادة النسل اذ ان كثرة الابناء احد عوامل القوة والمنعة الا انه اقتصر على الرجال الموسرين الذين اتاحت لهم مواردهم الاقتصادية تحمل الاعباء الناتجة من جراء ذلك ، وكان القرشي يفضل القرشية خلاف المأثور من ذم الزواج من الاقارب  (35).

كانت المرأة الحرة تستشار في امر زواجها ، وقد يكون للسيد من سادات العرب عدة بنات ويرغب نظيراً له في مصاهرته والزواج من احدى بناته ، فيجمع الاب بناته ويستشيرهن فيه ويشرح لهن صفاته لتختاره احداهن (36) ومثلما كان الزواج يقرب بين القبائل نجد ان رفض ابن العم صاحب الاولوية على غيره في مسألة الزواج ، وكان ميل الفتيات في الغالب ان يزوجن في الديار البعيدة والقبائل النائية ، قالت امرأة من عامر كانت قد زوجت في طيء :

لا تحمدن الدهر اخت خالها       ولا ترثين الدهر بنــــت الوالد

هم جعلوها حيث ليست بحرة    وهم طرحوها في الاقاصي الاباعد (37)

وكان من نتائج رفض ابن العم ان يؤدي الى العداوة والبغضاء بين القبيلتين تصل الى حد اراقة الدماء ، ويروي ابو عبيدة " رأيت بطريق مكة اعرابية تبيع الخوص ، ولم ار اجمل منها قط ، فوقفت انظر اليها متعجباً من جمالها اذ اقبل شيخ فقير فأخذ بأذنها فسارها فقلت : من هذا ؟ قالت زوجي ، قلت كيف رضى مثلك بمثله ؟ قالت ان له قصة ثم انشدت :

ايا عجباً للخود تجري وشاحها   تزف الى شيخ من القوم تنبــال

دعاني اليه انه ذو قرابـــة    فويل الغواني من بني العم والخال (38)

ولم يكن للعرب قبل الاسلام موسم معين للزواج ، لكنهم كانوا يتشاءمون من الزواج بشهر شوال (39) . ويبدو ان تمسك القبيلة بهذا العرف كان شديداً لان الرجل حين يزوج ابنته لقريب او من قومه ، فأنها اذا حملت اليه قال لها ابوها او اخوها " ايسرت واذكرت ولا انثت جعل الله منك عدداً وعزاً وجلداً ، احسني واكرمي زوجك وليكن طيبك الماء " (40) في حين اذا تم الزواج من خارج القبيلة قال ابوها او اخوها " الا ايسرت ولا اذكرت ، فانك تدنين البعداء وتلدين الاعداء ، احسني خلقك وتحببي الى احمائك فان لهم عليك عيناً ناظرة واذناً سامعة وليكن طيبك الماء " (41).ولا يقتصر هذا الامر على المرأة ، بل نرى ان الرجل لا يملك القرار في اختيار زوجته فهناك اعراف وتقاليد تفرض عليه الزواج من نساء قبيلته ، هذه القيود الاجتماعية قد ترجع الى الحسب والنسب ، والتحدر الديني والعنصري والقومي والخلفية الاجتماعية (42).وعلى الرغم من الميل نحو زواج الاقارب ، لكن هنالك من كان يحبذ الزواج من القبائل ويرون فيه ميزة تختلف عن ميزة بنت العم ، وهذا شائع في مثلهم الذي يقول " بنت العم اصبر لكن الغريبة انجب " (43) .

وجرت عندهم العادة ان يكون لأهل البنت الحق في ان يشترطوا على الزوج ان ما تلده بنتهم يكون لهم وان للزوج ان يرفض ذلك ، وهذا هو الاساس الذي بنيت عليه القاعدة الفقهية " الولد للفراش وللعاهر الحجر " (44). وروي ان هاشم بن عبد مناف عندما انصرف الى الشام في تجارته ومرّ بيثرب ونزل عند صديق لأبيه فرأى ابنته سلمى بنت عمرو ، فخطبها فانكحه اياها بشرط عليه ان لاتلد الا في اهلها (45).ويذكر الدكتور العلي لقد كانت العرب تعتقد ان الزواج بالأباعد ادعى الى انجاب النجباء من الاولاد (46) يقول الشاعر :

تجاوزت بنت العم وهي حبيبة   مخافة ان يضــوي على سليلي

وقال آخر:

فتى لم تلده بنت عم قريبة       فيضوي وقد يضوي رذيل الاقارب (47)

وحمل الزواج من خارج القبيلة سعياً وراء العزة والمنعة ، وان تكون المصاهرة احياناً احدى دواعي المحالفة ، كما هو الحال لدى سمرة بن جندب (48) لكن مهما تعددت الاساليب والهدف من الزواج الخارجي يبقى الزوج يبحث عن الهدف الاكثر اهمية وهو المنبت الحسن فقد ورد في الحديث الشريف " اياكم وخضراء الدمن ، قيل يارسول الله وما خضراء الدمن ، قال : المرأة الحسناء في منبت السوء " (49) ، فقد ظل النسب العربي اساساً في زواج الفتاة العربية حتى العهود الاسلامية ، ويبدو ان كفاءة النسب العربي ترتبط بالتكافؤ الاجتماعي في المنزلة فكانوا لا يزوجون بنات الاشراف والسادات من رجال هم دونهن في المنزلة ، فالشريفة لا تتزوج الا من شريف للمحافظة على نقاوة الدم وضمان انجاب الاولاد النجباء (50)، وكانت قريش تتزوج في اي القبائل شاؤوا ولا تشترط عليهم في ذلك بالمقابل فانهم لا يزوجون احداً حتى يشترطوا عليه بان يكون متحمساً (51). وكان للنساء الحق في اختيار الزوج ، فيذكر ابن قتيبة " خطب رجل امرأة من بني كلاب فقالت له امها حتى اسأل عنك فسألت عن لسانه أي فصاحته وعلمه وشجاعته وسماحته " (52) . وقد تعجب المرأة برجل كفء لها فترسل اليه ان يطلبها من وليها وهذا ما فعلته خديجة بنت خويلد وهي من سيدات قريش، ارسلت الى محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  ان يخطبهــا من عمهـا عمرو بن اسد فخطبها له عمه ابو طالب وتزوجها (53) قائلاً : " … ، ثم ان محمد بن عبدالله ابن اخي من لا يوازن به فتى من قريش الارجح عليه براً وفضلاً، وكرماً وعقلاً ومجداً ونبلاً … " (54) وجاءت ليلى بنت الخطيم تعرض نفسها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم  للزواج منها (55) . كذلك فان قوة الرجل كانت تثير انوثة المرأة ، وفي الاخبار العربية من كان منهم يضرب امرأته على ظهرها ثم يجامعها ، ويروى" ان مصعب بن الزبير كان يفعل ذلك ثم يأتي عائشة بنت طلحة " (56)  كأنهم كانوا لا يشعرون بشهوة الجنس الا بعد ضربها ، وكذلك ما فعلته الخنساء بنت عمرو بن الحارث لما خطبها دريد بن الصمة ، فقد اجابت بالرفض (57)، وقد عبرت امرأة من باهلة فقالت :

احب الفتى ينفي الفواحش سمعه      كان به عن كل فاحشة وقرا

سليم دواعي الصدر لا باسطا اذى     ولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هجراً (58)

وكان العرب قبل الاسلام لا يقربون المرأة اثناء محيضها ولا تساكنه في بيت ولا تؤاكله في اناء بل وتتجنب خضاب راسه ، ويبدو ان اهل يثرب كانوا اكثر العرب تزمتاً في هذا المجال (59). كما في قوله تعالى " ويسألونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يتطهرن " (60) وكانت العرب تصف الازواج بثلاثة انواع  : زوج مهر ، وزوج بهر ، وزوج دهر ، فاما زوج مهر فرجل لا شرف له يسني المهر ليرغب فيه ، اما زوج بهر فهو لرجل شريف ولكنه قليل المال تتزوجه المرأة لتفتخر به ، اما زوج الدهر فهو الرجل الكفء للمرأة تتزوجه لتعيش معه الدهر (61).

ويذكر ان التزواج كان قائماً كذلك بين اليهود والعرب ، وذلك كون بعض اليهود من اصل عربي ساعد على تحطيم القيود التي تحول دون زواج اليهود بالعربيات وبالعكس (62) ونعتقد ان هذا لم يكن شائعاً في الجزيرة بل هو قائم في بعض المناطق كيثرب ، فلم تذكر الروايات ان هناك زيجات بين اليهود والعرب في مكة والطائف ، ومن هنا لا نستطيع الجزم بإعطاء صورة واحدة عن المرأة العربية في الحجاز خصوصاً اذا ما عرفنا التفاوت الطبقي والمستوى الاقتصادي واختلاف الاسرة التي تعيش فيها ، فنساء الاسر الراقية قلما يقمن بالاعمال المنزلية ، اما في الطبقات الوسطى والفقيرة فالنساء يقمن بإعمالهن بأيديهن ، ولكن ما يمكن عده عام فهو ادارة البيت منوطة بالمرأة والسيادة فيه للرجل ، ولم يكن من المستحسن خضوع الزوج لزوجته هذا في الظروف الطبيعية أي في حالة السلم ، اما في حالة الحرب فان المرأة وان لم تشترك فعلياً فيها ولكن كن يقدمن الماء والزاد والسلاح للمحاربين وكذلك فان من اهم اعمالهن تضميد الجرحى قال قيس بن الخطيم :

طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر    لها نفذ لولا الشعاع اضــاءها

يهـون علـيَّ ان ترد جراحـــه      عيـون الاواسي اذ حمدت بلاءها (63)

فلم يكن خروج القرشيات في موقعة احد اول مرة تخرج فيها العربية مع المقاتلين ، وقد اظهرت في هذه الواقعة حماساً ضد المسلمين كان سبباً في انتصار قريش ولعل من اسباب حماسهن غيرتهن على تجارتهن الخاصة التي كانت لهن في قوافلهن التجارية ، وكان سكان المدن يبذلون لنسائهم وقت الخطر من اساليب الحماية مالم يكن يتيسر للبدو ، فالأوس الذين كانت لهم قلاع وحصون كانوا يمنعون نساءهم واطفالهم فيها ان وقعت الحرب (64). وكان من مفاخرهم التي تغنوا بها انهم كانوا يطلقون سراح الاسيرة بدافع المعاملة الحسنة او المصاهرة او الجوار ، وكانت بعض القبائل العربية لا تسبي نساؤها فأهل مكة كانوا دون الناس امنين يغزون ولا يغزون ويسبون الناس ولا يسبون فلم تسب قريشية قط فتوطأ قهرا ولا تجال عليها السهام وقد ذكر غرهم وفضلهم الشعراء :

ابو دين الملوك فهم لقاح     اذا هيجوا الى حرب اجابوا (65)

ومن صلة النساء بالحروب انهن كن يستقبلن البدريين عازفات بالمزاهر مغنيات (66) ، وعلى الرغم من وجود اشارات محدودة الى مشاركة المرأة في الحرب بشكل فعلي ومباشر (67) الا انه لا يعدم ان تكون قد شاركت على نطاق واسع في تقديم الخدمات الادارية المختلفة معبرة عن تضامنها مع الرجال من ابناء قبيلتها . ويذكر انه " كان من عادة نساء مكة ان يخرجن مع الجيش يغنين له الاغاني الحماسية يشجعنه على القتال ، ففي يوم احد قامت هند في النسوة اللائي معها واخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم فقالت هند :

ويهاً بني عبد الدار        ويهاً حماة الاديار

           ضرباً بكل بتار (68)

 عموماً نستطيع القول بان وضع المرأة العربية كان افضل من حال المرأة عند الامم الاخرى ، وهذا ما اعطى ، المرأة العربية موقع الصدارة قياساً الى نساء الامم الاخرى ، ولو قارناً بين المرأة العربية وقريناتها عند الامم الاخرى ، نجد قدماء الفرس يبيحون للرجل ان يتزوج من ابنته وبأخته الشقيقة او غير الشقيقة ويبيحون الامهات والجمع بين الاختين فتزوج الاب ابنته والابن والاخ اخته لان الزرادشتية تبيح ذلك (69) . اما المرأة اليونانية الرومانية فهي لا قيمة لها وكان بيد ابيها او زوجها حق حياتها وحق موتها (70) ، اما المرأة اليهودية فهي تخضع تماماً الى الرجل وهي تسبى وتباع وتورث وللآباء ان يؤجروا ابناءهم لموعد وان يبيعوا بناتهم القاصرات بيع الرقيق وان يقتلوهن (71) وقد اباح العهد القديم للوالد ان يبيع بنته بيع الارقاء لمن يرضى ان يتزوجها لنفسه او لاحـد ابنائه (72) اما المرأة الاغريقية فلم تكن اسعد حالاً ولا ارفع مكانة وليست المرأة عندهم الا بطناً يدفع النسل ، واذا وضعت المرأة ولداً دميماً قضوا عليها وهنا يتشابه اليهود والاغريق في تقدير الامومة اكثر من الابوة لان الاغريق ايضاً كانوا يبيحون للرجل ان يتزوج اخته لأبيه ولا يبيحون له ان يتزوج اخته (73) . ان العرب احترموا المرأة اكثر من اية امة ظهرت ، والمرأة في نظرهم من المخلوقات الصغيرة الجميلة الفاتنة (74).

_________________

(1) النسائي ، ابو عبدالرحمن احمد بن شعيب ( ت 303هـ ) ،  سنن النسائي ، شرح الحافظ جلال الدين السيوطي ، دار الحديث ( القاهرة ، 1987 ) ، 2 / 53 .

(2) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، 4/629.

(3) الالوسي ، بلوغ الارب ، 2/ 7 .

(4) خان ، محمد عبد المعيد ، الاساطير العربية قبل الاسلام ، ( القاهرة ، 1937 ) ، ص63 ـ 64 .

(5) سورة النور24، الآية 32.

(6) سورة النساء 4، الآية 25.

(7) سمي زوج المرأة بعلاً لانه سيدها ومالكها ، وقوله تعالى " وهذا بعلي شيخاً " . ابن منظور ، لسان العرب ، 11/ 58 مادة ( بعل ) .

(8) الصباغ ، ليلى ، المرأة في التاريخ العربي ، منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي،(دمشق ، 1975 ) ، ص134 .

(9) ليلى الصباغ، المرأة في التاريخ، ص134.

(10) ابن منظور ، لسان العرب ، 11/ 510  مادة ( غيل ) ؛ عبدالسلام الترمانيني ، الزواج في الجاهلية ، ص253 .

(11) ينظر : ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، 8/ 90 .

(12) القالي ، الأمالي ، 2/183 .

(13) ينظر : ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، 8/150 ـ 151 ؛ مونتجمري ، محمد في المدينة ، ص421 .

(14) المحبر ، ص357 ؛ غوستاف لوبون ، حضارة العرب ، ص497 .

(15) ابن منظور ، لسان العرب ، 12 / 121  مادة ( حرم ) ؛ صالح احمد العلي ، محاضرات في تاريخ العرب ، ص144 .

(16) شرح ديوان امرؤ القيس ، ص139 ؛ ابن منظور ، لسان العرب ، 14/239 مادة ( خلا ) .

(17) الزبيدي ، تاج العروس ، 7/230 مادة ( بتل ) ، 9/281 مادة ( عن ) ؛ جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب ، 4/633 .

(18) الجاحظ، الحيوان، 1/347. وقد عيب عن العازف عن اللهو والنساء ولايقرب النساء ، يقال له العزهاة . ابن منظور ، لسان العرب ، 13/514 مادة ( عزة ) .

(19) الطبقات الكبرى ، 8/ 59 .

(20) ليلى الصباغ، المرأة في التاريخ، ص137.

(21) الميداني ، مجمع الامثال ، 3/390 .

(22) ابن عبد ربه الاندلسي ، العقد الفريد ، 6/90 ؛ الالوسي ، بلوغ الارب ، 2/9 ؛ الطرابلسي ، صناجة العرب ، ص63 .

(23) ابن قتيبة ، عيون الاخبار ، 4/ 9.

(24) صحيح مسلم، 4/175؛ النسائي، سنن، 2/ 68. 

(25) الالوسي ، بلوغ الارب ، 2/ 13 .

(26) الثعالبي ، ثمار القلوب ، ص214 ـ 215 ؛ الالوسي ، بلوغ الارب ، 2 / 13 .

(27) ابن عبد ربه الاندلسي ، العقد الفريد ، 6 /70، 77  ، 79 ؛ الالوسي ، بلوغ الارب ، 2 / 28 .

(28) الميداني ، مجمع الامثال ، 3 / 384 .

(29) الميداني ، مجمع الامثال ، 1/104 ، 3/291 .

(30) الهيثمي ، مجمع الزوائد ، 2/258 .

(31) الصنعاني ، ابو بكر عبدالرزاق ( ت211هـ ) ، مصنف عبدالرزاق ،  تح : حبيب الرحمن الاعظمي ، المكتب الاسلامي ، ( بيروت ، 1402هـ ) ، 6/159 . الجاحظ ، المحاسن والاضداد ، ص146.

(32) الجاحظ ، المحاسن والاضداد ، ص147 . ينظر : ديوان حماسة التبريزي ، 2/417 ؛ التوحيدي ، البصائر ، ص55 .

(33) ابن عبد ربة الاندلسي ، العقد ، 6 / 86 .

(34) التأخيذ : حبس السواحر ازواجهن عن غيرهن من النساء ، وان تحتال المرأة بحيل في منع زوجها من جماع غيرها .ينظر : ابن منظور : لسان العرب ، 3/472 مادة ( أخذ ) .

(35) محمد عبد المعيد ، الاساطير العربية ، ص64 ؛ المراة التي تترك فلا تتزوج تسمى ( التريكة ) ويقال للذكر مثل ذلك ، وقال ابن الاعرابي : ترك الرجل اذا تزوج بالتريكة وهي العانس في بيت ابويها . ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، 10/405 مادة ( ترك ) .

(36) ينظر : الاصفهاني ، الاغاني ، 10/295 وما بعدها . خير زواج الحارث بن عوف بيهيسة . ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، 12/45 مادة ( برم ) . 

(37) المبرد، الكامل، 1/280 ـ 281.

(38) ابن حيان التوحيدي، البصائر والذخائر، ص235. الخود : المرأة الشابة والجمع خودات .والتنبال : الرجل القصير ، ابن منظور ، لسان العرب ، 11/ 80 ، 13 / 165

(39)المسعودي ، مروج الذهب ، 2/ 189.

(40)ابن حبيب، المحبر، ص310.

(41) ابن حبيب ، المحبر ، ص311 ؛ الشهرستاني ، ابو الفتح محمد بن عبدالكريم ( ت 548هـ ) ، الملل والنحل ، دار المعرفة ، ( بيروت ، بلا . ت ) ، 2/ 246.

(42)الحسن ، احسان ، العائلة والقرابة والزواج ، دار الطليعة ، ( بيروت ، 1985 ) ، ص16 ..

(43) ابن قيم الجوزية ، شمس الدين ابو عبدالله محمد بن بكر ( ت 691هـ ) ، اخبار النساء ، مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ، بلا . ت ، ص12 .

(44) الشوكاني ، نيل الاوطار ، 6 / 279 ( دار الحديث ) ؛ الميداني ، مجمع الامثال ، 3/429.

(45) البلاذري ، انساب الاشراف ، 1/64 ؛ الطبري ، تاريخ الرسل ، 2/ 248.

(46) تاريخ العرب ، ص142.

(47) الالوسي ، بلوغ الارب ، 2/ 9 ـ 10.

(48) سمرة بن جندب الفزاري كان حليف الانصار ، قدمت به امه المدينة ( يثرب ) بعد موت ابيه فتزوجها رجل من الانصار ، وكان في حجره الى ان صار غلاماً غزا مع الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم  اكثر من غزوة ، توفى سنة 59 هـ /678م . ينظر : ابن حجر العسقلاني ، شهاب الدين احمد بني علي ، تهذيب التهذيب ، دائرة المعارف العثمانية ، (الهند ، 1325هـ ) ، 4/236 ؛ ابن حجر ، الاصابة ، 2/ 78 .

(49) ابن منظور ، لسان العرب ، 13/ 158 مادة ( دمن ) ، ابن عبد ربه الاندلسي ، العقد الفريد ، 6/ 85 .

(50) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، 4/543.

(51) التحمس : التشدد في الدين . ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، 6/ 57 مادة ( حمس ) .

(52) ابن قتيبة ، عيون الاخبار ، 4/11 ـ 12 .

(53) ابن حبيب، المحبر، ص78.

(54) القلقشندي ، صبح الاعشى ، 1/ 213 .

(55) ابن حبيب ، المحبر ، ص96 ؛ ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، 8/ 150 .

(56) ابي الحسن المديني ، المرادفات من قريش ، نوادر المخطوطات ، ص80 ؛ الزبيدي ، تاج ، 6 / 416 مادة ( صلق ) . ينظر : ابن سيدة ، المخصص ، 1/ 112 .

(57) ابن قتيبة ، عيون الاخبار ، 4/46. ينظر : الاصفهاني ، الاغاني ، 15 / 80 .

(58) الجاحظ، الحيوان، 7 / 163.

(59) الالوسي ، بلوغ الارب ، 1/172 . كانت الحائض لدى اليهود تطهر بالماء البارد لا يقربها زوجها الا بشهادة استحمام من النساء القائمات على هذا العمل. ينظر: محمد جميل بيهم، المرأة في التاريخ،ص48 ـ 49 .

(60) سورة البقرة 2، الآية 222. ينظر : الشوكاني ، محمد بن علي بن محمد ، نيل الاوطار بشرح منتقى الاخبار من احاديث سيد الاخيار ، مطبعة البابي الحلبي ، ( مصر ، بلا . ت ) ، 1/ 323 .

(61) ابن منظور ، لسان العرب ، 4/82 مادة ( بهر ) ،4، 292 مادة ( دهر ) ، 5 /185 مادة ( مهر ) ، 10 /197 مادة ( صدق ) ؛ الميداني ، مجمع الامثال ، 2 /89 ـ 90 .

(62) جواد علي، المفصل، 6 / 21. 

(63) شرح ديوان قيس بن الخطيم ، ص46 ـ 48 ؛ ديوان حماسة التبريزي ، 1 / 54 . الاواسي : أي يخف على رد جراح هذه الطعنة عيون النساء المداويات . الديوان ، ص48 .

(64) البستاني، كرم، النساء العربيات، دار صادر، ( بيروت، بلا. ت ) ، ص 43 .

(65) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/ 183. 

(66) بلاشير ، تاريخ الادب العربي ، ص 46 ؛ اكرم البستاني ، النساء العربيات ، ص 44 .

(67) ابن هشام، السيرة النبوية، 1/67 ـ 68.

(68) ناصر الدين الاسد ، القيان والغناء ، ص52 .

(69) القلقشندي ، صبح الاعشى ، 13 / 295 ؛ الحوفي ، المرأة ، ص 56 ـ 57 .

(70) غوستاف لوبون ، حضارة العرب ، ص 494 .

(71) غوستاف لوبون ، حضارة العرب ، ص 492 ؛ محمد جميل ، المرأة في التاريخ ، ص51 .

(72) محمود جمعة، النظم الاجتماعية والاقتصادية، ص81.

(73) علي عبدالواحد ، الاسرة والمجتمع ، ص47 ؛ محمد جميل ، المرأة في التاريخ ، ص72 .

(74) غوستاف لوبون ، حضارة العرب ، ص 494 .




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).