المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

في ما يعمل لوجع الأذن‏
10-05-2015
اشور
24-10-2016
الامام موسى الكاظم (عليه السلام) وطواغيت بني العباس
26-7-2017
  ايجن M.Eigen
9-3-2016
الحفاظ على البيئة - اعداد الموقع
2023-08-27
تعريف الإمامة
22-2-2018


تفسير الاية (142) من سورة البقرة  
  
7116   03:54 مساءً   التاريخ: 14-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الباء / سورة البقرة /


قال تعالى : {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآيات (1) :

 

ذكر سبحانه الذين عابوا المسلمين بالانصراف عن قبلة بيت المقدس إلى الكعبة فقال {سيقول السفهاء من الناس} أي سوف يقول الجهال وهم الكفار الذين هم بعض الناس {ما وليهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} أي أي شيء حولهم وصرفهم يعني المسلمين عن بيت المقدس الذي كانوا يتوجهون إليها(2) في صلاتهم.

 اختلف في الذين قالوا ذلك فقال ابن عباس وغيره هم اليهود وقال الحسن هم مشركو العرب وإن رسول الله لما حول الكعبة من بيت المقدس قالوا يا محمد رغبت عن قبلة آبائك ثم رجعت إليها فلترجعن إلى دينهم وقال السدي هم المنافقون قالوا ذلك استهزاء بالإسلام.

 واختلف في سبب مقالتهم ذلك فقيل أنهم قالوا ذلك على وجه الإنكار للنسخ عن ابن عباس وقيل إنهم قالوا يا محمد ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها ارجع إلى قبلتنا نتبعك ونؤمن بك أرادوا بذلك فتنته عن ابن عباس أيضا وقيل إنما قاله مشركو العرب ليوهموا أن الحق ما هم عليه .

وأما الوجه في الصرف عن القبلة الأولى ففيه قولان ( أحدهما ) أنه لما علم الله تعالى في ذلك من تغير المصلحة و( الآخر ) أنه لما بينه سبحانه بقوله لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه لأنهم كانوا بمكة أمروا أن يتوجهوا إلى بيت المقدس ليتميزوا من المشركين الذين كانوا يتوجهون إلى الكعبة فلما انتقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة كانت اليهود يتوجهون إلى بيت المقدس فأمروا بالتوجه إلى الكعبة ليتميزوا من أولئك {قل لله المشرق والمغرب} هو أمر من الله سبحانه لنبيه أن يقول لهؤلاء الذين عابوا انتقالهم من بيت المقدس إلى الكعبة المشرق والمغرب ملك لله سبحانه يتصرف فيهما كيف شاء على ما تقتضيه حكمته وفي هذا إبطال لقول من زعم أن الأرض المقدسة أولى بالتوجه إليها لأنها مواطن الأنبياء وقد شرفها الله وعظمها فلا وجه للتولية عنها فرد الله سبحانه عليهم بأن المواطن كلها لله يشرف منها ما يشاء في كل زمان على ما يعلمه من مصالح العباد .

وعن ابن عباس كانت الصلاة إلى بيت المقدس بعد مقدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) المدينة سبعة عشر شهرا وعن البراء بن عازب قال صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ثم صرفنا نحو الكعبة أورده مسلم في الصحيح وعن أنس بن مالك إنما كان ذلك تسعة أشهر أو عشرة أشهر وعن معاذ بن جبل ثلاثة عشر شهرا .

ورواه علي بن إبراهيم بإسناده عن الصادق (عليه السلام) قال تحولت القبلة إلى الكعبة بعد ما صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس وبعد مهاجرته إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر قال ثم وجهه الله إلى الكعبة وذلك أن اليهود كانوا يعيرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ويقولون له أنت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا فاغتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من ذلك غما شديدا وخرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك أمرا فلما أصبح وحضر وقت صلاة الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلى من الظهر ركعتين فنزل عليه جبرائيل (عليه السلام) فأخذ بعضديه وحوله إلى الكعبة وأنزل عليه {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضيها فول وجهك شطر المسجد الحرام} وكان صلى ركعتين إلى بيت المقدس وركعتين إلى الكعبة فقالت اليهود والسفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟

قال الزجاج : إنما أمر بالصلاة إلى بيت المقدس لأن مكة بيت الله الحرام كانت العرب آلفة لحجة فأحب الله أن يمتحن القوم بغير ما ألفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لا يتبعه وقوله {يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} أي يدله ويرشده إلى الدين وإنما سماه الصراط لأنه طريق الجنة المؤدي إليها كما يؤدي الطريق إلى المقصد وقيل (3) طريق الجنة .

___________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص413-415.

2- كذا في النسخ . والانسب اليه الرجوع الضمير الى بيت المقدس .

3- [الى] .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير  هذه الآيات (1) :

 

{ سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها} . كان الأنبياء السابقون يصلون إلى بيت المقدس ، وقد صلى النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) إليه بأمر اللَّه أمدا غير قصير ، ولكنه ( صلى الله عليه واله وسلم ) كان يتمنى لو يحول اللَّه القبلة إلى الكعبة ، وحقق اللَّه تعالى أمنيته ، كما يأتي قريبا .

والمراد بالسفهاء اليهود ، لأنهم هم الذين عابوا على المسلمين رجوعهم في الصلاة عن بيت المقدس إلى الكعبة ، ولفظة ( سيقول ) تدل بظاهرها على اعلام

اللَّه سبحانه نبيه الأكرم بقول السفهاء قبل وقوعه منهم ، وصدوره عنهم ، أما قول من قال بأن لفظة ( سيقول ) وان كان ظاهرها الاستقبال ، ولكن المراد منها الماضي ، وان اللَّه خاطب بها رسوله بعد ان قال السفهاء ، لا قبل أن يقولوا ، وجاءت بصيغة المستقبل إيحاء بأن ما قالوه كان مقدرا ومترقبا ، أما هذا القول فإنه تأويل للظاهر من غير دليل يدل عليه ، أو ضرورة تدعو إليه .

وعلى كل ، فلقد أمر اللَّه سبحانه رسوله الأعظم محمدا ( صلى الله عليه واله وسلم ) أن يجيب هؤلاء السفهاء بأن {لِلَّهِ الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} .

أي ان الجهات كلها للَّه ، والكعبة وبيت المقدس إليه سواء . ولكن الحكمة والمصلحة تارة تستدعي أن يهدي من يشاء من عباده إلى بيت المقدس ، وتارة إلى الكعبة .

لماذا الصلاة إلى جهة معينة ؟

وهنا سؤال يردده كثيرون ، وهو: لما ذا تجب الصلاة إلى جهة معينة ، ولا تصح الا إليها ، مع العلم بأن اللَّه سبحانه في كل مكان ، وانه قال صراحة :

{ولِلَّهِ الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }؟ . [الآية 115 البقرة] .

الجواب : أولا ان اللَّه سبحانه قال أيضا : فول وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ، وهذه الآية 144 من سورة البقرة تفسير وبيان للآية 115 وان المراد بها التوجه إلى أية جهة تكون في الصلاة المستحبة حال المشي والركوب ، وفي صلاة المتحير الذي يجهل القبلة ، والمراد بآية 144 الاتجاه في الصلاة الواجبة ، وتقدم بيان ذلك مفصلا في الآية 115 .

ثانيا : ان صحة الصلاة تتوقف على وجود الأمر بها من اللَّه سبحانه ، وعلى هذا الأصل لا بد أن ننظر : هل تعلق الأمر بالصلاة إلى أية جهة أردنا ، أو إلى جهة خاصة ، فان كان الأول صحت الصلاة إلى أية جهة تكون . وان كان الثاني فلا تصح الا إلى الجهة المأمور بها ، سواء أكانت الكعبة أو بيت المقدس ، أو غيرهما . . وبكلمة ان امتثال الأمر شيء ، ووجود اللَّه في كل مكان شيء آخر . .

ان العبادة من الأمور {التوقيفية} على تعبير الفقهاء ، أي تتوقف على بيان اللَّه لها بلسان نبيّه ، ولا مجال فيها للظنون والاحتمالات ، ولا لأي شيء الا النص الصريح الصحيح . . وقد أمر اللَّه المسلمين أولا أن يصلوا إلى بيت المقدس ، فلو صلوا إلى الكعبة لم يقبل منهم ، ثم أمرهم أن يتحولوا إلى الكعبة ، ولو صلوا إلى بيت المقدس بعد هذا لم يقبل منهم مع انهما له ومنه . . ذلك ان معيار صحة الصلاة موافقتها للأمر بجميع أجزائها وشروطها ، كما ان معيار فسادها مخالفة الأمر .

____________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص221-223.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآيات (1) :

قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما وليهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}، هذا تمهيد ثانيا لما سيأمر تعالى به من اتخاذ الكعبة قبلة وتعليم للجواب عما سيعترض به السفهاء من الناس وهم اليهود تعصبا لقبلتهم التي هي بيت المقدس و مشركوا العرب الراصدون لكل أمر جديد يحتمل الجدال والخصام، وقد مهد لذلك أولا بما ذكره الله تعالى من قصص إبراهيم وأنواع كرامته على الله سبحانه وكرامة ابنه إسماعيل ودعوتهما للكعبة ومكة وللنبي والأمة المسلمة وبنائهما البيت والأمر بتطهيره للعبادة، ومن المعلوم أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة من أعظم الحوادث الدينية وأهم التشريعات التي قوبل به الناس بعد هجرة النبي إلى المدينة وأخذ الإسلام في تحقيق أصوله ونشر معارفه وبث حقائقه، فما كانت اليهود وغيرهم تسكت وتستريح في مقابل هذا التشريع، لأنهم كانوا يرون أنه يبطل واحدا من أعظم مفاخرهم الدينية وهو القبلة واتباع غيرهم لهم فيها وتقدمهم على من دونهم في هذا الشعار الديني، على أن ذلك تقدم باهر في دين المسلمين، لجمعه وجوههم في عباداتهم ومناسكهم الدينية إلى نقطة واحدة يخلصهم من تفرق الوجوه في الظاهر وشتات الكلمة في الباطن واستقبال الكعبة أشد تأثيرا وأقوى من أمثال الطهارة والدعاء وغيرهما في نفوس المسلمين، عند اليهود ومشركي العرب وخاصة عند اليهود كما يشهد به قصصهم المقتصة في القرآن، فقد كانوا أمة لا يرون لغير المحسوس من عالم الطبيعة أصالة ولا لغير الحس وقعا، إذا جاءهم حكم من أحكام الله معنوي قبلوه من غير تكلم عليه وإذا جاءهم أمر من ربهم صوري متعلق بالمحسوس من الطبيعة كالقتال والهجرة والسجدة وخضوع القول وغيرها قابلوه بالإنكار وقاوموا عليه ودونه أشد المقاومة.

وبالجملة فقد أخبر الله سبحانه عما سيعترضون به على تحويل القبلة وعلم رسوله ما ينبغي أن يجابوا ويقطع به قولهم.

أما اعتراضهم: فهو أن التحول عن قبلة شرعها الله سبحانه للماضين من أنبيائه إلى بيت، ما كان به شيء من هذا الشرف الذاتي ما وجهه؟ فإن كان بأمر من الله فإن الله هو الذي جعل بيت المقدس قبلة فكيف ينقض حكمه وينسخ ما شرعه، واليهود ما كانت تعتقد النسخ كما تقدم في آية النسخ وإن كان بغير أمر الله ففيه الانحراف عن مستقيم الصراط والخروج من الهداية إلى الضلال وهو تعالى وإن لم يذكر في كلامه هذا الاعتراض إلا أن ما أجاب به يلوح ذلك.

وأما الجواب: فهو أن جعل بيت من البيوت كالكعبة أو بناء من الأبنية أو الأجسام كبيت المقدس، أو الحجر الواقع فيه قبلة ليس لاقتضاء ذاتي منه يستحيل التعدي عنه أو عدم إجابة اقتضائه حتى يكون البيت المقدس في كونه قبلة لا يتغير حكمه ولا يجوز إلغاؤه، بل جميع الأجسام والأبنية وجميع الجهات التي يمكن أن يتوجه إليه الإنسان في أنها لا تقتضي حكما ولا يستوجب تشريعا على السواء وكلها لله يحكم فيها ما يشاء وكيف يشاء ومتى يشاء، وما حكم به من حكم فهو لهداية الناس على حسب ما يريد من صلاحهم وكمالهم الفردي والنوعي، فلا يحكم إلا ليهدي به ولا يهدي إلا إلى ما هو صراط مستقيم إلى كمال القوم وصلاحهم.

قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس}، أراد بهم اليهود والمشركين من العرب ولذلك عبر عنهم بالناس وإنما سفههم لعدم استقامة فطرتهم وثقوب رأيهم في أمر التشريع، والسفاهة عدم استقامة العقل وتزلزل الرأي.

قوله تعالى: {ما ولاهم}، تولية الشيء أو المكان جعله قدام الوجه وأمامه كالاستقبال، قال تعالى {فلنولينك قبلة ترضيها}، الآية والتولية عن الشيء صرف الوجه عنه كالاستدبار ونحوه، والمعنى ما الذي صرفهم أو صرف وجههم عن القبلة التي كانوا عليها وهو بيت المقدس الذي كان يصلي إليه النبي والمسلمون أيام إقامته بمكة وعدة شهور بعد هجرته إلى المدينة وإنما نسبوا القبلة إلى المسلمين مع أن اليهود أقدم في الصلاة إليها ليكون أوقع في إيجاد التعجب وأوجب للاعتراض، وإنما قيل ما وليهم عن قبلتهم ولم يقل ما ولى النبي والمسلمين لما ذكرنا من الوجه، فلو قيل ما ولى النبي والمسلمين عن قبلة اليهود لم يكن التعجب واقعا موقعه وكان الجواب عنه ظاهرا لكل سامع بأدنى تنبه.

قوله تعالى: {قل لله المشرق والمغرب}، اقتصر من بين الجهات بهاتين لكونهما هما المعنيتين لسائر الجهات الأصلية و الفرعية كالشمال والجنوب و ما بين كل جهتين من الجهات الأربعة الأصلية، والمشرق و المغرب جهتان إضافيتان تتعينان بشروق الشمس أو النجوم و غروبهما، يعمان جميع نقاط الأرض غير نقطتين موهومتين هما نقطتا الشمال و الجنوب الحقيقيتان، ولعل هذا هو الوجه في وضع المشرق و المغرب موضع الجهات.

قوله تعالى: {يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}، تنكير الصراط لأن الصراط يختلف باختلاف الأمم في استعداداتها للهداية إلى الكمال و السعادة.

__________________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج1 ، ص264-266.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآيات (1) :

تغيير القبلة

هذه الآية وآيات تالية تتحدث عن حادث مهم من حوادث التاريخ الإِسلامي، كان له آثاره الكبيرة في المجتمع آنذاك.

رسول الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) صلّى صوب ( بيت المقدس) بأمر ربّه مدّة ثلاثة عشر عاماً بعد البعثة في مكة، وبضعة أشهر في المدينة بعد الهجرة. ثم تغيّرت القبلة، وأمر الله المسلمين أن يصلّوا تجاه (الكعبة).

واختلف المفسرون في المدّة التي صلّى خلالها المسلمون بعد الهجرة تجاه بيت المقدس، فذكروا مدداً مختلفة تتراوح بين سبعة أشهر وسبعة عشر شهراً.

كانت الجماعة المسلمة تتعرض خلال كل هذه المدّة (مدة صلاة المسلمين تجاه بيت المقدس) إلى لوم اليهود وتقريعهم، وكان اليهود يقولون عن المسلمين: إن هؤلاء غير مستقلين لأنّهم يصلون تجاه قبلتنا، وهذا دليل أننا على حقّ.

كانت هذه الأقوال تؤلم الرّسول وصحبه، فالأمر الإِلهي يوجب أن يصلوا تجاه بيت المقدس، واليهود لا ينفكّون يرشقون المسلمين بوابل تهمهم وتقريعهم. وبلغ الأمر أن الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بدأ يقلب وجهه في السماء انتظاراً للوحي.

واستمر الإِنتظار مدّة، حتى نزل الوحي يأمر بتغيير القبلة، كان الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم)في مسجد «بني سالم» يصلي الظهر، فما إن أتمّ ركعتين حتى أمر جبرائيل أن يأخذ بعضد الرّسول ويدير وجهه تجاه الكعبة(2).

لم يكفّ اليهود بعد هذا التغيير عن اعتراضاتهم، بل واصلوا حربهم الإِعلامية بشكل آخر، بدأوا يلقون التشكيكات بشأن هذا التغيير، والقرآن الكريم يتحدث عن هذه الإِعتراضات: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}.

بدأوا يرددون: لو كانت القبلة الاُولى هي الصحيحة فَلِمَ هذا التغيير؟ وإن كانت الثانية صحيحة فلماذا صلى المسلمون أكثر من ثلاثة عشر عاماً تجاه بيت المقدس؟!

والله سبحانه يجيب على هذا الإعتراض، فأمر رسوله أن {قُلْ للهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلى صِراط مُسْتَقِيم}.

فليس لمكان قداسة ذاتية، إنما يكتسب قداسته بإذن الله، وكل مكان ملك لله، والمهم هو الطاعة والإستسلام لربّ العالمين.

تغيير القبلة في الواقع مرحلة من مراحل الإختبار الإِلهي، وكل مرحلة خطوة على الصراط المستقيم نحو الهداية الإِلهية.

_______________________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص333-334.

2 ـ مجمع البيان، ج 1، ص 223.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .