أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-21
857
التاريخ: 6-11-2016
2292
التاريخ: 14-3-2021
3509
التاريخ: 22-1-2017
2179
|
ان معلوماتنا عن الديانة العربية قبل الاسلام قليلة مشوشة، لان الهدف الاول للإسلام كان محاربتها وازالتها، كما ان المسلمين المتدينين لم يروا من الخير رواية اخبارها، هذا الى انه لم تجر في الجزيرة العربية، عدا اليمن وبلاد الهلال الخصيب، حفريات منظمة قد يظهر فيها بعض التماثيل أو الكتابات التي تلقي عليها ضوءا.
غير ان الاسلام الذي طمس اخبار الديانة الجاهلية لم يمحها تماما. فقد بقي لها ذكر غير قليل. ففي القران، إشارات الى بعض الأصنام والمعتقدات الجاهلية ذكرت في معرض الرد عليها وتفنيدها، هذا الى ان الإسلام لم يمح كل اثارها، اذ اقر بعضها، بعد ان عدلها او حور الغايات منها، الحج والحرم وما الى هذا؛ فضلا عن ذلك، فان الشعر العربي الجاهلي الباقي يتردد فيه أحيانا ذكر للآلهة القديمة، وما يتعلق بالديانة. كما بقيت في كتب الأدب والتاريخ أخبار متناثرة عن الديانة العربية القديمة والاصنام. ولعل اقدمها واوسعها هو كتاب الأصنام لابن الكلبي، وما رواه المفسرون عن الآيات التي تذكر الأصنام، او ما روي في معرض سيرة النبي، ولا سيما سيرة ابن هشام، وفي اخبار مكة للأزرقي، وفي بعض المعاجم اللغوية والجغرافية. وجدير بالملاحظة ان هذه الكتب تصف في الغالب الأصنام والأوثان، وهي من المظاهر المتفشية، وانها قلما توضح طقوسها وعقائد الناس فيها، أو مدى عمق عبادتها، او مدى انتشارها؛ ثم ان بعض المسلمين الذي نلم يتشبعوا بروح الإسلام حافظوا لا اراديا على بعض المظاهر الوثنية حتى بعد اسلامهم. ومن الممكن، بعد دراستها وتحليلها ومقارنتها بما عند الساميين، ان تكمل لنا الصورة عن الديانة العربية قبل الإسلام.
وربما كان من اثار الديانة القديمة انتشار اسماء اعلام مسبوقة بعبد، وهي تدل على بعض الاحيان على اسما ءالهة قديمة، كاسم عبد مناف، وعبد الشارق، وعبد شمس، وعبد العزى، وعبد مناة. غير ان المضاف اليه في هذه الاسماء المركبة ليس من الضروري ان يشير الى الالهة. فلا نزال في العراق نسمي عبد الزهرة وعبد الامير وعبد الحسين، احتراما لهم لا لعبادتهم؛ كما ان هذه الاسماء قد تكون مرادفات، كما نقول عبد القادر وعبد الرزاق وعبد المجيد، وكلها مرادفات لاسم الله تعالى. ثم ان هذه الاسماء مختصرة جدا، وغير كافية لا لقاء نور واضح على الالهة القديمة، او طبيعتها.
ان المعلومات الموجودة في المصادر الانفة الذكر تعطينا صورة تقريبية لديانة الجاهليين قبل الإسلام. ويبدو منها اثار لمعتقدات متنوعة كانت موجودة جميعا، كالمذهب الحيوية والطوطمي والفتيشي. غير انه من الصعب جدا اظهار مدى اهمية واثار كل من هذه المعتقدات والدور الذي لعبته، اذ ان اغلب المعلومات السالفة الذكر تتعلق بديانات اهل الحجاز أو بالوثنية عند ظهور الإسلام. كما اننا لا نعلم شيئا مفصلا عن تطورها التاريخي، اذ كان ما يذكر عن اصولها وتاريخها هو مجرد اساطير مختصرة غامضة يصعب فهم اصولها. ومع ان الحفريات والمكتشفات الاثرية في اليمن وبلاد الهلال الخصيب قد كشفت عن وجود كثير من الالهة، والقت ضوءا على طقوسها ومراسيمها وافكارها، الا انه من الصعب جدا ان نوضح العلاقة بينها وبين الالهة الجاهليين، او التثبت مما اذا كانت الطقوس والعبادات المتعلقة بهذه الالهة هي واحدة. كما اننا لا نعرف بالدقة والتفصيل التوزع الجغرافي للآلهة، واي القبائل كانت تعبد أي اله، واي الالهة تشترك فيها القبائل، وعدد القبائل التي تشترك في عبادة هذه الالهة العامة، وطقوسها، والعلاقات القائمة بينها.
لذلك، فان دراستنا عن ديانة العرب قبل الإسلام لا تزال ناقصة. وكل محاولة في هذا الشأن ما هي الا محاولة أولية ناقصة، رغم انها ضرورية لفهم الديانة الاسلامية التي كان هدفها الأول محاربة تلك الديانة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|