السكر من سلع المواد الغذائية الكربوهيدراتية. ويحصل الانسان على هذه المادة من عدة نباتات ترتفع فيها نسبة المادة السكرية والتي من أهمها قصب السكر وبنجر السكر.

قصب السكر Sugar Cane:

قصب السكر من فصيلة الحشائش الطويلة حيث وجد كنبات بري في الهند موطنه الأصلي، ثم زرع في وادي الجانج منذ فجر التاريخ، ومن حوض الجانج انتشر الى بقية الهند. وهذا النوع صلب كثير الالياف، قليل العصارة السكرية. كما وجد قصب السكر كنبات بري في جزيرة غينيا الجديدة وبعض جزر ميلانيزيا. وهذا النوع كثير العصارة السكرية. ولذلك انتشرت زراعته وحلت محل القصب الهندي في الصين وكثير من أجزاء الهند ومنها انتشر الى الجهات الأخرى من العالم القديم.

ولم تكن اوربا تعرف قصب السكر حتى القرن الخامس عشر. وكان العسل هو المصدر الرئيسي للسكر بها. وقد شاع استعمال السكر باوربا بعد ان نقل البرتغاليون زراعته الى البرازيل، والاسبان الى جزر الهند الغربية، وأصبحت هذه الأقاليم المدارية هي المصدر الرئيسي للسكر، فاشتد التنافس عليها وخاصة من قبل هولندا وبريطانيا وفرنسا للتخلص من احتكار البرتغال للسكر.

واستمرت أهمية السكر في ازدياد الى ان قامت المانيا التي لم يكن لديها مستعمرات في المناطق المدارية بتشجيع الباحثين للحصول على السكر من مصدر آخر غير قصب السكر. ونجح العلماء الالمان في النصف الأخير من القرن الثامن عشر من استخراج السكر من البنجر، وبذلك امكن للبنجر ان يحل محل قصب السكر وان ينافسه في الأسواق الاوربية.

وقصب السكر يمكن في الأرض فترة طويلة حيث يمكن انتاج عدد من محاصيل القصب خلال عدة سنوات من غرس واحد. وينمو النبات الى ارتفاع يتراوح بين 7 اقدام الى نحو 18 قدما، وتتراوح نسبة المادة السكرية التي تتركز في الساق بين 10 % الى 20 % من وزنه الكلي. وينتج السكر من عصير عيدان القصب الذي يتم تحويله الى عسل اسمر بالتسخين ثم بمعالجته وتركيزه يستخرج الخام ويكون عادة اسمر اللون، وهذا السكر يتم تكريره وتبييضه ليصبح السكر الأبيض اللون المستعمل في الأسواق.

وتجري عملية عصير القصب عادة قرب مناطق زراعته، وذلك لارتفاع نفقات نقل القصب لمسافات طويلة، مما يؤدي الى تناقص المادة السكرية وتحويلها الى مادة أخرى اذا ترك القصب لفترة دون عصير كما يمكن انتاج المولاس من قصب السكر. ويتخلف التي تستخدم علفا للخيول والاغنام والماشية، كما يمكن ان ينتج منه بعض الاحماض وثاني أكسيد الكربون والخميرة التي يمكن استخدامها في تغذية الحيوان ومواد أخرى تستخدم في الصناعات الحربية والدوائية. ويستخدم بقايا القصب بعد عصره وتجفيفه كوقود، وفي انتاج الخشب الحبيبي الذي يستخدم في صناعة الأثاث وغيرها، كما يستخدم في صناعة الورق.