المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Deficient Number
9-11-2020
إجتماع الفلاسفة عند أنشتاين
21-3-2018
Marsupial
22-10-2015
عدد آيات سورة البقرة
2023-12-07
محمد بن السائب
11-9-2016
قصة موسى في سورة القصص
2-06-2015


التأمين العاطفي للطفل  
  
2243   09:55 صباحاً   التاريخ: 1-1-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص419-424
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-1-2017 2244
التاريخ: 28-7-2021 4614
التاريخ: 1-1-2017 2096
التاريخ: 12-9-2019 1725

لا ريب ان العطف والمحبة والحنان والتكريم والتقدير والاحترام والتعبير الذي ينم عن الحب للطفل له الاثر البالغ والفاعل في حل كثير من مشاكل الطفل واسراره لان الطفل متعطش لكل ابتسامة وفعل وحركة تصدر من الاب او الام او المربي تنم عن حب له.

وفي اكثر الاحيان يتمارض الاطفال من اجل جلب انتباه الوالدين لهم واستقطاب حنانهما والحقيقة ان المحبة عامل مهم من كل مفردات العملية التربوية والتهذيبية وهي تشد الجميع نحوها وتمهد الطريق لخلق حالة من الاستقرار والتوازن والاعتدال في الصغار والكبار وتعمل في ظهور التعاون والتواصل والالفة بين بني البشر وتكون سبباً هاما وضروريا في بناء شخصية الطفل ان فعلت بصورة صحيحة واستثمرت في هذا المجال.

والواقع ان جميع البشر يستشعرون الحاجة إلى المحبة الا ان الاطفال اكثر حاجة لها لأنها حقيقة تعتبر من اهم متطلبات السمو وتكامل الشخصية لان درجة تأثيرها بلغ حدا بحيث ان الانسان في ظلها يتمكن من مواصلة المسير في الطريق المستقيم وفي عدمها قد يكون الانحراف سبيلا لا بد منه.

إن الطفل عندما يفقد محبة والديه وعائلته والوسط الذي يعيش فيه يشعر بالحرمان لذا نراه يسعى بكل الطرق من اجل أن ينتبه اليه الاخرون ويعطفوا عليه وقد يظهر بمظهر المظلوم البائس الفقير لكي يتقرب اليهم ويرأفوا به وربما يرتمي في احضانهم ويستسلم لمطاليبهم غير المشروعة وهنا الطامة الكبرى حيث هو السر للكثير من حالات التسيب والانحراف والشذوذ.

لذا اصبح من الواجب والضرورة بمكان ان لا يوصل الاباء والمربون الاطفال إلى درجة الشعور بالحرمان بل ان يشبعوهم حبا وحنانا وعطفا لكي يمتلكوا قلوبهم واحاسيسهم وبذلك يتمكنوا من توجيههم وهدايتهم إلى ما فيه الخير والمصلحة والابتعاد عن الاحساس بالنقص والمنحرفين.

لاشك ان المحبة وان كانت قليلة فهي مهمة جدا بالنسبة إلى الطفل حيث انها تريحه من مشاكل كثيرة وتخلصه من صفات ذميمة وتنقذه من العصيان والانحراف والعقد الخطيرة وتمنحه الشهادة والشجاعة والنبل، ان اليد الدافئة التي تمس الطفل تزيل عن قلبه ونفسه الهموم والغموم والقلق وتطمئنه وتريح جسده المتعب نتيجة الصراع والعراك والنقص.

ـ نقطة جديرة بالاهتمام:

وهنا نقطة جديرة بالاهتمام، ويجب الاشارة اليها وهي : ان الطفل الذي يشعر بالحرمان وعدم القدرة على اقتناء ما يرغب فيه من ادوات لعب وغذاء وملابس واثاث فربما يلجأ إلى العزلة والانطواء او يصاب بالعقد النفسية الخطيرة التي تجره إلى كره والديه وبغضهما ومحاولة الانتقام منهما او تعكير صفو حياتهما فيعمد إلى العصيان والمشاغبة وخلق الاذى والانزعاج في البيت.

لذا فان اليد الدافئة التي تلمسه من امه وابيه لها اكبر الاثر في هدوء نفسه، واستقرار حالته وتغيره من كره والديه والانتقام منهما إلى حبهما واطاعة اوامرهما والاستماع إلى ما يقولان وينصحان.

نحن نعلم والكل يعلم ان الوالدين ينهضان بدور كبير في تغذية روح الطفل، لكن دور الام اكبر واجل في هذا المجال؛ لان عواطفها الامومية لها الاثر الفاعل في بناء شخصيته ونموها ورقيها وازالة الاضطراب وحالة الاستقرار منها، وعليه فان الام مدعوة اكثر من غيرها في اظهار المزيد من المواساة والرعاية لطفلها؛ لأنه يشعر دائما بان امه اقرب الناس اليه ويتوقع منها الكثير من الحب والحنان والمعاونة، لذلك يجب عليها ان لا تخيب ظنه ويصاب بالإحباط والاذى النفسي وزيادة المشاغبة والتمرد.

وحتما ان اهتمام الابوين بطفلهما وحبهما له واعتنائهما به كثيرا وخصوصا في ايام مرضه يساهم مساهمة فعالة في سرعة علاجه واصلاحه لان ذلك يشعره بانه طفل محبوب في عائلته وعزيز عندها. وهذا بدوره يجعله اكثر ثقة بنفسه ومتفائلا في حياته، واثقا من نجاحه في الحياة.

وعلى كل حال يجب على الوالدين بلورة شخصية الطفل والعمل على نموها وتطورها وتكاملها واصلاحها وغرس الثقة فيها وحب المكاشفة والمصارحة بما حصل ويحصل من تصرفات حتى تتولد فيها القدرة على مواصلة العطاء بمزيد من الاطمئنان النفسي والقلبي ولا بأس من اشعار الطفل بأخطائه لكي يتسنى له تصحيحها ومساعدته في ذلك ودعمه وتأييده في أفعاله الصحيحة من دون إفراط مع حثه على الانضباط في العائلة والالتزام بالضوابط المحسوبة البعيدة عن الافراط والتشدد والمتسمة بالصراحة والعقلانية والوضوح لدى الطفل لكي يتحمل المسؤولية في المستقبل وتتحقق الاهداف التربوية المنشودة كما يجب على الابوين ان يكونا ثابتين في رؤيتهما ووجهة نظرهما لأهمية ذلك في البعد التربوي لا سيما على صعيد الانضباط داخل الاسرة، وان حصل شيء ما من التغيير سواء في طريقة التعلم او الاسلوب فمن الاهمية بمكان ان يفهم الطفل ذلك او يطلع عليه، حتى تسير العملية التربوية بصورة صحيحة وعن وعي وارادة ومنهج مدروس.

كما يجب على الابوين ايضا ان يعرفا بدايات العملية التربوية وكل مراحلها وحتى نهايتها وما هي الغاية منها لان عدم معرفتهما بالبداية والغاية والنهاية هو من العشوائية و اللا نظام اللذين لا يحققان شيئا يذكر في هذا المجال.

ـ طرد الطفل من البيت وحرمانه :

كثير من الاباء والامهات الذين لا يملكون المعرفة والوعي، فيطردون اطفالهم من البيت بمجرد ان يخطأ الطفل، او يعمل عملا سيئا فهذا الاسلوب خاطئ جملةً وتفصيلاً ولن يداوي جرحا البتة، وانما على العكس اذ ينجم في كثير من الاحيان نتيجة لذلك اخطار وعواقب غير ممدوحة لان الطفل المطرود سيشعر بالذلة والانكسار والقلق الشديد هذا من جهة.

ومن جهة اخرى انه سيأوى إلى بيت او مكان قد ينزلق فيه إلى مزالق الرذيلة والجريمة وربما يطلب العون من الاخرين للانتقام من والديه لأنهما السبب في معاناته ومما هو فيه من اضطراب وقلق واذى في نظره وهذا كله سيؤدي حتما إلى توفير فرص الفساد والانحطاط لكل من الطفل واسرته على حد سواء لذلك ينبغي ان لا يطرد الطفل من المنزل حتى في احلك الظروف الانضباطية.

كما لا يجوز ان يسلك مع الطفل مبدأ الحرمان الا عند الضرورة والمصلحة ولمدة ليست طويلة لان الحرمان يكون سببا في اساءة الظن بالوالدين والمربين ونفوذ اليأس إلى نفس الطفل، وانما يتعين على الوالدين والمربين ان يشعراه بانه سيواجه عقوبة ما لو عصى وتمرد... يجب ان لا يميز احد الاطفال في العائلة ويكون الاهتمام الاكبر له من دون اخوته فهذا من الامور التي يصعب جدا على بقية الاطفال تحملها وقد يجرهم إلى الظهور بمظهر المغتمين والمتمردين والعاصين. ان الاطفال ينشدون دائما العدل والمساواة في التعامل من قبل والديهم ويكرهون التمييز وتفضيل الواحد على الاخر ولا شك ان التمييز مدان بكل صوره وانواعه، لذلك ينبغي على الوالدين ان يحملا نظرة واحدة تجاه اطفالهما سواء كانوا ذكوراً او اناثاً أو قليلي الذكاء....

ـ نقطة جديرة بالاهتمام :

نعم، ان هنا نقطة جديرة بالاهتمام وهي انه من الخطأ التربوي الفادح ان يسخر الوالدان من الطفل وينهراه او ينكلا به، لان التنكيل والاستهزاء به يعتبر من أسوأ الوسائل المستخدمة في عملية اصلاح شخصية الطفل لأنها تؤدي إلى الذلة والانكسار والشعور بالإحباط وعدم الثقة بالنفس وبالتالي قد تجر الطفل إلى مواجهة الوالدين والوقوف بوجهيهما وخصوصا عندما يشعر بأن شخصيته قد تحطمت او اهينت وهذا مما يضر به وبالآخرين فيكون الثمن المدفوع جرّاء هذه الاعمال باهضاً لذا يجب تجنب السخرية بالأطفال اذا اردنا للتامين العاطفي ان يتحقق لهم والعمل على هدايتهم وتهذيبهم واصلاحهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.