المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06

مزايا الهيدروجين
24-7-2021
الماء المضاف وحكم الوضوء به
23-12-2015
ضوضاء صوتية acoustic noise
20-9-2017
الإضافة
20-10-2014
أثر التشجيع والاشادة
18-4-2016
الآيات التي تجري مجرى المثل
27-11-2014


الله لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب  
  
926   09:56 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : العلامة الحلي
الكتاب أو المصدر : الرسالة السعدية
الجزء والصفحة : ص56-59
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الحسن و القبح /

   انه تعالى عدل لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب (1) [ في هذه المسألة خلاف بين المسلمين فذهبت المعتزلة: إلى ان الله تعالى عدل حكيم، لا يفعل القبيح، ولا يخل بالواجب (2) ] ومنعت الاشعرية من ذلك، واسندوا القبائح كلها إلى الله تعالى، فلزمهم من ذلك محالات:

 منها: امتناع الجزم بصدق احد من الانبياء، لان دليل النبوة مبني على ان الله تعالى، لما صدق النبي في دعواه الرسالة عنه بخلق المعجز على يده، وجب ان يكون النبي صادقا.

ومع اسناد القبائح إلى الله تعالى (3)، يمتنع هذا الحكم، لجواز ان يصدق الله تعالى الكذاب، لقصده الاضلال، او يخلق المعجز كلما تحدى به النبي لا لغرض تصديقه، فكيف يمكن الجزم حينئذ بصدق مدعي النبوة.

ومنها: انه لايمكن الجزم حينئذ بصدقه تعالى ، لانا اذا جوزنا منه فعل القبيح - والكذب نوع منه - ، جاز ان يكون الخبر الذي اخبرنا به كاذبا. ومع هذا التجويز، يمتنع الحكم بوجوب صدقه تعالى.

وانما يتم العلم بصدقه لو حكمنا بامتناع الكذب عليه، وانما صح الحكم (4)، بامتناع الكذب عليه، لو ثبت الحكم بامتناع صدور القبيح منه تعالى، فعلم انه لايمكن الحكم، بصدق الله تعالى في إخباراته، على قواعد الاشعرية، بل، على قواعد.

المعتزلة (5).

ومنها: انه يلزم انتفاء فائدة التكليف، فتنتفي فائدة البعثة للرسل، واللزام (6) باطل قطعا فالملزوم مثله.( 7).

بيان الملازمة: ان فائدة التكليف، هي : ايصال الثواب إلى المطيع، والتعويض له، ودفع العقاب عنه، وايقاعه بالعاصي (8).

وهذه الفائدة (9) انما تتم، لو علمنا ان الله تعالى لا يفعل القبيح، لانه لو جاز منه صدور القبيح، امكن ان لا يوصل الثواب إلى مستحقه، وان يمنع المطيع عن حقه، وان يثيب العاصي بأبلغ انواع الثواب.

ولو جوزنا ذلك (10): لم يحصل الجزم، بل ولا الظن، للمطيع بالانتفاع بطاعته، ولا للعاصي التضرر بمعصيته ، فيمتنع المطيع من الطاعة (11)، ويقدم العاصي على المعصية، ولا شك في فساد ذلك.

ومنها: انه يلزم تجويز وصف الله تعالى بالظلم والجور والعدوان، واللازم باطل (12) تعالى الله عنه، فالملزوم مثله (13).

بيان الملازمة: انه لو جاز صدور القبيح عنه، امكن ان يمنع المستحق عن حقه، وان يقع منه الظلم والجور والعدوان، لأنها من جملة القبائح، ولاشك في امتناع ذلك.

وقد نص الله تعالى في قوله (14): {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31] {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76] {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] {لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر: 17] إلى غير ذلك من الآيات.

فلينظر العاقل في نفسه ! هل يجوز تقليد من يلتزم هذه المقالات الشنيعة المحالة؟ وهل يكون معذورا عند الله تعالى بتقليد امثال هؤلاء، وان يجعلهم العاقل واسطة بينهم وبينه تعالى؟ وهل احد من الرسل والانبياء صار إلى ذلك او اشار الله تعالى في بعض كتبه بذلك (15).

__________________

 

(1) ينظر: قواعد المرام: ص 111، وكتاب النافع يوم الحشر: ص 49.

(2) ينظر: الفصل في الملل: 3 / 56، مقالات الاسلاميين: 2 / 55، الابانة عن اصول الديانة: ص60، الفرق بين الفرق: ص 116، الملل والنحل: 1 / 61، الانتصار للخياط: ص 49 - 60 والغريب ان هذه الجملة الطويلة: في هذه المسالة خلاف ... ولا يخل بالواجب، وردت في المخطوطة المرعشية: ورقة 31، لوحة ب، سطر 11 - 13، وهي غير موجودة في النسخة المجلسية المعتمدة: ورقة 5 لوحة ب سطر 13.

وانما اثبتناها اعلاه، لاتفاقها وما دأب عليه العلامة، في صياغة حديثه عن سلسلة المذاهب الكلامية في عرضه.

(3) وفي النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة أ، سطر 3: (ومع صحة اسناد القبائح إلى الله تعالى).

(4) وفي النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة أ، الهامش الايمن: (يصح)، بدلا من: (صح).

(5) وفي النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة أ، سطر 10: (بل، لايمكن الا على قواعد المعتزلة).

(6) اي: انتفاء فايدة التكليف، وانتفاء فائدة البعثة، ينظر: الهامش الاسفل للمخطوطة المرعشية: ورقة 32، لوحة ب.

(7) اي: صدور فعل القبيح، ينظر: المصدر السابق نفسه.

(8) وفي النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة ب، سطر 1: (وايقاعه بالمعاصي)، وهو الصحيح.

(9) اي: فائدة التكليف وايصال الثواب، (النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة ب، الهامش الاعلى).

(10) اي: صدور القبيح عن الله، (النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة ب، بين سطري 4 - 5).

(11) والمأنوس في الاستعمال اكثر ان يقال: فيمتنع المطيع عن الطاعة، تعديا بالحرف (عن).

(12) اي: تجويز وصف الله بالظلم، (النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة ب، بين سطري 7 - 8).

(13) اي: صدور القبيح من الله، مثله في البطلان: ينظر: المخطوطة المرعشية: ورقة 32، لوحة         ب، بين سطري 7 - 8، و 8 - 9.

(14) وفي النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة ب، سطر: (وقد نص الله تعالى عن ذلك في قوله:..). والمراد بعبارة: (عن ذلك)، اي: امتناع المذكورات عن الله تعالى، (هامش النسخة المرعشية: ورقة 32، لوحة ب، الهامش الايسر).

(15) اي: إلى مثل ذلك القول من الاشعرية.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.