المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تعدد الزوجات قديما
2-6-2022
Early Ideas about the Building Blocks of Matter
9-6-2019
دور السُّريالية في الحركة الأدبية
29-09-2015
كــيميـاء الخـارصـين
2024-05-22
Chomsky and the North American Descriptivists
2023-12-23
ملوك الحيرة
12-11-2016


الروايات الواردة عن ائمتنا في الجبر والتفويض  
  
1057   08:53 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 105-108
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /

 نذكر جملة من الروايات الواردة عن الأئمة الهداة، ففي الكافي، و التوحيد ، و العيون، والاحتجاج، و كنز الفوائد و غيرها، واللفظ للكافي عن الصادق عليه السّلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السّلام جالسا بالكوفة بعد منصرفة من صفين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه‌ ثم قال يا أمير المؤمنين عليه السّلام أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من اللّه و قدر، فقال ‌له أمير المؤمنين عليه السّلام أجل يا شيخ ما علوتم تلعة و لا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من اللّه ‌وقدر ،فقال له الشيخ عند اللّه احتسب عنائي يا أمير المؤمنين فقال له: يا شيخ فو اللّه لقد عظم اللّه تعالى لكم الأجر في مسيركم و أنتم سائرون و في مقامكم و أنتم مقيمون، و في‌ منصرفكم و أنتم منصرفون، ولم تكونوا في شي‌ء من حالاتكم مكرهين و لا إليه مضطرين. فقال له الشيخ و كيف لم نكن في شي‌ء من حالاتنا مكرهين و لا إليه مضطرين و كان بالقضاء والقدر مسيرنا و منقلبنا و منصرفنا. فقال له: أو تظن أنه كان قضاء حتما و قدرا لازما، إنه ‌لو كان كذلك لبطل الثواب و العقاب و الأمر و النهي و الزجر من اللّه تعالى، وسقط معنى‌ الوعد و الوعيد، فلم تكن لائمة للمذنب، ولا محمدة للمحسن، و لكان المحسن أولى‌ بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان و خصماء الرحمن و حزب الشيطان ‌و قدرية هذه الأمة و مجوسها، إن اللّه تبارك و تعالى كلف تخييرا و نهى تحذيرا و أعطى على‌ القليل كثيرا، و لم يعص مغلوبا، و لم يطع مكرها، و لم يملك مفوضا، و لم يخلق‌ السموات و الأرض و ما بينهما باطلا، ولم يبعث النبيين مبشرين و منذرين عبثا، و ذلك ظن ‌الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. فأنشأ الشيخ يقول:

أنت الإمام الذي نرجو بطاعته   *****   يوم النجاة من الرحمن غفرانا

أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا   *****   جزاك ربك بالإحسان إحسانا

و زاد في التوحيد و العيون:

فليس معذرة في فعل فاحشة  *****  قد كنت راكبها فسقا و عصيانا

لا لا و لا قائلا ناهيه أوقعه  *****  فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا

و لا أحب و لا شاء الفسوق و لا  *****  قتل الولي له ظلما و عدوانا

أنى يحب و قد صحت عزيمته  *****  ذو العرش أعلن ذاك اللّه اعلانا

و زاد في بعض روايات العيون و التوحيد فقال له الشيخ يا أمير المؤمنين فما القضاء و القدر اللذان ساقانا و ما هبطنا واديا و لا علونا تلعة إلا بهما. فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: الأمر من اللّه و الحكم، ثم تلا هذه الآية:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]، أي أمر ربك أن لا تعبدوا إلا إياه.

و في الاحتجاج قال، وروي أن الرجل قال فما القضاء و القدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين قال عليه السّلام: الأمر بالطاعة، والنهي عن المعصية، والتمكين من فعل الحسنة، وترك المعصية، والمعونة على القربة إليه، و الخذلان لمن عصاه، و الوعد و الوعيد و الترغيب و الترهيب، كل ذلك قضاء اللّه في أفعالنا و قدره لأعمالنا، أما غير ذلك فلا تظنه ‌فإن الظن له محبط للأعمال. فقال الرجل فرجت عني يا أمير المؤمنين فرج اللّه عنك.

و روى الطبرسي في الاحتجاج أنه دخل أبو حنيفة المدينة و معه عبد اللّه بن مسلم‌ فقال له يا أبا حنيفة إن هاهنا جعفر بن محمد من آل محمد فاذهب بنا نقتبس منه علما، فلما أتياه إذا هما بجماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه، فبينما هم كذلك إذ خرج‌ غلام حدث فقام الناس هيبة له فالتفت أبو حنيفة و قال يا ابن مسلم من هذا قال هذا موسى عليه السّلام ابنه، قال و اللّه لأجبهنه بين يدي شيعته، قال لن تقدر على ذلك، قال و اللّه‌ لأفعلن ثم التفت إلى موسى عليه السّلام فقال يا غلام أين يضع الغريب حاجته في بلدتكم هذه، قال عليه السّلام: يتوارى خلف الجدار، ويتوقى أعين الجار، وشطوط الأنهار، و مسقط الثمار، و لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها فحينئذ يضع حيث شاء. ثم قال يا غلام ممن ‌المعصية، قال عليه السّلام يا شيخ لا تخلو من ثلاث، إما أن تكون من اللّه و ليس من العبد شي‌ء للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله، و إما أن تكون من العبد و من اللّه و اللّه أقوى الشريكين ‌فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه، و إما أن تكون من العبد و ليس من اللّه‌ شي‌ء فإن شاء عفا و إن شاء عاقب. قال فأصابت أبا حنيفة سكتة كأنما ألقم فوه الحجر، قال‌ فقلت له ألم أقل لك لا تتعرض لأولاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و في ذلك يقول الشاعر:

لم نخل أفعالنا اللاتي نلام بها  *****  احدى ثلاث معان حين نأتيها

إما تفرد بارينا بصنعتها  *****  فيسقط اللوم عنا حين ننشيها

أو كان يشركنا فيها فيلحقه  *****  ما سوف يلحقنا من لائم فيها

أو لم يكن لإلهي في جنايتها  *****  ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها

و في الكافي و التوحيد عن الصادق عليه السّلام قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من زعم أن ‌اللّه تبارك و تعالى أمر بالسوء و الفحشاء فقد كذب على اللّه، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة اللّه فقد أخرج اللّه من سلطانه، و من زعم أن المعاصي بغير قوة اللّه فقد كذب على اللّه‌ ومن كذب على اللّه أدخله النار. يعني بالخير و الشر الصحة و المرض و ذلك قوله تعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء: 35].

و عنه عليه السّلام قال: لا جبر و لا تفويض و لكن أمر بين أمرين. قيل و ما أمر بين‌ أمرين، قال: مثل ذلك مثل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل لك ‌المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية. و في الصحيح عن الصادق عليه السّلام قال: إن الناس في القدر على ثلاثة أوجه، رجل‌ يزعم أن اللّه تعالى أجبر الناس على المعاصي فهذا قد ظلم اللّه في حكمه فهو كافر، ورجل‌ يزعم أن الأمر مفوض إليهم فهذا قد وهن اللّه في سلطانه فهو كافر و رجل يقول إن اللّه كلف ‌العباد ما يطيقون و لم يكلفهم ما لا يطيقون و إذا أحسن حمد اللّه و إذا أساء استغفر اللّه فهو مسلم بالغ.

 وعن الرضا عليه السّلام أنه ذكر عنده الجبر و التفويض فقال: ألا أعطيتكم في هذا أصلا

لا تختلفون فيه و لا تخاصمون عليه أحدا إلا كسرتموه. قيل إن رأيت ذلك، فقال عليه السّلام: إن اللّه عز و جل لم يطع بالإكراه و لم يعص بغلبة و لم يهمل العباد في ملكه، وهو المالك لما ملكهم و القادر على ما أقدرهم عليه، فإن ائتمر العباد بطاعة اللّه لم يكن اللّه عنها صادا و لا منها مانعا، وإن ائتمروا بمعصية فشاء أن يحول بينه و بين ذلك الفعل و إن لم يحل و فعلوه ‌فليس هو الذي أدخلهم فيه، ثم قال عليه السّلام من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من‌ خالفه. و في رسالة العسكري عليه السّلام إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض ما هو واف بهذا المعنى و في آخره قال الإمام بذلك، أخبر أمير المؤمنين عليه السّلام لما سأله‌ عباية بن ربعي الأسدي عن الاستطاعة، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: تملكها من دون اللّه‌ أو مع اللّه. فسكت عباية فقال له عليه السّلام :يا عباية قل. قال و ما أقول يا أمير المؤمنين، قال: تقول تملكها باللّه الذي يملكها من دونك، فإن يملّكها كان ذلك من عطائه، و إن ‌سلبها كان ذلك من بلائه، هو المالك لما ملّكك و المالك لما عليه أقدرك أما سمعت الناس ‌يسألون الحول و القوة حيث يقولون لا حول و لا قوة إلا باللّه. فقال الرجل و ما تأويلها يا أمير المؤمنين، قال: لا حول بنا عن معاصي اللّه إلا بعصمة اللّه، و لا قوة لنا على طاعة اللّه ‌إلا بعون اللّه. قال فوثب الرجل و قبل يديه و رجليه.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.