المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



لا تحاول ان تجعل اطفالك مثاليين  
  
2336   04:04 مساءً   التاريخ: 28-9-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص144-145
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 3190
التاريخ: 31-10-2020 2456
التاريخ: 2023-03-06 1291
التاريخ: 24-4-2017 2759

...اذا حاولت تنشئة طفلك بحيث يكون طفلا مثاليا فسوف تفشل، كما انك سوف تعرضه لقدر هائل من الضغوط ، كما نعلم نحن الاباء المتبعون لطرق التربية السلمية ، فانه من السهل ان ننجرف ونضع ابناءنا تحت كم هائل من الضغوط ، ونعلم كذلك ان هذا تصرف خاطئ الى اقصى حد .

ومن ذا الذي يرغب في طفل مثالي على أي حال ؟ والسؤال الاهم هو : من هو الطفل المثالي؟ لا يمكنني تخيل شيء كهذا؛ فكل طفل قابلته كان مثالي السلوك ولا يتخطى ويسعى لإرضاء والديه ومعلميه ويجتهد في المدرسة ويسلم واجباته في مواعيدها، كان طفلا معدوم الشخصية مملا الى اقصى حد.

اما الاطفال الذين اعجب بهم الى اقصى حد، الذين لهم شخصيات قوية دافئة، فدائما ما تجد اخطاء في سلوكهم؛ فجميعهم ميالون للاندفاع بصورة مبالغ فيها، او يثورون غضبا او لهم احساس بالدعاية قد يتجاوز الحد المعقول، او تنتابهم فترات من الكسل (يعوضونها بشكل ساخر). لقد عرفت اطفالا رائعين لا حصر لهم على مر السنين، وكلهم كبروا وصاروا شبابا بالغين ممتازين، لكن استطيع الجزم بانه لم يكن بينهم طفل مثالي. حمداً لله.

ليس من المفترض ان يكون الاطفال مجرد اشخاص بالغين صغار الحجم، ومن الطبيعي ان توجد بهم تلك الصفات السلبية، والتي من المفترض ان يتخلصوا منها عبر عملية التنشئة. فاذا صار طفلك مثاليا وهو في العاشرة من عمره فربما يجدر بك ان تجعله يترك المنزل ويشتغل رجل اعمال؛ فلقد افقدته الهدف من السنوات القليلة التالية. ان مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يكون فيها الطفل على حريته، وانا نفسي اعتقد انه من الافضل للطفل ان يتأخر في التخلص من عيوبه وخصاله السيئة. ومن الذي يريد ان يكون طفله راشدا ولم تلتمع في عينيه نظرة خبث ولو مرة واحدة، او يكون هادئا غير مندفع، او بلا أي احساس لاذع بالدعابة، او رغبة عارمة في المغامرة؟

ان الطفل المثالي الجدير بالتقدير والثناء هو الطفل الذي يتم تنشئته بحيث يكون قادرا على تكوين شخصيته المنفردة والتخلص من خصاله السيئة، وان يكون على قدر من التفهم بحيث لا يؤذي الاخرين من حوله اثناء فعل هذا. هذا هو أفضل ما نأمل، وهذا ينطبق على الكثير من الابناء، ولكم يسعدني قول هذا، وانا واثق من انه ليس بينهم مثالي واحد.

ان جميع الاطفال الذين أعجب بهم الى اقصى حد، والذين لهم شخصيات قوية دافئة، دائما ما تجد اخطاء في سلوكهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.