أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
1483
التاريخ: 2024-07-12
485
التاريخ: 2024-07-16
451
التاريخ: 2024-07-20
409
|
قال تعالى : {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } [يوسف : 50].
بعد أن عبّر يوسف الصديق للرسول رؤيا الملك ، ونصح كيف يستعدون لمواجهة السنين الشداد ، بعد هذا رجع الرسول إلى سيده بالتعبير والنصح ، واكتشف الملك ان وراء قول يوسف علما جما ، وإخلاصا صادقا ، فأحب ان يقربه إليه لينتفع بعلمه وإخلاصه ، وقال : ائتوني به ، واكتفى القرآن الكريم من هذه الحادثة بقول الملك لأن القارئ يستحضر منه سائر اللوازم التي لا تنفك عنه .
{ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ } ودعاه إلى حضرة الملك ( قالَ » - يوسف - {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } [يوسف : 50] . المراد بالرب هنا السيد . . رفض يوسف الخروج من السجن ، ولم يتهالك على الاستجابة لدعوة الملك - كما يفعل الكثير من المتّسمين بسمة الدين - بل لم يقم لها وزنا لأمور :
1 - ان المؤمن حقا لا يرى عظيما سوى اللَّه : ولا يبالي بشيء في سبيل اظهار الحق وإعلانه ، ومن أجل هذا رفض الصدّيق أن يخرج من السجن بالعفو والتفضل ، وأصر على إعلان الحق قبل كل شيء ، وصمم ان يصبر على السجن وألمه مدى الحياة ، أو يخرج منه مرفوع الرأس مبرأ من كل بهمة .
2 - أحب يوسف أن يجري التحقيق ويتم في غيبته ودون أن يتدخل هو فيه لأن ذلك أبلغ في نزاهته وبراءته ، وأدل على عظمته وحلمه وأناته .
3 - ان يوسف واثق من براءته ، ومطمئن بأن التحقيق سيكون في مصلحته ، وان عدم الاسراع إلى الخروج من السجن أدعى إلى ثقة الناس واستجابتهم لرسالته . .
بالإضافة إلى انه يقطع الطريق على من يتوسل بالتهمة إلى الطعن فيه عند الملك حين يقربه منه ، وعند غير الملك حين يدعوه إلى اللَّه والحق .
ورجع الرسول إلى الملك وأخبره بأن يوسف لا يخرج من السجن الا بعد التحقيق
في شأن التهمة التي سجن من أجلها ، فاهتم الملك ، وأحضر النسوة و {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف : 51] . . هذا اعتراف جازم قاطع لكل شبهة ، لأنه من الخصم بالذات . . حاشاه من السوء . .
انه لمن الصادقين . . وهكذا تتجلى الحقائق - وان طال بها الزمن - ويستسلم لها أهل الضلالة مرغمين ، حيث لا مجال للفرار والإنكار .
{ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف : 52]. اختلف المفسرون في هذه الآية ، فمن قائل انها من كلام يوسف (عليه السلام)، وان المعنى اني طلبت التحقيق مع النسوة ليعلم العزيز اني لم أخنه في زوجته حال غيابه . ومن قائل : ان الآية من كلام امرأة العزيز ، ونحن مع هذا القائل عملا بظاهر السياق من اتصال بعض الكلام ببعض ، وعليه يكون الضمير في لم أخنه ليوسف ، ومرادها بعدم خيانته انها لم تذكره بسوء مدة غيابه في السجن حتى هذه الساعة ، أما إحالتها الذنب عليه حين قالت لزوجها ما قالت فقد كان ذلك بحضور يوسف ، لا بغيابه { وأَنَّ اللَّهً لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ } بل يفضحهم ويهتك سترهم ، وينصر المؤمنين عليهم ، تماما كما فضح النسوة ، ونصر يوسف : { وأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الأَخْسَرِينَ} [الأنبياء : 70] .
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف : 53]. الإنسان حيوان عاقل ومتدين ، فهو بحيوانيته أو بنفسه الأمارة يميل إلى الشهوات والملذات ، لا يبالي بعقل ولا بدين ، وهو بدينه وعقله يرغم نفسه على الوقوف عند حدود الشرع والعقل إذا حاولت تجاوزها والانحراف عنها . . ومن أطلق العنان لنفسه تعمل ما تشتهي وتريد فهو حيوان في صورة إنسان ، بل الحيوان خير منه لأنه غير مسؤول عن شيء ، ولذا قال تعالى : {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان : 44] .
أجل ، قد يضعف الإنسان بعض الأحيان أمام نفسه وشهوته ، ولكن المؤمن العاقل يعود بعدها إلى رشده ، ويتوب من هفوته ، فيغفر له ، ويصفح عنه لأن اللَّه غفور رحيم .
وقوله تعالى : { إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي } معناه ان النفس ، آية نفس لا تسلم من العيوب الا نفسا عصمها اللَّه من الخطايا والذنوب كنفوس الأنبياء والأئمة الأطهار . . والمهم ان لا يصر المذنب على ذنبه ويعرض أبدا عن ربه . قال الإمام علي (عليه السلام) : أشد الذنوب ما استهان به صاحبه . أي أصر عليه ، ولم يستغفر اللَّه منه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|