أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 2024-07-14
![]()
التاريخ: 2024-07-14
![]() |
قال تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [يوسف: 18]
}سَوَّلَتْ{ سَهَّلَت، مِن السَّولِ؛ وَهوَ الإِستِرخَاءُ في الأَمرِ، وَمِنهُ قَولُهُ تعَالَى:
}بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَميلٌ{ أَي: سَهَّلَت: }لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرَاً{ عَظِیمَاً ارتَکَبتُمُوهُ مِن یُوسُف، وَهَوَّنتُهُ في أَعیُنَکُم }فَصَبْرٌ جَمِيلٌ{ فَاَمرِي صَبرٌ جَمِیلٌ، أَو: فَصَبرٌ جَمِیلٌ أَمثَلُ وَأَحسَنُ وَاَولَى مِنَ الجَزَعِ الَّذِي لَا یُغنِي شَیئاً، وَفِي الحَدِیثِ: (إِنَّ الصَّبرَ الجَمِیل هُوَ الَّذِي لَا شَکوَى فِیهِ إِلَى الخَلقِ) [1].
رُوِي: إِنَّهُم ذَبَحُوا سَخلَةً، وَجَعَلُوا دَمَهَا عَلَى قَمِیصِهِ، وَقِیلَ: ظَبیَاً، وَلَم یُمَزِّقُوا ثَوبَهُ، وَلَم یَخطُر بِبَالَهُم أَنَّ الذِّئبَ إِذَا أَکَلَ إِنسَانَاً، فَإِنَّهُ یُمَزِّقَ ثَوبَهُ، وَقِیلَ: إِنَّ یَعقُوبَ(عليه السلام) قَالَ: أَرُونِي القَمِیصَ؟ فَأَرَوهُ إِیَّاهُ، فَقَالَ لـمَّا رَأى القَمِیصَ صَحِیحَاً: یَا بَنِيِّ، وَاللَّـهِ مَا رَأَیتُ کَالیَومَ ذِئبَاً أَحلَمُ مِن هَذَا! أَکَلَ إِبنِي، وَلَم یُمَزِّقَ قَمِیصَهُ [2].
وَرُوِي: أَنَّهُ أَلقَى ثَوبَهُ عَلَى وَجهِهِ، وَقَالَ: یَا یُوسُف، لَقَد أَکَلَكَ ذِئبٌ رَحِیمٌ، أَکَلَ لَحمَكَ، وَلَم یَشُقَّ قَمِیصُكَ؟! [3]
وَقِیلَ: إِنَّهُ کَانَ في قَمِیصِ یُوسُف ثَلَاثُ آیَاتٍ؛ حِینَ: }قُدَّ مِن دُبُرٍ{ [4] وَحِینَ أُلقِي عَلَى وَجهِ أَبِیهِ فَارتَدَّ بَصِیرَاً، وَحِینَ }وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ{ فَتَنَبَّهَ یَعقُوبُ: أَنَّ الذِّئبَ لَو أَکَلَهُ لَخَرَقَ قَمِیصَهُ [5].
وَقِیلَ: إِنَّهُ لـمَّا قَالَ لَهُم یَعقُوبُ ذَلِكَ، قَالُوا: بَل قَتَلَهُ اللُّصُوصُ، فَقَالَ: کَیفَ قَتَلوهُ وَتَرکُوا قَمِیصَهُ، وَهُم إِلَى قَمِیصِهِ أَحوَجُ مِنهُ إِلى قَتلِهِ؟! [6].
وَقِيلَ: إِنَّ البَلَاءَ نَزَلَ بِیَعقُوبَ عَلَى کِبرِه، وَبِیُوسُفَ عَلَى صِغَرِهِ بِلَا ذَنبٍ کَانَ مِنهُمَا، وَکُلُّ ذَلِكَ إِختِبَارٌ [7].
}وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ{ أَي: أَستَعِينُ عَلَى دَفعِ مَا تَصِفُونَ، أَو: بِهِ أَستَعِینُ عَلَى تَحَمُّلِ مَرَارَة الصَّبرِ عَلَیهِ، وَهوَ عَلَى إِحتِمَالِ مَا تَصِفُونَهُ مِن هَلَاكِ یُوسُف [8].
قَالَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه واله وسلم): (أُعطِي يُوسُفُ شَطرَ الحُسنِ، وَالنِّصفُ الآخَرَ لِسَائرِ النَّاسِ) [9].
وَقَالَ كَعبُ الأَحبَارِ: كَانَ يُوسُف حَسَنُ الوَجهِ، جَعدُ الشَّعرِ، ضَخمُ العَينِ، مُستَوِي الخَلقِ، أَبيَضُ اللَّونِ، غَلِيظُ السَّاقَينِ وَالعَضُدَينِ، خَمِيصُ البَطنِ، صَغِيرُ السُّرَّةِ، وَكَانَ إِذَا تَبَسَّمً رَأَيتَ النُّورَ في ضَوَاحِكهِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ رَأَيتَ في كَلَامِهِ شُعَاعَ النُّورِ يَلتَهِبُ عَن ثَنَايَاه، وَلَا يَستَطِيعُ أَحَدٌ وَصفَهُ، وَكَانَ حُسنُهُ كَضَوءِ النَّهَارِ عِندَ اللَّيلِ، وَكَانَ يَشبَهُ آدَم يَومَ خَلَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَصَوَّرَهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ قَبلَ أَن يُصِيبَ المَعصِيَة، وَيُقَالُ: إِنَّهُ وَرِثَ ذَلِكَ الجَمَال مِن جَدَّتهِ سَارَة زَوجَة إِبرَاهِیم، وَكَانَت أُعطِيَت سُدسَ الحُسنِ[10].
[1] الكشاف عن حقائق التنزيل، الزمخشري: 2/308.
[2] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/374.
[3] نور الثقلين، الحويزي: 2/417ح 29.
[4] يوسف: 27.
[5] زبدة التفاسير، الكاشاني: 3/349.
[6] تفسير الرازي: 18/103.
[7] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/375.
[8] مقتنيات الدرر، الحائري: 6/11.
[9] الكشف والبيان، الثعلبي: 5/204.
[10] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/378.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|