أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2017
2620
التاريخ: 13-2-2017
4585
التاريخ: 14-2-2017
5957
التاريخ: 10-2-2017
6391
|
قال تعالى : {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء : 87] .
{الله لا إله إلا هو} قد مر تفسيره {ليجمعنكم إلى يوم القيامة} : أي ليبعثنكم من بعد مماتكم ، ويحشرنكم جميعا إلى موقف الحساب ، الذي يقضي فيه بين أهل الطاعة والمعصية . وقال الزجاج ، معناه : ليجمعنكم في الموت وفي قبوركم . {لا ريب فيه} : أي لا شك في هذا القول ، وإنما سمي يوم القيامة ، لان الناس يقومون فيه من قبورهم . وفي التنزيل {يوم يقول الناس لرب العالمين} {ومن أصدق من الله حديثا} : أي موعدا لا خلف لوعده . وقيل معناه : لا أحد أصدق من الله في الخبر الذي يخبر به .
______________________
1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 149 .
طرق متنوعة لإثبات المعاد :
اهتم الإسلام اهتماما بالغا بالدعائم الأولى للإسلام ، وإثباتها بشتى الأساليب ، وهذه الدعائم هي : الإيمان باللَّه ، والرسول ، واليوم الآخر . . وفي المجلد الأول عقدنا لكل واحد من هذه الثلاثة فصلا مستقلا ، تكلمنا عن الأول بعنوان التوحيد عند تفسير الآية 21 من سورة البقرة ، المجلد الأول ص 59 ، وعن الثاني بعنوان : فأتوا بسورة من مثله عند تفسير الآية 23 ص 64 ، وعن الثالث بعنوان كيف تكفرون باللَّه عند تفسير الآية 28 ص 74 . ومن تتبع آي الذكر الحكيم الواردة في البعث والحشر يجدها على أنواع ، منها :
1 - مجرد أخبار عن وقوع يوم القيامة : {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّماواتُ وبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم : 48] .
2 - أخبار مع تأكيد الوقوع بالقسم ونفي الريب ، كهذه الآية : { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ } . أي واللَّه ليجمعنكم .
3 - الاستدلال على إمكان المعاد بخلق السماوات والأرض . . {أَولَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهً الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ ولَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف : 33 ] . وأوضح تفسير لهذه الآية قول من قال : « ومن ركب البحر استقل السواقيا » .
4 - الاستدلال بخلق النبات : { واللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ} [فاطر : 9] .
5 - الاستدلال بخلق النشأة الأولى للإنسان : { فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الإسراء : 51 ] .
6 - الاستدلال بالمشاهدة والعيان ، من ذلك ان اللَّه سبحانه أمات جماعة من بني إسرائيل ثم أحياهم : {وإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهً جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ، وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : 56 ] .
وأحيا الرجل الإسرائيلي بعد قتله : { فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى ويُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 73 ] .
وأيضا أحيا عزيرا بعد موته : { فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ } [البقرة : 259} .
وأيضا أحيا طيور إبراهيم الأربعة بعد أن قطعها أجزاء : { قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً } [البقرة : 260 ] .
وأحيا أهل الكهف بعد أن أماتهم 309 سنوات : { وكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ } [الكهف : 19 } .
وصدق اللَّه العظيم : { ولَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الزمر : 27 } .
وهل يتذكر جاهل يقيس من لا يعجزه شيء على من لا يقدر على شيء ؟
وكيف يؤمن المنافق بيوم يعز الصادقين ، ويذل المنافقين ؟ ولا أدري أي ضرر على المجتمع أو الأفراد من الإيمان بيوم يميز اللَّه فيه الخبيث من الطيب ، وبمحكمة يتساوى فيها الجميع أمام الحق والعدالة ؟ .
___________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 396-497 .
قوله تعالى : { اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ } (إلخ) معنى الآية ظاهر ، وهي بمنزلة التعليل لما تشتمل عليه الآيتان السابقتان من المضمون كأنه قيل : خذوا بما كلفكم الله في أمر الشفاعة الحسنة والسيئة ، ولا تبطلوا تحية من يحييكم بالإعراض والرد فإن أمامكم يوما يجمعكم الله فيه ويجازيكم على إجابة ما دعاكم إليه ورده .
______________________
1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 27 .
جاءت هذه الآية مكملة لما سبقتها ومقدمة لما تليها من آيات ، فالآية السابقة بعد أن أمرت بردّ التحية قالت : {إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} .
والآية موضوع البحث تشير إلى قضية غيبية مهمّة هي قضية يوم البعث والحساب ، حيث محكمة العدل الإلهية العامّة للبشر أجمعين ، وتقرنها بمسألة التوحيد الذي هو ركن آخر من أركان الإيمان {اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ} .
وعبارة {لَيَجْمَعَنَّكُمْ} تدلّ على الشمولية لكل البشر من أوّلهم حتى آخرهم، حيث سيجمعون «كلّهم» في يوم واحد هو يوم الحشر والقيامة.
وفي موضع آخر من القرآن (الآيتان ٩٣ و ٩٤ من سورة مريم) أشير أيضا إلى هذه الحقيقة ... حقيقة بعث جميع عباد الله ـ من سكن منهم على هذه الكرة الأرضية أو على كرات أخرى ـ في يوم واحد.
وعبارة {لا رَيْبَ فِيهِ} الواردة في الآية وفي آيات أخرى ، إنّما هي إشارة إلى الأدلة القطعية البديهية على وقوع يوم القيامة ، مثل دليل «قانون التكامل» و«حكمة الخلق» و«قانون العدل الإلهي» ، المذكورة بالتفصيل في مبحث المعاد .
وتؤكد الآية في نهايتها على حقيقة أنّ الله هو أصدق الصادقين : {مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً} من هنا لا يجوز أن يساور أحد الشك فيما يعد به الله من بعث ونشور وغيره من الوعود ، فالكذب لا يصدر إلّا عن جهل أو ضعف وحاجة ، والله أعلم العالمين ، وإليه سبحانه يحتاج العباد دون أن يحتاج هو إلى أحد مطلقا ، فهو منزّه عن صفات الجهل والضعف والعجز ، ولذلك فهو أصدق الصادقين ، بل إن الكذب بالنسبة إلى الله تعالى لا مفهوم له إطلاقا .
______________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص238 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|