أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1222
التاريخ: 2024-08-12
268
التاريخ: 2024-09-02
225
التاريخ: 18-11-2014
1329
|
قال تعالى : {لَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ } [المائدة : 64].
إن كلمة الحرب وضعت أول ما وضعت للقتال ، واستعملت في هذا المعنى قرونا طوالا ، وبمرور الزمن تطورت ، حتى أصبحت تدل الآن على ضد السلم والأمن والرخاء ، فأي بلد يخشى على نفسه من احتلال دولة أقوى منه ، أو ارتفعت أسعار المعيشة فيه لقتال في بلد من البلدان فهو في حالة حرب ، وإن لم تسل الدماء على أرضه ، لأنه قد تأثر بذاك القتال ، وأفقده الكثير من أمنه وراحته .
وبعد هذه الإشارة نتساءل : هل المراد بالحرب في الآية خصوص القتال أو ما يشمل الأمن والرخاء ؟ ثم إذا كان المقصود هم اليهود كما قال المفسرون فبماذا يجاب عن حرب 5 حزيران سنة 1967 التي أوقد اليهود نارها ، ولم تخمد ، حتى الآن ؟
الجواب : أما كلمة الحرب في الآية فإن المراد منها خصوص القتال ، لأن هذه الكلمة لم تحمل غير هذا المعنى يومذاك . أما حرب 5 حزيران فنجيب عنها بما يلي :
1 - اتفق المفسرون على أن المراد باليهود خصوص من كان يهم بالكيد لرسول اللَّه والمسلمين ، فقد جاء في كتب السيرة النبوية إن يهود المدينة تحالفوا مع المشركين ضد النبي وصحابته ، وأن منهم من سعى لتحريض الروم عليهم ، كما ان بعضهم كان يؤوي أعداءهم ويساعدهم .
2 - لو سلمنا - جدلا - ان المراد كل اليهود في كل عصر أخذا بظاهر العموم فان حادثة 5 حزيران لم تكن حربا بالمعنى المعروف لهذه الكلمة ، وإنما كانت اغتيالا وغدر جبان ، فحتى ليلة الغدر كانت تؤكد إسرائيل وواشنطن انهما لم تبدءا بالهجوم ، بل وبعد الغدر أذاعت إسرائيل ان العرب هم البادئون ، ثم ظهرت الحقيقة . . على أن حرب 5 حزيران لم تكن بين العرب واليهود ، وإنما كانت في واقعها بين العرب والولايات المتحدة ، فهي مهندس العدوان ، والآمر به ، ومصدر السلاح والمال ، وصانع الخديعة السياسية ، والمحامي والحارس ، أما إسرائيل فقد مثلت دور الجندي المطيع .
قال مؤلفو كتاب اطلاق الحمامة الذي أشرنا إليه منذ قريب [ج3 ، ص90] : « نشرت الصحف الفرنسية وألمانيا الغربية أن المخابرات الأمريكية سلمت إسرائيل قبل العدوان كل ما تجمع لديها من معلومات بالإضافة إلى الدوسية الخاصة بالشرق الأوسط لدى قيادة الحلف الأطلسي . . وان الذي أصدر الأمر لإسرائيل بالهجوم على العرب باسم الرئيس جونسون هو مستشاره اليهودي الصهيوني « والت روستو » . . وكان الأميرال الأميركي يحمل في جيبه أمرا بتنفيذ الاستعداد للقتال في جميع الوحدات الخاضعة له . . أما عملية ليبرتي سفينة التجسس فقد كانت مدبرة بين الأميركيين والإسرائيليين » .
3 - ان نار الحرب التي أوقدتها واشنطن أو عميلتها إسرائيل قد أخمدها اللَّه ما في ذلك ريب . . فلقد اعترف الذين أوقدوها أكثر من مرات ، وأعلنوا بالصحف والإذاعات انها لم تحقق الهدف المطلوب منها ، وهو ضرب القيادة التحررية للعرب ، واستسلامهم دون قيد وشرط ، وبالتالي حل مشكلة إسرائيل من الناحية السياسية . . وفي الوقت نفسه كانت حادثة 5 حزيران امتحانا قاسيا للعرب ، وتأكيدا لضرورة الإصلاح الجذري ، وتنبيها لهم إلى أصدقائهم وأعدائهم . .
ولو لم يكن لتلك الحادثة من فائدة إلا افتضاح المتآمرين على بلادهم وأمتهم لكفى .
( ويسعون - أي اليهود - في الأرض فسادا ) . لأن أهدافهم الأثيمة محال أن تتحقق إلا بالتخريب وإثارة الفتن ، وقد صرح المسؤولون في إسرائيل ان بقاء دولتهم وحياتها رهن بالخلافات القائمة بين زعماء العرب . . فهل من مذكر ؟
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة : 64] . ومن ثم تكون عاقبتهم إلى وبال ، وإن طال الزمن .
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [المائدة : 65]. هذه دعوة من اللَّه سبحانه لليهود والنصارى أن يتوبوا ويدخلوا في الإسلام ، وإن استجابوا لدعوته صفح عن جميع ذنوبهم ، وإن عظمت ، لأن الإسلام يجبّ ما قبله ، كما جاء في الحديث ، وان اتقوا بعد إسلامهم أدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|