المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



لا يوجد طريق او علامة لمعرفة الإمام  
  
1650   10:26 صباحاً   التاريخ: 17-11-2016
المؤلف : السيد سامي البدري
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود
الجزء والصفحة : ج2 , ص 174 - 185
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / إمامة الائمـــــــة الاثني عشر /

الجواب :        

[ يمكن ان نستدل على الامام عن طريق ] النص من خلال روايات عدة عن الأئمة (عليهم السلام) ان الإمام اللاحق يُعرَف بالنص من الإمام السابق وحين يدعي مدع‏ الإمامة في قبال المنصوص عليه أو حين يخفى النص على البعض فهناك علامات ترشد إلى الواقع كما في الروايات التالية :

روى الكافي عن أبي بصير قال:" قلت لابي الحسن (عليه السلام) جعلت فداك بم يعرف الإمام؟ قال فقال بخصال :

اما أولها فانه بشي‏ء قد تقدم من أبيه فيه بإشارة لتكون عليهم حجة.

ويُسأل فيجيب، و ان سُكِتَ عنه ابتدأ.

ويخبر بما في غد و يكلم الناس بكل لسان.

ثمّ قال لي: يا أبا محمد أعطيك علامة قبل ان تقوم، فلم البث ان دخل علينا رجل من أهل خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فاجابه أبو الحسن (عليه السلام) بالفارسية فقال له الخراساني و الله جعلت فداك ما منعني ان أكلمك بالخراسانية، غير أني ظننت انك لا تحسنها فقال: سبحان الله إذا كنت لا احسن أجيبك فما فضلي عليك.

ثمّ قال: يا أبا محمد ان الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس و لا طير و لا بهيمة و لا شي‏ء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام‏ (1).

2. شرح الرواية:

قوله (عليه السلام) (اما أولها فانه بشي‏ء قد تقدم من أبيه فيه بإشارة منه إليه لتكون عليهم حجة).

يريد بهذا الشي‏ء المتقدم من الامام الاب هو النص بالإمامة، أو يريد الوصية الظاهرة التي قد يشرك فيها معه آخرون و هذا الاخير هو الأرجح، لان النص بالإمامة لا يحتاج معه إلى شي‏ء من العلامات الأخرى، و يدل على هذا الرجحان عدة روايات.

منها ما رواه الكليني في الكافي عن عبد الأعلى قال، قال الباقر (عليه السلام) يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره: هو أولى الناس بالذي قبله، و هو وصيه، و عنده سلاح رسول الله (صلى الله عليه واله) .. ثمّ دعا بشهود أربعة كتب وصيته إلى ولده جعفر (عليه السلام) و سأله جعفر عن علة الوصية فقال له (عليه السلام): اني كرهت ان تغلب و ان يقال انه لم يوص فأردت ان تكون لك حجة فهو الذي إذا قدم الرجل البلد قال: من وصي فلان قيل فلان قلت (أي عبد الأعلى) فان أشرك في الوصية قال تسألونه فانه سيبين لكم‏ (2).

ورواية الكليني أيضا عن هشام بن سالم قال:

" كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله (عليه السلام) أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر انه صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس عنده و ذلك انهم رووا عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ان الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة، فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه إياه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟

فقال: في مائتين خمسة.

فقلنا: ففي مائة؟

فقال: درهمان ونصف.

فقلنا: و الله ما تقول المرجئة هذا.

قال: فرفع يده إلى السماء فقال: و الله ما ادري ما تقول المرجئة.

قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا و أبو جعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين تتوجه و لا من نقصد و نقول: إلى المرجئة، إلى القدرية، إلى‏ الزيدية، إلى المعتزلة، إلى الخوارج، فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا اعرفه، يومي إليَّ بيده فخفت ان يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر (عليه السلام) عليه، فيضربون عنقه، فخفت ان يكون منهم.

فقلت للأحول: تنح فإني خائف على نفسي و عليك، و انما يريدني لا يريدك، فتنح عني لا تهلك و تعين على نفسك، فتنحّ غير بعيد و تبعت الشيخ و ذلك اني ظننت اني لا اقدر على التخلص منه، فما زلت اتبعه و قد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن (عليه السلام) ثمّ خلاني و مضى.

فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله، فدخلت فإذا أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقال لي ابتداء منه:

لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى الزيدية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الخوارج إليَّ إليَّ.

فقلت جعلت فداك مضى أبوك؟

قال: نعم.

قلت: مضى موتا؟

قال نعم.

قلت: فمن لنا من بعده.

فقال: ان شاء الله ان يهديك هداك.

قلت جعلت فداك ان عبد الله يزعم انه من بعد أبيه؟

قال: يريد عبد الله ان لا يعبد الله.

قال: قلت: جعلت فداك فأنت هو؟

قال: لا ما أقول ذلك‏ (3).

قال: فقلت في نفسي لم اصب طريق المسألة.

ثمّ قلت له: جعلت فداك عليك إمام؟

قال: لا.

فداخلني شي‏ء لا يعلم إلا الله عز و جل إعظاما له وهيبة اكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه، ثمّ قلت له: جعلت فداك أسألك عما كنت اسأل أباك؟

فقال: سل تخبر و لا تذع فان أذعت فهو الذبح.

فسألته، فإذا هو بحر لا ينزف.

قلت: جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال، فألقي إليهم و أدعوهم إليك، و قد أخذت عليَّ الكتمان؟

قال: من أنست منه رشدا فالق إليه و خذ عليه الكتمان، فإن أذاعوا فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه.

قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول.

فقال لي: ما وراءك؟

قلت: الهدى، فحدثته بالقصة.

قال: ثمّ لقينا الفضيل و أبا بصير، فدخلا عليه و سمعا كلامه، وساءلاه و قطعا عليه بالإمامة.

ثمّ لقينا الناس أفواجا، فكل من دخل عليه قطع، إلا طائفة عمار (4) وأصحابه، و بقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل من الناس.

فلما رأى ذلك قال: ما حال الناس؟ فاخبر ان هشاما صد عنك الناس قال هشام: فاقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني‏ (5) .

ورواية الكليني ايضا عن محمد بن أبي نصر قال:" قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إذا مات الإمام بم يعرف الذي بعده؟ فقال: للإمام علامات منها ان يكون اكبر ولد أبيه، و يكون فيه الفضل و الوصية، و يقدم الركب فيقول إلى من أوصى فلان فيقال إلى فلان.، و السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، و تكون الإمامة مع السلاح حيثما كان‏ (6).

قوله (عليه السلام) (ان يكون اكبر ولد أبيه).

قال المجلسي (رح):" ان هذه العلامة بعد الحسين (عليه السلام) و مع ذلك مقيدة بما إذا لم يكن في الكبير عاهة، أي بدنية فان الإمام مبرأ من نقص في الخلقة يوجب شينه، أو دينية كعبد الله الافطح فانه كان بعد أبي عبد الله (عليه السلام) اكبر ولده لكن كان فيه عاهتان الأولى انه افطح‏  الرجلين أي عريضهما، و الثاني انه كان جاهلا بل قيل فاسد المذهب، قال المفيد في الإرشاد (و كان أي الافطح متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد و يقال انه كان يخالط الحشوية و يميل إلى مذاهب المرجئة)" (7) .

اقول: وهذه العلامة (أي كون الامام اكبر ولد ابيه) لا تكون بعد الرضا (عليه السلام) مقيدة بالقيد الذي اشار اليه الصادق (عليه السلام) و من هنا فإن الرضا (عليه السلام) لم يذكره في حديثه لانه يتحدث عن علامة الامام من بعده.

وقوله (عليه السلام) (و يكون فيه الفضل).

أي يكون أشبه أولاد أبيه بسيرته كما في رواية الكليني عن عبد الأعلى قال لأبي عبد الله (عليه السلام):" المتوثب على هذا الأمر المدعي له ما الحجة عليه؟ قال يسأل عن الحلال والحرام، قال ثمّ اقبل علي‏ فقال : ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر:

ان يكون أولى الناس بمن كان قبله.

ويكون عنده السلاح.

ويكون صاحب الوصية الظاهرة (8) التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة و الصبيان إلى من أوصى فلان فيقولون إلى فلان بن فلان" (9).

وروايته أيضا عن هشام بن سالم و حفص بن البختري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:" قيل له بأي شي‏ء يعرف الإمام؟ قال: بالوصية الظاهرة، و بالفضل، ان الإمام لا يستطيع أحد ان يطعن عليه في فم و لا بطن و لا فرج فيقال كذاب و يأكل أموال الناس و ما أشبه هذا" (10).

وروايته ايضا الكليني أيضا عن احمد بن عمر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:" سألته عن الدلالة على صاحب هذا الأمر؟ فقال: الدلالة عليه الكبر، و الفضل، و الوصية إذا قدم الركب المدينة فقالوا إلى من أوصى فلان قيل فلان بن فلان، و دوروا مع السلاح حيثما دار فأما المسائل فليس فيها حجة" (11).

وقوله (عليه السلام): (و دوروا مع السلاح حيثما دار).

لعله إشارة إلى الولد الأكبر الذي يحبى بسلاح أبيه بعد وفاته‏ (12). و هذه العلامة كانت مقيدة بعد الصادق (عليه السلام) بقوله (الأكبر ما لم تكن به عاهة) إلا أنها صارت مطلقة بعد الرضا (عليه السلام).

قوله (عليه السلام) (فأما المسائل فليس فيها حجة).

قال المجلسي (رح):" أي للعوام و ذلك لان هذه العلامة إنما هي للعلماء والخواص" (13).

قوله (عليه السلام) (و يخبر بما في غد و يكلم الناس بكل لسان .. ان الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس و لا طير و لا بهيمة و لا شي‏ء فيه روح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام).

ان هذا القول يشير إلى انهم (عليهم السلام) قد أيدهم الله تعالى بما أيد به أنبياءه و رسله من خوارق العادات يظهر ذلك منهم على قدر ما يفتح‏  الطريق لهداية الأفراد كما وردت الأخبار الكثيرة بذلك أو لهداية المجتمع ككل كما يحصل من المهدي (عجل الله فرجه) عند ظهوره إذ ان تشخيص كونه محمد بن الحسن العسكري المولود سنه 255 هـ بحاجة إلى معاجز تظهر على يديه و بغير ذلك فان الطريق يبقى مفتوحا لكل مدع للمهدوية.

_________________

(1) ج 285: 1 الحديث رقم 7. 1.

(2) ج 376: 1 الحديث رقم 2. 1.

(3) قوله(عليه السلام) ( لا ما اقول ذلك) قال المازندراني في شرحه ج 278: 6: أي قال(عليه السلام) لست انا هو من عندي، ما اقول ذلك من قبلي بل انا هو من عند الله و عند رسوله و لما كان هذا الجواب غير صريح في المطلوب بل هو ظاهر في غيره لجأ السائل الى طريق آخر).

(4) هو عمار بن موسى الساباطي و هو و اصحابه فطحية( المازندراني).

(5) ج 351: 1 الحديث رقم 7.

(6) الكافي ج 284: 1 الحديث 1.

(7) مرآة العقول ج 207: 3 شرح الحديث رقم 7 و في الفصول المختارة للشيخ المفيد: 352 ان عبد الله كان يذهب مذاهب المرجئة الذين يقعون في علي(عليه السلام) و عثمان و ان ابا عبد الله(عليه السلام) قال و قد خرج من عنده عبد الله( هذا مرجئ كبير) و قال الصدوق في اعتقاداته قال الصادق في ابنه عبد الله انه ليس على شي‏ء مما انتم عليه و اني ابرأ منه( قاموس الرجال ترجمة عبد الله الافطح).

(8) قال المجلسي( رح) في مرآة العقول ج 205: 3 المراد بالوصية هنا ليست الوصية بالإمامة بل مطلق الوصية.

(9) الكافي ج 285: 1 الحديث 2.

(10) الكافي ج 284: 1 الحديث 3.

(11) الكافي ج 285: 1 الحديث 5.

(12) انظر وسائل الشيعة كتاب الارث باب ما يحيى به الولد الذكر الاكبر من تركه ابيه دون غيره.

(13) مرآة العقول ج 205: 3 206 بشرح الحديث رقم 2: و رقم 3.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.