محتوي منهج البحث الجغرافي :

يرى وتني ان المنهج البحث الجغرافي يرتبط بالعمليات العقلية نفسها اللازمة من اجل حل مشكلة من المشكلات الواقع الجغرافي، وهذه العمليات تتضمن وصف الظاهرة او الظواهر المتعلقة بحل المشكلة بما يشمله هذا الوصف من المقارنة والتحليل والتفسير للبيانات والمعلومات المتوفرة، كما ينبغي التعرف على المراحل التاريخية للظاهر, والتنبؤ بما يمكن ان تكون عليه الظاهرة في المستقبل، وقد يستعين الباحث بالتجربة لضبط المتغيرات المتباينة، ومنذ القدم فقد استخدم الإنسان منهجين عقليين، هما :

التفكير القياسي: ويسمى احياناً بالتفكير الاستنباطي، استخدم الإنسان هذا المنهج ليتحقق من صدق معرفة جديدة بقياسها على معرفة سابقة، وذلك من خلال افتراض صحة المعرفة السابقة، فإيجاد علاقة بين معرفة قديمة ومعرفة جديدة أستخدم في عملية القياس، فالمعرفة السابقة تسمى مقدمة والمعرفة اللاحقة تسمى نتيجة، وهكذا فإن صحة النتائج تستلزم بالضرورة صحة المقدمات، فالتفكير القياسي منهج قديم استخدمه الإنسان ولا يزال يستخدمه في حل مشكلاته اليومية.

التفكير الاستقرائي: استخدم الإنسان أيضاً هذا المنهج ليتحقق من صدق المعرفة الجزئية بالاعتماد على الملاحظة والتجربة الحسية ، فنتيجة لتكرار حصول الإنسان على نفس النتائج فانه يعمد إلى تكوين تعميمات ونتائج عامة، فإذا استطاع الإنسان أن يحصر كل الحالات الفردية في فئة معينة ويتحقق من صحتها بالخبرة المباشرة نتعن طريق الحواس فإنه يصون قد قام باستقراء تام وحصل على معرفة يقينية يستطيع تعميمها دون شك إلاً انه في العادة لا يستطيع ذلك بل يكتفي بملاحظة عدد من الحالات على شكل عينة ممثلة ويستخلص منها نتيجة عامة يفترض انطباقها على بقية الحالات المشابهة وهذا هو الاستقراء الناقص الذي يودي إلى حسوله على معرفة احتمالية ، وهي ما يقبلها الباحثون على أنها تقريب للواقع.