أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-15
447
التاريخ: 25-1-2017
2434
التاريخ: 7-5-2021
2936
التاريخ: 26-8-2018
4122
|
حياة العرب قبل الاسلام:
عاش العرب في شبه الجزيرة العربية وهي موطنهم الأصلي ومنها بدأت الهجرة إلى بقية أنحاء الوطن العربي ومنها العراق وبلاد الشام والمغرب العربي .
أن وفرة العوامل التي تساعد على الزراعة في أرض الوطن العربي من خصوبة الارض ووفرة المياه جعلت الانسان العربي أول أنسان في العالم يتعلم الزراعة وتربية الحيوانات وبناء القرى والمدن المهمة وبناء الدول وانشاء أولى الحضارات على ضفاف الانهار وكذلك تأسيس الدول والحضارات مثل السومرية، الأكدية، الآشورية، البابلية في العراق والكنعانية والفينيقية في بلاد الشام وبناء الحضارة المصرية في بلاد وادي النيل وحضارات أخرى في بلاد المغرب كما ظهرت دول وحضارة في جنوب الجزيرة العربية قبل الاسلام مثل الدولة ( المعينية والسبئية والحميرية )(1) في بلاد اليمن ودولة المناذرة(2) في بلاد العراق والغساسنة(3) والانباط وتدمر في بلاد الشام وكندة(4) في وسط شبه جزيرة العرب .
أن ظهور هذه الدول العربية قبل الاسلام دليل واضح على تقدمهم وثقافتهم وخبرتهم في الحياة ولما كان موقع الوطن العربي بين الدول المجاورة ( الفارسية والرومية ) جعل هذه الدول تطمع فيه وتحاول السيطرة على خيراته وثرواته والتقليل من شأن العرب وتدمير هذه المنطقة بنزولهم فيها لكي لا يبقى أي أثر لهذه الامة ، ولقد تم استعمال اساليب الاضطهاد والاستغلال كافة ضد العرب ,وأشتهر العرب أيضا بالتجارة وهي مهنة متقدمة لا يفلح بها إلا من كان ذا خبرة ودراية وعلم بـأحوال المجتمعات وما تحتاج إليه كي تتم عملية البيع والشراء(5) وتحقيق الربح وأن تعابير التجارة وردت بكثرة في القرآن الكريم كالحساب والميزان والقسطاط والذرة والمثقال والقرض وكانوا أيضا يستخدمون الادلاء في الطرق ، وقاموا بالمعاهدات التجارية وسميت بالإيلاف(6) وكانت تجارتهم تصل إلى بلاد العراق والشام في بداية الامر وكذلك الحبشة(7) واستفادوا من التجارة البحرية أيضا .
وكان العرب يمارسون (الديمقراطية) قبل أن يعرفها الغرب ، وذلك من خلال مجلس القبيلة فقد كانوا يناقشون فيه أمور القبيلة ودار الندوة(8) الذي تزعمه قصي جد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان يجتمع فيه الملأ (9) ويتخذون القرارات في حالة السلم والحرب ، وقسموا الاعمال فيما بينهم خدمة للزائر الذي كان يحج مكة المكرمة ومنها (الاجازة والإفاضة ، النسئ، الحجابة ، وعمارة المسجد الحرام ، السقاية ، الرفادة )(10) وبعض الوظائف العسكرية مثل اللواء، والقيادة ،والاعنة .
وشعور المجتمع بنصرة المظلوم الذي لا يجد له من ينصره أو يسانده فتم عقد حلف الفضول(11) لمناصرة هؤلاء الناس وأخذ حقوقهم من الأخرين.
العلوم عند العرب :
كانت للعرب معارف عديدة في كثير من العلوم ومنها التطبيب وكان طبهم مستمد من تجاربهم اليومية ومن المعلومات التي تناقلوها من القدماء وكانوا يؤمنون بوجود الارواح لذا كانوا يعالجون بالرقي وتلاوة العزائم لأصنامهم وتقديم القرابين لهم وكانوا يعالجون أيضا بأعشاب البادية والاشربة وكذلك المعالجة بالجراحة والحجامة والفصد والقطع والكي بالنار وكانوا يمنعون المريض عن الطعام لاعتقادهم أن معظم الامراض سببها فساد الطعام في المعدة وقولهم المشهور ( المعدة بيت الداء) علاجها بالحمية وأشهر من برز في هذا المجال الحارث بن كلدة المتوفي سنة 13 هـ . وكذلك كان هناك أطباء يتجولون ويعالجون الخيل والجمال وسائر الحيوانات المألوفة وأهتموا أيضا بالرياضيات واستعملوا الحروف الابجدية للدلالة على الارقام ووحدوا الارقام الهندية وصاغوها صياغة جيدة وتم نقلها إلى البلدان الاخرى وكذلك معرفتهم للأرقام الغبارية (1 , 2 , 3) والعرب هم الذين صنعوا البوصلة للاستدلال بها في سيرهم سواء في البحر او البر وتعيين الاتجاهات وتم نقلها إلى أوربا .
وأشتهر العرب أيضا بفن العمارة وأثارهم باقية مثل الكعبة الشريفة ، وبقايا ابنية تعود إلى دولة الغساسنة والمناذرة(12) والبتراء في وادي موسى جنوب الاردن وكذلك قصر غمدان في اليمن وهو مكون من عدة طوابق ومبنى بالمرمر الشفاف ، واشتهروا بفن النحت وفضلاً عما تركوه من آثار كثيرة من النقوش وتماثيل الالهة التي كانوا يعبدونها ولا زالت هذه الآثار موجودة قائمة كما نلاحظه في مدينة بابل وآشور وسومر والحضر . وتم بناء قصور كثيرة مما يدل على تفننهم في فن العمارة مثل قصر الخورنق والسدير الذي بناه النعمان(13) وكذلك تم بناء القصر الابيض وقصر الزوراء وهو أول ما حرره العرب المسلمون(14) وقصر بني بقيله وعدد من الاديرة(15) ، وكذلك قاموا بالاعمال التجارية والصيرفة وربما اعمال المصارف(16) واشتهروا بصناعة الاسلحة فاكتسبت السيوف الحيرية سمعة بين العرب واشتهروا بالصياغة والنجارة والتنجيد وصناعة الخزف وأواني الفخار والنقوش(17) . ومن الديانات التي أنتشرت في الحيرة (العراق) المسيحية(18).
وكانت مشكلة الأمن من الأمور المهمة التي جلبت الأهتمام في أرض مكة لكثرة الفقراء والمخلوعين من القبائل والغرباء من غير العرب الذين جاءوا وسكنوا أرض مكة وبما أن مكة المكرمة كانت مكان لتجمع الحجيج ومقر لتجارة شبه جزيرة العرب وما كانت تتعرض له من غزوات وعلى الرغم من كون أكثر سكان مكة المكرمة من التجار إلا أنهم أبدوا الاستعداد العسكري للدفاع عن أنفسهم وعن أرضهم وعقدوا عدة أحلاف مع القبائل العربية لتأمين قوافلهم عند الذهاب إلى بلاد الشام واليمن(19) وهناك عدة وظائف عسكرية منها اللواء والقيادة والاعنة والحكومة واللواء هو العلم الذي كان يحمل في المعارك وتدور حوله المعركة وكان يرفعها بني عبد الدار وقتل منهم ( 4 ) في غزوة أحد وهم يدافعون عنه(20)والقيادة كانت في الأمويين(21) وصاحب الاعنة يكون مقدم على خيول قريش في الحرب (22) وكان الحارث بن قيس السهمي صاحب الحكومة والاموال(23) وكان رئيس العشيرة في مكة يقوم مقام القاضي واذا ما حصل خلاف بين افراد قبائل مختلفة فكانوا يذهبون إلى الكاهن أو يرضخون إلى الاستقسام بالأزلام وكانت الرفادة موجودة عند أهل مكة وهي خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب فيصنع منه طعاما للحجاج يأكل منه من لم يكن له سعة ولا زاد ومن حضر الموسم وفرضه قصي جد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على أهل مكة ليكرموا ضيوف الكعبة الشريفة الذين هم ضيوف أهل بيت الله الحرام وكان يوزع في منى(24) ويتم تخريج الاموال حسب القدرة(25) وعندما اصاب مكة جدب شديد خرج هاشم بن عبد مناف إلى الشام فاشترى بما أجتمع عنده من مال فقدم به مكة في موسم الحج ليوزعه على حجاج بيت الله الحرام(26) .
________________
(1) ابن هشام ، محمد بن عبد الملك ( ت، 218 هـ / 833 م) ، سيرة ابن هشام، تحقيق : محي الدين عبد الحميد ،( مطبعة حجازي القاهرة ، 1356هـ /1937م) ، ج1 ، ص 65ـ70 ؛ الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير (ت ، 310 هـ/ 922م ) ، تاريخ الامم والملوك ، ج2 ، ( طبعة ليدن 876هـ / 1910م) ، ص 115 .
(2) الطبري، المصدر السابق ، ج2، ص27 ـ 30 .
(3) جواد علي، تاريخ العرب قبل الاسلام ،( دار العلم للملايين ، بيروت) ، ج3، ص80 ـ 98 .
(4) ابن قتيبة / عبد الله بن مسلم ( ت ، 276هـ / 889م) ، الشعر والشعراء ، ج1 ، (دار الثقافة ـ بيروت ، 1964م) ، ص 178، اليعقوبي ، أحمد بن واضح ، ( ت ، 284هـ / 897م) ، تاريخ اليعقوبي، تحقيق محمد صادق بحر العلوم ، ج1 ( طبعة نجف ، 1358هـ ) ، ص 176ـ181، وانظر الاصفهاني ، ابو فرج علي بن الحسين ( ت، 356هـ / 976م) ، الاغاني ، ج8 ( طبعة دار الكتب المصرية ـ القاهرة ، 1322هـ ) ، ص 60ـ73 .
(5) المقريزي ، تقي الدين أحمد بن علي ( ت، 845هـ / 1441 م) ، الاغاثة ، ج11 ، ص 67 .
(6) ابو الفرج الاصفهاني،ت328 ، الاغاني، ج19 ، ص75 ، ابن سعد ،( ت ،230هـ/ 844م)، ابو عبد الله محمد ، الطبقات الكبرى / ج6 ،( طبعة ادوارد سخوـ ليدن ، 1905ـ 1921م) ،2، ص6 .
(7) الطبري، تاريخ الرسل ، ج2 ، ص231 .
(8) الازرقي، أخبار مكة ، ج2 ، ص74 .
(9) الملأ : هم أصحاب الرأي ويمثلون أفخاذ القبيلة ومن بلغ الاربعين من عمره ومعروف بين قومه بحسن السيرة والسلوك وصحة الجسم .
(10) ابن هشام ، السيرة النبوية / ج1 ، ص 45 ؛ الطبري ، تاريخ الرسل ، ج2 ، ص 199 ؛ المسعودي، ابو الحسن بن الحسين بن علي ( ت ، 346هـ/957م) ، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق : محي الدين عبد الحميد ، ج2 ( القاهرة ، 1938) ، ص157 .
(11) الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج2 ، ص 37
(12) الطبري، تاريخ الرسل والملوك ، ج2، ص37 ، المسعودي، مروج الذهب ، ج2، ص90 ، ياقوت الحموي، الامام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي، معجم البلدان، ج2، (دار صادر للطباعة والنشر، بيروت) ص 401، مادة خورنق ومادة السدير
(13) ياقوت الحموي : مصدر سابق، ج2 ، ص387 ، وينظر يوسف غنيمة ، الحيرة ، ص 19 ـ 24 .
(14) الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، وانظر ياقوت : معجم البلدان ، مادة قصر .
(15) الحموي ، معجم البلدان ، مادة قصر ؛ ويوسف غنيمة ، ص 19 ـ 29 .
(16) ابن سلام ( ت ، 224هـ/838م) ابو عبيد القاسم ، كتاب الاموال ، تصحيح وتعليق محمد حامد الفقي، مطبعة حجازي ـ القاهرة ـ 1353هـ، ص 253 ، أنظر البيروني ( ت، 440هـ/ 1048م) ابو الريحان محمد بن أحمد الآثار الباقية عن القرون الخالية ، نحقيق : أدوارد ساخو، مطبعة لايبزك ، 1903م، ص 68ـ69 .
(17) يوسف غنيمة ، الحيرة ، 81 ـ 95 .
(18) الاصفهاني، الاغاني : ج2 ، ص 20 .
(19) الزبيري ، مصعب ( ت ، 233هـ/ 850م) ، نسب قريش، تحقيق بروفنسال( دار المعارف للطباعة والنشر ـ القاهرة ـ 1953) مصر ، ص 9 .
(20) المصدر نفسه ، ص 251 ، وانظر الازرقي ، ج1 ، ص 63 .
(21) الازرقي، اخبار مكة، ج1 ، ص 63 ـ 66 .
(22) ابن الاثير ، اسد الغاية ، ج2 ، ص 101 .
(23) ابن الأثير، اسد الغابة ، ج3 ، ص 216 .
(24) الطبري، تاريخ الرسل والملوك ، ج2 ، ص 185 .
(25) ابن سعد ، المصدر السابق ، ج1 ، قسم 1 ، ص 45 .
(26) الازرقي ، المصدر السابق ، ج1 ، ص63 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|