أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2016
2683
التاريخ: 31-10-2016
1299
التاريخ: 30-10-2016
1012
التاريخ: 1-11-2016
3525
|
تقع أطلال مدينة بابل القديمة شمال مدينة الحلة (مركز محافظة بابل) بحوالي 10كم، وجنوب مدينة بغداد بحوالي 90كم، وكان نهر الفرات يقطع المدينة من وسطها في السابق لكنه غير مجراه فيما بعد حيث يجري اليوم إلى الغرب من تلك الأطلال(1).
شهدت هذه المدينة حفريات آثارية واسعة منذ سنة 1899م(2)، ثم استمرت في السنوات اللاحقة الا ان اغلب المناطق التي شهدت أعمال التنقيب كانت تعود للعصر البابلي الحديث (612-539 ق.م) والفترات التي اعقبته، أما الطبقات التي تعود إلى العصر البابلي القديم (2004-1595 ق.م) فكان من الصعب الوصول إليها أو العثور على بعض مخلفاتها، وذلك بسبب التخريب والتدمير الذي تلقته منشآت المدينة من بعض الملوك الآشوريين وبخاصة الملك الآشوري "سنحاريب" (704-681 ق.م) والذي عمد في احدى حملاته إلى احراق المدينة وتفييض نهر الفرات عليها(3)، كما كان لقرار الملك "نبوخذ نصر الثاني" (604-562 ق.م) بإعادة بناء المدينة دوراً في القضاء وازالة ما تبقى من ابنية قديمة شيدت فوق انقاضها وفي مكانها أبنية العصر البابلي الحديث (612-539ق.م)(4)، بالأضافة إلى ارتفاع مناسيب المياه الجوفية والتي تعرقل اعمال التنقيب والحد منها(5).
أما اسم مدينة بابل فلا زال مثار خلاف بين الباحثين من حيث أصله وتفسيره وكذلك في عائديته إلى السومريين أم إلى الاكديين بسبب التسميات المتعددة لهذه المدينة ولغات هذه التسميات فبسبب الصيغة السومرية لاسم المدينة(كا-دنكر-را KÁ. DINGIR. RAKi) ، لكونها من أقدم الكتابات التي أشارت لهذه المدينة والتي ترجع إلى ال ملك الاكدي (شار-كالي-شاريŠar-Kali-Šarri) (2217-2193 ق.م) (6) فان ذلك دفع بعض الباحثين إلى الاعتقاد بكون المدينة تأسست في العصر السومري القديم (7) ، بينما يشير رسم التسمية والذي جاء من عصر سلالة أور الثالثة وبالصيغة التالية :( كا-دنكر-ما KÁ. DINGIR. RA) إلى ترجيح قراءته باللغة الاكدية على النحو التالي (Bab-ilim-ma) والذي يعني (بوابه الإله) (8) ، أما الاغريق فقد ذكروها بهيئة (بابلون Babylon) ومنها بلاد بابل وبابلونيا (9) وبالإضافة إلى تسميات اخرى اطلقت على بابل منها (موطن الحياة، وكف السماء) (10).
أما عن تاريخ مدينة بابل فيرى بعض الباحثين استناداً إلى لقى أثرية من منطقة بابل، ان المنطقة كانت مستوطنة منذ العصر الحجري الحديث، أما مدينة بابل فربما كانت في الاصل مركزاً تجارياً للقوافل القادمة من مختلف انحاء بلاد الرافدين(11)، ومما لاشك فيه ان بابل كانت احدى القرى الكثيرة المنتشرة في عصر فجر السلالات في القسم الاوسط من السهل الرسوبي، والمرجح انها كانت من القرى التابعة إلى دولة مدينة كيش عندما قامت فيها سلالة حاكمة من بعد الطوفان(12)، وأقدم ذكر لبابل بصفتها مدينة أو بلدة يرجع إلى زمن الملك (سرجون الاكدي Šarru-gin ق.م 2334-2279) مؤسس السلالة الاكدية التي اعقبت عصر فجر السلالات، حيث ذكر في الاخبار البابلية المتأخرة(13) كيف ان الملك "سرجون" نقل تراب بابل او اخذ من ترابها عندما شيد عاصمته الجديدة "أكد" التي ينبغي ان تكون غير بعيدة عن بابل(14)، وجاء ذكر بابل أيضاً في الأحداث التي اتخذت لتاريخ أعوام حكم الملك الأكدي " شار-كالي-شاري" والذي يذكر تشييده لعدد من المعابد فيها(15)، أما في عهد سلالة أور الثالثة (2112-2004 ق.م) فقد أصبحت مدينة بابل تابعة لها وتم تعين (أنسي) حاكماً أو أميراً يدير شؤونها(16) ولكن الشأن الكبير للمدينة أنما يقترن بوصول الآموريين اليها واتخاذهم بابل مركزاً لهم وقيام (سومو-آبم Sumu-Abum ق.م 1894-1881) وهو احد الشيوخ الآموريين بتأسيس مملكة حاكمة فيها(17).
_____________
(1) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق ، ص47.
(2) اجريت في مدينة بابل تنقيبات واسعة كان من اهمها واقدمها التنقيبات الآثارية التي اجريت بإشراف المعهد الالماني الشرقي تحت رعاية القيصر "وليم الثاني" واستمرت من سنة 1899م إلى سنة 1917م برئاسة الاستاذ (كولدوي)، ثم توالت بعد ذلك أعمال الحفريات الاثارية وكان
للمؤسسة العامة للاثار والتراث دوراً مهماً في اعمال التنقيب والصيانة في المدينة...، للمزيد ينظر: صالح، قحطان رشيد، المصدر السابق، ص193.
(3) Luckenbill, D.D., ARAB, Vol.2, (1927), PP.121-122.
(4) باقر، طه، مقدمة ... ، ج1، ص551.
(5) المصدر نفسه، ص563.
(6) Ebeling, E., and Missner. B., RLA, Vol.2, PP. 332-334.
(7) كيناست، بوركات، "اسم مدينة بابل" سومر، مجلد 35، (بغداد، 1979)، ص242.
(8) Oates, J., Op. Cit., P. 60.
(9) Sasson, J., "King Hammurabi of Babylon" Civilizations of the Anicient Near East, by Jack sasson, voi, 2, part. 5(New-York, 1995), P.902.
(10) باقر, طه, مقدمة..., ج1, ص563.
(11) Renger, J., Sumer, Vol. 35(1979), P. 208.
(12) كيناست، بوركات، المصدر السابق، ص242.
(13) ورد في قصة الخليقة البابلية ان مدينة بابل بنيت (في بداية الزمان كمنزل للآلهة العظام، وعندما اكتمل البناء كانت البهجة العظيمة، وقال الاله "مردوخ" سيد السماء والارض "هذه هي بابل" المكان الذي يكون مسكنكم، اعملوا البهجة في انحائها)، للمزيد ينظر:
الشواف، قاسم، ديوان الاساطير "سومر واكاد وآشور" الالهة والبشر، ج2، (بيروت، 1997)، ص113.
(14) باقر, طه, المصدر السابق, ج1, ص564.
(15) Sigrist, M. & Peter. D., Mesopotamian year names…, P. 47.
(16) ساكز، هاري، عظمة بابل...، ص82.
(17) كلينغل، هورست، المصدر السابق، ص34.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|