يتفق توزيعها الجغرافي مع توزيع اودية الانهار الرئيسية في القارة، والتي يأتي في مقدمتها الدانوب وانهار شرقي القارة وغربها، بالإضافة الى انهار اشباه الجزر الجنوبية التي كونت سهولا فيضية متباينة الخصوبة رغم قصر مجاريها مثل الوادي الكبير، ابرو، جواديانا، دورو في شبه جزيرة ايبيريا، البو، التيبر، لوكا lucca، كراتي ورافده اسارو في شبه جزيرة ايطاليا، بوايانا، درين drin، اشكومبي، فاردار vardar، اخيلوس akheloos، ارتا arta، دليوروس، فيداريس، بينوس وروافده (سهل تساليا) سيفيسوس, وتنتشر التربة الفيضية في السهول التي كونتها الانهار المذكورة، وهي تربة منقولة غير محلية لذا تتميز بتجدد خصوبتها كل عام بصورة عامة، وتضم التربة الفيضية العديد من العناصر العضوية والمعدنية اللازمة لنمو المحاصيل الزراعية.

وتبعا لاتساع دائرة التوزيع الجغرافي للتربة الفيضية وما تبع ذلك من تباين خصائص بيئاتها وهو ما انعكس على خصائص الانهار والتصريف المائي فأنها تتباين من حيث التركيب وخصائص الذرات وطبيعة النسيج والبناء ومستوى النفاذية للماء من نطاق الى اخر حتى داخل السهل الفيضي للنهر الواحد، ويرجع ذلك الى عدة اسباب يأتي في مقدمتها الاختلاف الكبير في خصائص الظروف البيئية التي تمت خلالها عملية الترسيب بالإضافة الى الموقع بالنسبة لمجرى النهر وضفافه وطبيعة التكوينات الارضية السائدة في مناطق المنابع العليا.

وتتميز التربة الفيضية كما سبق ان اشرنا بخصوبتها وقدرتها الكبيرة على الانتاج الا ان بعض نطاقاتها تتضاءل صلاحيتها للزراعة بدرجات متفاوتة لعدة اسباب منها ارتفاع منسوب الماء الارضي وذلك اما لانتشار مشاريع الري، او لانخفاض مستوى سطح الارض في منطقة المصبات كما هي الحال بالنسبة للمجرى الأدنى لنهر الدانوب في كل من رومانيا وبلغاريا، وتعاني نطاقات اخرى من التربات الفيضية من مشكلة ارتفاع نسبة الاملاح الذائبة فيها كنتيجة لانتشار المستنقعات كما هي الحال بالنسبة لنطاقات من السهول الفيضية لانهار ابرو في اسبانيا، واخيلوس، سيفيسوس في اليونان.

وجدير بالذكر ان مساحات واسعة من هذه النطاقات جففت وتحولت الى اراض فيضية جيدة الانتاج, وتعد نطاقات واسعة من التربة الفيضية من اخصب التربات في اوربا واكثرها انتاجا بدليل الارتفاع الكبير لكثافة السكان فيها كما في اسبانيا وايطاليا ورومانيا وبلغاريا وفرنسا واليونان بصورة خاصة.