أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2016
1469
التاريخ: 30-10-2016
1124
التاريخ: 31-10-2016
1242
التاريخ: 30-10-2016
992
|
سقوط بابل:
بعد أن أمضى نبونيدس زهاء عشر سنوات في تيماء عاد إلى بابل (في حدود 546 ق.م)، وكانت بوادر الخطر مائلة في الأحداث الدولية المعاصرة. ولا سيما الاحداث التي استجدت في بلاد إيران، بقيام الملك الفارسي المسمى "كورش" الثاني وأخذه السلطة من الماذيين في عهد الملك الماذي "استياجس" جده لأمه. واستطاع هذا الملك الجديدة أن يكون بسرعة عجيبة امبراطورية واسعة شملت آسية الصغرى وبلغت إلى تحون الهند، وقد ذكرنا فيما سبق كيف أن (نبونيدس) عقد اتفاقاً مع هذا الملك الفرسي ولكن بطل ذلك الاتفاق لما استولى كورش على كيليكية التابعة لنبونيدس. وبعد أن قضى كورش على "كروسس" (قارون) ملك ليدية (في آسية الصغرى) صار يضم الأقاليم التابعة إلى الدولة البابلية ومنها بلاد آشور التي استولى عليها في عام 547 ق.، ثم جاء دور مدينة بابل نفسها في العام 539 ق.م. وقد عهد الملك نبونيدس إلى ابنه قائد الجيش أي "بليشاصر" بأن يتصدى لجيوش كورش عند "أويس" (سلوقية) فقتل في المعركة، ثم قصد الجيش الفارسي في العام نفسه مدينة "سبار" (ابو حبة قرب بلدة المحمودية). وكان يقود الجيش الحاكم البابلي "كوبرياس" الذي انحاز إلى كورش (واسمع في المصادر البابلية كوبارو) فسار هذا من بعد "سبار" إلى مدينة بابل ودخلها في 13 تشرين الثاني (539 ق.م) بدون مقاومة تقريباً(1) وأخذ "نبونيدس" أسيراً ويحتمل أنه قتل وفي رواية اخرى أن كورش عينه حاكماً في أواسط إيران، ودخل كورش إلى مدينة بابل بعد أيام قلائل، وبدا التأريخ الرسمي باسم الملك الجديد.
ومما لا شك فيه ان مرد السهولة التي تم بها فتح مدينة بابل إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية وإهمال الملك نبونيدس شؤون المملكة وغيبته الطويلة عنها يضاف إلى ذلك حرب الدعاية الناجحة التي شنها الملك الفارسي من التشهير بالملك البابلي في انتهاك حرمات معابد الآلهة، وساعده في ذلك اليهود الأسرى في بابل، يدل على ذلك أن اليهود اعتبروا كورش أنه المسيح الموعودون به في توراتهم، الذي سيعيد مملكة داود (سفر اشعيا :44)، كل هذه العوامل وغيرها جعلت سكان بابل يرحبون بالفاتح الجديد. ومثل غيره من الفاتحين في التاريخ سرعان ما نشر بيانه إلى الأهالي بأنه إنما جاء ليحررهم بأمر الإله مردوخ الإله "نبو" اللذين رحبا بحكمه، واتخذ الألقاب الرسمية لملوك بلاد بابل مثل، الملك العظيم، ملك العالم، الملك القوي، ملك بابل، ملك بلاد سومر واكد، ملك الجهات الأربع...نسل الملوكية منذ القدم، الذي يحبه الإله يحبه بيل (مردوخ) ويبارك في حكمه، كما جاء في بيانه المنقوش باللغة البابلية والخط المسماري على أسطوانة من الطين(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يروي هيرودوتس رواية طريفة عن كيفية دخول الجيش الفارسي إلى بابل، فحواها أن الملك كورش جعل جيشه يجفف قاع نهر الفرات بتحويل مياهه إلى بحيرة أو منخفضة بنسبة إلى أعمال الملكة "سميراميس" الأسطورية. فسار الجيش في قاع النهر الجاف وباغت أهل المدينة التي بلغت سعتها درجة بحيث أن الجيش لما دخلها لم يعرف ذلك أهلها الساكنون في وسطها (هيوردوتس، الكتاب الأول، 191) حول أخبار سقوط بابل انظر:
Olmstead, History of the Persain Empire (1944)
(2) انظر:
Weisbach, Die Keilinschriften der Achaemeniden, (1911), 2 ff.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|