التطورات السياسية في بلاد الرافدين خلال الفترة ( 1000- 331 ق . م ) |
1435
01:09 مساءاً
التاريخ: 30-10-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2016
2710
التاريخ: 30-10-2016
1085
التاريخ: 31-10-2016
2300
التاريخ: 30-10-2016
985
|
تشير الأحداث السياسية التي وقعت في بلاد الرافدين في مطلع الألف الأول قبل الميلاد إلى أن البلاد كانت تمر بأزمة سياسية حادة تمثلت بغياب السلطة المركزية سواء كانت تلك السلطة في الجنوب في مدينة بابل أم في الشمال في مدينة اشور, ويرجح أن سبب تلك الأزمة يعود الى تدفق الآراميين بأعداد هائلة نحو المنطقة (1).
يبدو أن الفراغ السياسي الذي كانت تمر به بلاد الشام خلال هذه الفترة قد اتاح لهؤلاء الأقوام أي الآراميين حرية الحركة في المنطقة من دون أن يتعرضوا إلــى عائق سياسي من أقوام المنطقة الأخرى(2), وخلال الفترة المحصورة بين (1077 - 911 ق . م ) أخذ هؤلاء الأقوام يؤثرون بصورة مباشرة في الوضع السياسي لبـــلاد الرافدين حيث استطاع بعضهم التغلغل الى داخل البلاد وفرضوا سيطرتهم على مناطق واسعة من الوسط والجنوب (3). ففي الجزء الشمالي من البلاد نجد أن بعضا منهم قد أنتشر في الجهة الغربيـــــة والجنوبية من بلاد أشور وقد تسببوا في قطع الطرق التجارية المؤدية إليها ونتيجة لذلك فقد عم الفقر والفاقة ربوع البلاد ولكن على الرغم من ذلك فأن أشور استطاعت أن تحتفظ بقدر كبير من قوتها(4) ، إلا أنها ظلت مقتصرة على المدن الآشورية فقط (5).
أما في الجنوب , ونقصد به بلاد بابل فأن الوضع السياسي هناك بات أكثر تدهوراً ولعل ضعف الإمكانيات العسكرية لدى البابليين مقارنة بما كان لدى الآشوريين خلال هذه الفترة قد حال دون تمكنهم من صد الآراميين ومنعهم من التسلل الى داخل البلاد , وفي الأخير فقد انتشرت أعداد كبيرة من هؤلاء الأقوام في أماكن واسعة من بلاد بابل وقد أسسوا لهم كيانات سياسية كانت تسمى بـ ( البيوتات ) (6).
لقد حاول ملوك كل من بابل وآشور التصدي لخطر الآراميين عن طريق عقد اتفاقية سلام (7)، في ما بينهم للوقوف بوجه هذا التحدي الذي أصبح أمرا واقعاً لا مفر منه , إلا أن هذه الاتفاقية قد ذهبت أدراج الريح بعد فترة قصيرة من التصديق عليها من ملكي بابل واشور ولعل السبب في ذلك أن الآراميين تسلموا زمام الحكم في بابل بعد أن قام أحد زعمائهم المدعو " أدد – أبلا – أدينا " باغتصاب العرش في بابل والذي ذكرته النصوص المسماريـة بـ" المغتصب الأرامي " (8 ).
بعد أن آل حكم بابل الى الآراميين لم يكن أمام الملك الآشوري ( أشور – بيل – كالا ) أية حلول اخرى لمعالجة الوضع السياسي في الجنوب سوى الاعتراف بملوكيتهم على بابل ولم يكتف عند هذا الحد وانما حاول القيام ببعض التدابير السياسية التي كان يراها مناسبة لأحتواء تلك الأزمة ومنها زواجه بابنة الملك الآرامي ( أدد – أبلا – أدينا ) ولو أن هذا الأجراء قد خفف من ضغط القبائل الآرامية على بلاد اشور الا أن ذلك لم يستمر طويلاً إذ سرعان ما عاود الآراميون بالتحرش ببلاد اشور خلال المده التي أعقبت حكم هذا الملك(9) .
حكم خلال الفترة التي عقبت حكم الملك ( أشور – بيل – كالا ) مجموعة من الملوك الآشوريين(10) , الذين أتصفوا بضعفهم بحيث لم تذكر لنا النصوص المسمارية ولا المدونات الأثرية أية أشارة الى قيامهـم بنشاط سياسي كان من شأنه أن يعيد للبلاد هيبتها السياسية , بل على العكس من ذلك نجد أن الأحوال السياسية في أشور أخذت تتجه نحو الأسوء حيث امتازت فترة حكم هؤلاء الملوك بتدفق الآراميين بأعداد كبيرة وتمكنهم من السيطرة على المستوطنات الاشورية الواقعة في منطقة الفرات الأوسط وقد قوض هؤلاء السلطة الآشورية حتى اصبحت مقتصرة على بلاد اشور فقط(11) .
أما في بابل فأن الوضع السياسي يبدو أكثر اضطراباً مما هوعليه في بلاد اشور , ولعلنا نلتمس ذلك من خلال ما أوردته النصوص المسمارية العائدة الى تلك الفترة والتي أشارت الى أن احتفالات رأس السنة التي كانت تقام سنوياً في هذه المدينة والتي تعد من أقدس المناسبات التي يقيمها البابليون في فصل الربيع قد ألغيت لمدة تسع سنوات بسبب اقتراب الآراميين من مدينة بابل(12) ،وقطعهم الطريق الموصل بين بابل وبورسيا(13), اذ كانت الاخيرة تشهد جزء من مراسيم ذلك الاحتفال (14).
بدأت الأوضاع الأقتصادية في اشور بالتحسن تدريجياً خلال فترة حكم الملك اشور – دان الثاني ( 934 – 912 ق . م ) حيث أشار هذا الملك في حولياته الى أنه أعاد بناء " بوابــة الحرفيين " التي قام ببنائها الملك تجلات بيلزرالأول من قبل إلا أنـها تهدمت من بعــــده وكــان لهذه البوابة أهمية كبيرة عند الآشوريين باعتبارها تمثل البوابة الرئيسة للمواصلات باتجاه الغرب(15) , وهذا مؤشر على انتعاش الاقتصاد الآشوري خلال فترة حـكم هذا المـلك والذي بدوره قد أدى الى انتعاش البلاد سياسياً ومهد لانتقال بلاد الرافدين الى عصر جديد من عصورها السياسية والحضارية عرف بالعصر الآشوري الحديث .
_______________
(1) حتى ، فيليب : وآخرون , تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين , ترجمة: جورج حداد وعبد المنعم وافق، بيروت 1958، ج1، ص 150 – 151 .
(2)Moorey . PRS. The making of the Biblical Lands . London 1975. p58.
(3) Ibid,p59-60)..)
(4) حتى ، فيليب : وآخرون , تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين, ص 102- 103 .
(5) عثمان, عبد العزيز: معالم تاريخ الشرق القديم, بيروت 1967، ج1, ط1, ص 317
(6) أوينهايم : بلاد ما بين النهرين , ترجمة سعدي فيض عبد الرزاق , بغداد 1981 ص199 , وللاستزادة بالمعلومات حول تلك البيوتات ينظر:Brinkman .J.'Nots on Arameans and Chaldeans in Southern Babylonia in the Early Seventh Century B.C' Orientalia.Vol.46.Fase 2.1977 P .304-307.
(7) عقد ت هذه الاتفاقية بين الملك الأشوري ( أشور – بيل – كالا ) ( 1074 – 1057 ق . م ) والملك البابلي " مردوخ – شابك – زير " ( 1080 – 1068 ق . م ) وهي اتفاقية دولية كانت تهدف الى التعاون بين الطرفين للوقوف بوجه الأراميين للمزيد من المعلومات حول هذه الاتفاقية ينظر : محان , محمد سياب: المعاهدات السياسية في العراق القديم , رسالة ماجستير غير منشورة , القادسية , 2001, ص 91 - -92 . منصور , ماجدة حسو: الصلات الأرامية الأشورية, رسالة ماجستير , غير منشورة, بغداد , 1995 ص89 . المحمدي ,زياد عويد : التطورات السياسية في بلاد الرافدين ( 1335 – 911 ق . م ) رسالة ماجستير غير منشورة , بغداد 2003, ص 125 .
(8) ساكز , هاري : عظمة بابل , ترجمة عامر سليمان , الموصل 1979 ص 99 – 107 , منصور, المصدر السابق ص 89 .وللاستزادة بالمعلومات ينظر:
- Brink man . J. A. Apolitical History of past Kassite Babylonia (1158 – 722). Roma. 1968. p. 133.
(9) ساكز: جبروت اشور الذي كان ,ترجمه : يوسف احو , دمشق 1995 , ص 103 .
(10) حول هذه الفترة والملوك الذين حكموا فيها ينظر: المحمدي, المصدر السابق ص128 -130
- Luckenbll.D.D, ARAB, Vol 1 New York, 1926, P 106-107.
(11)المحمدي: المصدر السابق، ص128.
(12) ساكز : عظمة بابل , ص 107 , ساكز : قوة أشور , ص 104 .
(13) تقع خرائب هذه المدينة على بعد 15 كم تقريباً الى الجنوب من مدينة الحلة ويرجح أن اسم بورسيا سومري معناه " قرن البحر " أو " سيف البحر " وهي مركز عبادة الاله ( نابو ) اله الكتابة وللمدينة قدسيه خاصة عند البابليين باعتبارها من المدن التي تحتضن قسما من مراسيم عيد الأكيتو للمزيد من المعلومات , ينظر : صالح , قحطان : الكشاف الأثري في العراق , بغداد , 1983 , ص 217 .
(14) ساكز : قوة اشور, ص104.
(15) ساكز :عظمة بابل, ص 108 – 109 . وللاستزادة بالمعلومات عن اعمال الملك اشور – دان الثاني العسكرية والأقتصادية ينظر: Cray son. A. K. Assyria Royal Inscripsion. Vol 1. London 1972 p. 75 77.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|