أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014
5126
التاريخ: 22-12-2015
5030
التاريخ: 26-09-2014
5697
التاريخ: 6/9/2022
1237
|
اختلف في الجنة التي أسكن فيها آدم فقال أبو هاشم هي جنة من جنان السماء غير جنة الخلد لأن جنة الخلد أكلها دائم ولا تكليف فيها وقال أبو مسلم هي جنة من جنان الدنيا في الأرض وقال أن قوله {اهْبِطُوا مِنْهَا} [البقرة : 38] لا يقتضي كونها في السماء لأنه مثل قوله {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة : 61] واستدل بعضهم على أنها لم تكن جنة الخلد بقوله تعالى حكاية عن إبليس « هل أدلك على شجرة الخلد » فلو كانت جنة الخلد لكان آدم عالما بذلك ولم يحتج إلى دلالة وقال أكثر المفسرين والحسن البصري وعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وكثير من المعتزلة كالجبائي والرماني وابن الإخشيد إنها كانت جنة الخلد لأن الألف واللام للتعريف وصارا كالعلم عليها قالوا ويجوز أن تكون وسوسة إبليس من خارج الجنة من حيث يسمعان كلامه قالوا وقال من يزعم أن جنة الخلد من يدخلها لا يخرج منها غير صحيح لأن ذلك إنما يكون إذا استقر أهل الجنة فيها للثواب فأما قبل ذلك فإنها تفنى لقوله تعالى « كل شيء هالك إلا وجهه » وقوله « وكلا منها رغدا » أي كلا من الجنة كثيرا واسعا لا عناء فيه « حيث شئتما » من بقاع الجنة وقيل منها أي من ثمارها إلا ما استثناه « ولا تقربا هذه الشجرة » أي لا تأكلا منها وهو المروي عن الباقر (عليه السلام) فمعناه لا تقرباها بالأكل ويدل عليه أن المخالفة وقعت بالأكل بلا خلاف لا بالدنو منها ولذلك قال فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما واختلف في هذا النهي فقيل أنه نهي التحريم وقيل أنه نهي التنزيه دون التحريم كمن يقول لغيره لا تجلس على الطرق وهو قريب من مذهبنا فإن عندنا أن آدم كان مندوبا إلى ترك التناول من الشجرة وكان بالتناول منها تاركا نفلا وفضلا ولم يكن فاعلا لقبيح فإن الأنبياء (عليهم السلام) لا يجوز عليهم القبائح لا صغيرها ولا كبيرها وقالت المعتزلة كان ذلك صغيرة من آدم (عليه السلام) على اختلاف بينهم في أنه وقع منه على سبيل العمد أو السهو أو التأويل وإنما قلنا أنه لا يجوز مواقعة الكبائر على الأنبياء (عليهم السلام) من حيث إن القبيح يستحق فاعله به الذم والعقاب لأن المعاصي عندنا كلها كبائر وإنما تسمى صغيرة بإضافتها إلى ما هو أكبر عقابا منها لأن الإحباط قد دل الدليل عندنا على بطلانه وإذا بطل ذلك فلا معصية إلا ويستحق فاعلها الذم والعقاب وإذا كان الذم والعقاب منفيين عن الأنبياء (عليهم السلام) وجب أن ينتفي عنهم سائر الذنوب ولأنه لو جاز عليهم شيء من ذلك لنفر عن قبول قولهم والمراد بالتنفير أن النفس إلى قبول قول من لا تجوز عليه شيئا من المعاصي أسكن منها إلى قول من يجوز عليه ذلك ولا يجوز عليهم كل ما يكون منفرا عنه من الخلق المشوهة والهيئات المستنكرة وإذا صح ما ذكرناه علمنا أن مخالفة آدم (عليه السلام) لظاهر النهي كان على الوجه الذي بيناه واختلف في الشجرة التي نهي عنها آدم فقيل هي السنبلة عن ابن عباس وقيل هي الكرمة عن ابن مسعود والسدي وقيل هي التينة عن ابن جريج وقيل هي شجرة الكافور يروي عن علي (عليه السلام) وقيل هي شجرة العلم علم الخير والشر عن الكلبي وقيل هي شجرة الخلد التي كانت تأكل منها الملائكة عن ابن جذعان وقوله « فتكونا من الظالمين » أي تكونا بأكلها من الظالمين لأنفسكما ويجوز أن يقال لمن بخس نفسه الثواب أنه ظالم لنفسه كقوله تعالى حكاية عن أيوب إني كنت من الظالمين حيث بخس نفسه الثواب بترك المندوب إليه واختلفوا هل كان يجوز ابتداء الخلق في الجنة فجوز البصريون من أهل العدل ذلك قالوا يجوز أن ينعمهم الله في الجنة مؤبدا تفضلا منه لا على وجه الثواب لأن ذلك نعمة منه تعالى كما أن خلقهم وتعريضهم للثواب نعمة وقال أبو القاسم البلخي لا يجوز ذلك لأنه لو فعل ذلك لا يخلو إما أن يكونوا متعبدين بالمعرفة أو لا يكونوا كذلك فلو كانوا متعبدين لم يكن بد من ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وكان يكون لا بد من دار أخرى يجازون فيها ويخلدون وإن كانوا غير متعبدين كانوا مهملين وذلك غير جائز وجوابه أنه سبحانه لو ابتدأ خلقهم في الجنة لكان يضطرهم إلى المعرفة ويلجئهم إلى فعل الحسن وترك القبيح ومتى راموا القبيح منعوا منه فلا يؤدي إلى ما قاله وهذا كما يدخل الله الجنة الأطفال وغير المكلفين لا على وجه الثواب .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|