أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
889
التاريخ: 16-10-2016
842
التاريخ: 16-10-2016
836
التاريخ: 16-10-2016
814
|
البطالمـــة Ptolemies:
ويُسمَّى البطالمة أيضاً «الأسرة المقدونية» أو «الأسرة الحادية والثلاثون (المصرية)»، وهي الأسرة اليونانية التي حكمت مصر في الفترة 323 ـ 30 ق.م، وعدد ملوكها نحو 14 ـ 16 ملكاً وملكة. وقد حكمت الأسرة البطلمية مصر بعد أن قضى الإسكندر على الهيمنة الفارسية على فلسطين عام 334 ق.م، وفرض هيمنته على البحر الأبيض المتوسط.
ويبدو أن البطالمة غزوا فلسطين اتباعاً لسياسة الفراعنة التي كانت ترى أن أمن مصر مرتبط بفلسطين ومنطقة الشام. وكان يُوجَد داخل فلسطين حزبان: أحدهما موال للبطالمة والآخر موالٍ للسلوقيين. وكان حكم البطالمة لفلسطين أطول الفترات في الحقبة التي تبدأ بسقوط فارس وتستمر حتى ظهور روما. كما أن الأنماط الإدارية والمؤثرات والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت إبّان حكمهم، استمرت في فلسطين حتى الفترة الرومانية. ولم تكن فلسطين منطقة إدارية مستقلة بل كانت جزءاً من المنطقة المعروفة باسم سوريا وفينيقيا، تماماً كما كان الحال مع الفرس الذين ألحقوا يهود فلسطين بمنطقة عبر النهر.
وكانت حدود هذه المنطقة غير محددة إذ كانت تختلف حسب تَزايُد أو تَناقُص هيمنة السلوقيين أو البطالمة. وقد تغيَّر التركيب الإثنى لسكان فلسطين إذ استوطنها يونانيون، وتم تأسيس مستعمرات يونانية عسكرية لأغراض أمنية، وكذلك مدن يونانية جديدة، وتغيَّر طابع المدن العبرانية أو الآرامية القديمة إذ تأغرق معظمها.
وكان اهتمام البطالمة بفلسطين، بخلاف الجانب الإستراتيجي، ينصبُّ على جمع الضرائب. فأسس البطالمة لهذا الغرض شبكة ضخمة لجمع الضرائب عمادها أعضاء الطبقات الثرية المحلية الذين تحولوا إلى ملتزمين فكانوا يجمعون الضرائب بضمان ممتلكاتهم. وكان بعض هؤلاء الملتزمين يحاولون قدر إمكانهم رفع الضرائب، لأن الفارق بين ما كان يتعيَّن عليهم تسديده لخزانة الدولة وما يُحصَّل بالفعل كان يصبُّ في جيوبهم، ومن هنا ظهرت جماعة وظيفية محلية يهودية تدين بالولاء للحكومة البطلمية وتحيط بها كراهية السكان اليهود.
وكانت هذه الجماعة تضم كبار ملاك الأراضي والملتزمين وكبار الكهنة، كما كانت تضم أسراً كهنوتية وأخرى غير كهنوتية (أشهرها أسرة طوبيا التي كانت تمتلك أراضي شاسعة في شرق الأردن). وقد انضمت هذه الطبقات الثرية إلى التركيبة الحضارية الهيلينية الجديدة وتأغرقت. ولكن، إلى جانب هذا القطاع اليهودي المتأغرق، كانت هناك الجماهير التي لم تتأثر كثيراً بالحضارة الهيلينية، ومن بينها طبقة من الصناع وصغار التجار. وانضم إليهم عدد كبير من صغار الكهنة كانوا يُشكِّلون الطبقة الوسطى ذات الثقافة المحلية الآرامية. وكانت طبقة أصحاب المزارع الكبيرة من اليهود تشكل أقلية صغيرة إذ ظل عماد الاقتصاد هو المزارع الصغيرة في الريف. وظل هذا الوضع سائداً حتى بعد أن بسطت روما هيمنتها.
وظل الريف في فلسطين محتفظاً بطابعه السامي الآرامي. ومن هنا كان الريف يشكل دائماً القاعدة الجماهيرية للتمردات اليهودية اللاحقة. أما أعضاء الطبقة الوسطى، فكانوا يشكلون مصدر قيادتها. وكانت هذه التمردات اليهودية موجهة ضد السلطة الإمبراطورية بقدر ما كانت موجهة ضد الجماعة اليهودية المحلية الوسيطة المتأغرقة. وقد تمخض الانقسام بين اليهود عن ظهور حزبين دينيين سياسيين: الصدوقيين (حزب الأثرياء والكهنة)، والفريسيين (ممثلي الحزب الشعبي الذي تفرَّع منه الأسينيون والغيورون وعصبة الخناجر).
واعتبر اليونان اليهود (في فلسطين) قوماً (إثنوس) مركزهم القدس وقائدهم الكاهن الأعظم، ومجلس الشيوخ (جيروسيا). وكان الكاهن الأعظم هو القائد الديني والدنيوي الذي يترأس اجتماعات مجلس الشيوخ ويشرف على الهيكل وأمن القدس وتعَاظَم نفوذه بسبب الصراع بين السلوقيين والبطالمة. ويبدو أن مجلس الشيوخ كان، من الناحية الرسمية على الأقل، أعلى منزلة من الكاهن الأعظم نفسه. واعترف البطالمة (ومن بعدهم السلوقيون، كما فعل الفرس من قبلهم) بالشريعة اليهودية باعتبارها مجموعة قوانين يؤمن بها اليهود ويلتزمون بها، وتكملها القوانين أو الشرائع اليونانية. ومن هنا أُعطيت النخبة الكهنوتية التي كانت تحكم باسم الشريعتين الحق في تنفيذ القوانين المنصوص عليها في الشريعة اليهودية.
ويبدو أن البطالمة كانوا ينظرون إلى الجماعات اليهودية (خارج فلسطين) كجماعات وظيفية استيطانية، قتالية وتجارية، يعتمد أمنهم على أمن الطبقة الحاكمة. ولذا، فقد كانوا يشجعون اليهود على الاستيطان في مصر للعمل تجاراً ومزارعين وجنوداً مرتزقة وشرطة وموظفين وملتزمي ضرائب. وقد كان منهم قواد للجيش البطلمي. ويُلاحَظ أن التقسيم الطبقي الثلاثي للمجتمع في مصر، حيث كان يتكون إبّان العصر البطلمي من مواطنين يونان في قمة الهرم وجماعات ذات حقوق خاصة (إثنوس) في وسطه والمصريين في قاعدته، جعل أعضاء الجماعات اليهودية جماعة في الوسط. ولعل وضعهم هذا، أي كونهم جماعة وسيطة، قد قرَّبهم من البطالمة وخلق أساساً للتوتر الذي نشأ ضدهم فيما بعد من قبل المواطنين اليونانيين. وقد حقق اليهود نجاحاً اقتصادياً في مجال الالتزام والتجارة والنقل البحري، فاحتكروا تصدير البردي والقمح والبلح كما احتكروا نظام الالتزام وامتلكوا عدداً كبيراً من الأساطيل التجارية.
تَركَّز أعضاء الجماعات اليهودية أساساً في الإسكندرية حيث كانت مقسَّمة إلى خمسة أحياء اثنان منها كانا مخصَّصين لليهود. ولكن وجودهم لم يكن مقصوراً على الإسكندرية إذ كانوا يوجدون في أماكن أخرى. ويُقال إن نحو جزء واحد من ثمانية أجزاء من سكان مصر كان من اليهود، إذ بلغ عددهم مليوناً بين سبعة ملايين ونصف المليون من المصريين، كما أن عددهم كان يفوق عدد اليهود في فلسطين، وهو ما كان يعني أن فلسطين لم تَعُد المركز السكاني أو الثقافي لهم. ولكن الهيكل ظل، مع ذلك، المركز الديني الأساسي. وأصبح اليهود أهم العناصر الأجنبية بعد الإغريق. وقد قام الإسكندر الأكبر بتوطين بعض جنود سنبلط حاكم السامرة في مصر كما شجع هجرة اليهود إليها.
وقد قام بطليموس الأول (سوتر) (323 ـ 283 ق.م) بفتح فلسطين وضمها، واستولى على القدس عام 320 ق.م، كما ضم الجزء الجنوبي من سوريا. وقد أسر بعض اليهود وحملهم إلى الإسكندرية، وشجع اليهـود على الهجرة لقمع المصريين (على حـد قول الموسوعة اليهودية). أما بطليمـوس الثاني (فيلادلفـوس) (283 ق.م ـ 245 ق.م)، فقد أسس عدة مدن في فلسطين وشرق الأردن، وحقق نجاحاً في حربه ضد الأسرة السلوقية. ويُعَدُّ عصره أحد العصور الذهبية لليهود في مصر، حيث تزايد معدل اندماجهم. فقد دعا إلى ترجمة العهد القديم، فيما يُعرَف بالترجمة السبعينية التي يتضح فيها التحيز للبطالمة (المصريين) على حساب السلوقيين (السوريين). وقد أعتق بطليموس الثاني العبيد العبرانيين الذين أسرهم أبوه ووطنهم كمرتزقة في معسـكرات اليهود باعتبارهم مسـتوطنين أو كتشـكيلات عسـكرية (باليونانية: كليروخوا Clerouchoi) (وكان المقدونيون يُعدُّون «كليروخوا» أيضاً حيث كان الحكم البطلمي حكماً استيطانياً مبنياً على المرتزقة).
أما بطليموس الثالث (ايوريجيتيس الأول، أي فاعل الخير) (246 ـ 221 ق.م)، فقد وطَّن في الفيوم عدداً من اليهود (الذين أسرهم بعد انتصاره في الحرب السورية الثالثة) في الأراضي المستصلحة، كما كرَّس معبداً يهودياً باسمه.
وفي عهد بطليموس الرابع (فيلوباتور) (221 ـ 203 ق.م)، زاد اعتماد البطالمة على العنصر اليهودي، وقد هزم هذا الملك البطلمي السلوقيين بجيش كان يضم بعض العناصر المصرية. ولكن بطليموس الخامس (ابيفانيس) (203 ـ 181 ق.م) ترك فلسطين لأنطيوخوس الثالث عام 200 ق.م بعد معركة بانيوم ثم عقد سلاماً مع السلوقيين وتزوَّج ابنة انطيوخوس (كليوباترا الأولى).
ولكن أهم الفترات في تاريخ العلاقة بين الجماعة اليهودية والبطالمة هي الفترة التي حكم فيها بطليموس السادس أو السابع (فيلوميتور) (181 ـ 145 ق.م) إذ اعتمد على العنصر اليهودي اعتماداً كاملاً بعد أن فشل في صد هجوم سلوقي عليه. وحينما فتح أبواب مصر للاستيطان اليهودي، زاد المرتزقة اليهود واشتركوا في إدارة الدولة، وكان هناك يهوديان (أونياس وروسيثيوس) يشغلان مناصب عسكرية قيادية، كما وضح نفوذهم في الأمور المالية. وقد رحَّب بطليموس السادس بالكاهن أونياس الثالث الذي فرَّ من فلسطين ومعه بعض اليهود إلى مصر فمُنح أرضاً في لينتوبوليس بنى فيها هيكلاً لينافس هيكل القدس (الخاضع لنفوذ السلوقيين)، وأقام إلى جواره حامية عسكرية يهودية. وقد كان اليهوديان أنانياس وهلكياس (أولاد أونياس الرابع) من قادة الحامية اليهودية في جيش كليوباترا الثالثة في هليوبوليس الذي جردته ضد ابنها بطليموس الثامن (لاتيروس) الذي حكم سنوات متفرقة من 116 إلى 80 ق.م، بالاشـتراك مع ابنها الآخر. وقد قادا هذا الجيش في فلسطين.
واندمج أعضاء الجماعات اليهودية في المحيط الهيليني، وفقدوا لغتهم الأصلية الآرامية، وبدأوا يتحدثون اليونانية. فكان العهد القديم يُقرأ في المعابد اليهودية بالعبرية ثم اليونانية. وبدأ اليهود يؤغرقون أسماءهم، فيحل ياسون محل يشوع، وهكذا. ثم تحوَّل الاندماج إلى انصهار كامل حين نسي اليهود العبرية تماماً، فكانت الصلوات تتم باليونانية. وبدلاً من أغرقة أسمائهم، أصبحوا يتبنون أسماء يونانية كاملة بما في ذلك أسماء الآلهة. بل إن أعضاء الجماعات اليهودية الذين انخرطوا في السلك العسكري كانوا يعتبرون أنفسهم مقدونيين. ويبدو أن اليهود خارج الإسكندرية لم يتم تأغرقهم بهذا المستوى، ولكنهم تأثروا بالمحيط المصري، ولعلهم كانوا يتحدثون لغة المصريين.
ولم يحصل اليهود في مصر، كجماعة، على حق المواطنة اليونانية (أي أن يكونوا بوليتيا politeia) وإنما مُنحوا حق أن يصبحوا بوليتيوما politeuma وهو وضع قانوني يحق لهم بمقتضاه أن يستوطنوا المدينة كغرباء لهم حق السكنى ويصبحوا بمنزلة كيان مدني مستقل لهم دستورهم الخاص ولهم الحق في الحفاظ على شرائع (قوانين) أجدادهم. وكان كل بوليتيوما تُدار شئونها الداخلية كوحدة إثنية مستقلة (إثنوس) من خلال موظفين إداريين مستقلين عن المدينة لهم شخصيتهم المعنوية المستقلة. وكانت السلطات تمنحهم ميثاقاً مكتوباً بذلك. وكان يترأس البوليتيوما رئيس القوم (إثنآرخ) وكانت له صلاحيات إدارية وقضائية واسعة. ومع هذا، كان يشاركه السلطة، بل يعلو عليه، مجلس الشيوخ (جيروسيا). وكان للبوليتيوما محاكمها الخاصة. ولكن، نظراً لتزايد معدلات الاندماج والأغرقة، كانت أغلبية أعضاء الجماعات اليهودية تلجأ إلى المحاكم اليونانية (بدلاً من المحاكم اليهودية) للتقاضي حتى في حالات الزواج والطلاق. وقد انضم بعض أعضاء الجماعات اليهودية، ووخصوصاً الأثرياء، إلى المدينة (باليونانية: بوليس polis) وأصبحوا مواطنين يونانيين، مع أن هذا كان يعني التخلي عن دينهم. ومن الجدير بالذكر أن البوليتيوما كانت شكلاً من أشكال التنظيم الإداري لم يكن مقصوراً على الجماعة اليهودية، فقد كانت هناك بوليتيوما تضم الكريتيين في الفيوم، كما كان هناك أكثر من بوليتيوما للفريجيين وغيرهم من الفئات. ويبدو أن معظم الجماعات اليهودية، خارج فلسطين، كانت منظمة على هيئة بوليتيوما.
وقد ظل أعضاء الجماعات اليهودية عنصراً موالياً للبطالمة وقريباً منهم. وهم بوصفهم جماعة وظيفية، مالية وقتالية، كانوا محط كره الجماهير سواء اليونانية أو المصرية. وقد حارب أونياس الرابع مع أرملة بطليموس السادس عام 145 ق.م، وحارب ابناه مع كليوباترا الثالثة عامي 108 و107 ق.م ضد بعض المطالبين بالعرش الذين ساندهم المواطنون اليونانيون، الأمر الذي زاد التوتر بين اليهود واليونان. وقد حاول أعضاء الجماعات اليهودية أن يحصلوا على مزيد من الحقوق وأن يصبحوا مواطنين في المدينة (بوليس) لا مجرد غرباء في البوليتيوما. وقد كان هذا أمراً محالاً إذ أن الانتماء الكامل للمدينة اليونانية كان يعني الاشتراك في عبادة آلهتها. بل كانت بعض وظائف المدينة تتطلب القيام بطقوس دينية وثنية محدَّدة، وهو الأمر الذي كان يرفضه اليهود بطبيعة الحال. ولا شك في أن المساعدة التي قدَّمها اليهود للقوات الرومانية الغازية، في أعوام 55ـ 48 ق.م ثم في عام 30 ق.م، ساهمت في تعميق حدَّة كره اليونانيين لهم. وشهدت هذه الفترة بداية ظهور كتب العداء لليهود مثل كتب مانيتو وأبيون التي تتهم اليهود بكل التهم الممكنة والتي كتب يوسيفوس رداً عليها فيما بعد. وقد خلق كل هذا أرضاً خصبة للثورات اليونانية ضد اليهود بعد ضم الإسكندرية إلى الإمبراطورية الرومانية.
وقد ضم البطالمة جزءاً من ليبيا عام 145 ق.م. وكعادتهم، فتحوا أبوابها لهجرة اليهود باعتبارهم عنصراً بشرياً وظيفياً تجارياً قتالياً «ليشددوا قبضة البطالمة » على برقة والمدن الأخرى في ليبيا، وذلك على حد قول يوسيفوس. وظلت برقة تحت حكم البطالمة حتى استولى عليها الرومان عام 96 ق.م.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|