أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-10
297
التاريخ: 2024-05-01
726
التاريخ: 6-12-2015
3423
التاريخ: 2024-09-04
336
|
قال تعالى : {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة : 77].
أجل ، ان القرآن كريم يغني عن كل مرشد ودليل ، ويشفي من داء الجهل والضلال ، ويهدي إلى منازل الكرامة والسلامة ، ويحرر من قيود الظلم والعبودية . . أما السر لأوصافه هذه وكثير غيرها فلأن القرآن الكريم يستجيب لكل حاجة من حاجات الحياة ، ويربط الدين بالعمل في الدنيا لحياة طيبة عادلة لا مشاكل فيها ولا عدوان . . حتى سعادة الآخرة لا ينالها إلا من أخلص وعمل صالحا . . أبدا لا طريق إلى اللَّه ، ولا إلى النجاة من غضبه وعذابه إلا العمل النافع : { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد : 18] .
ومن هنا أجمع المسلمون قولا واحدا على ان اللَّه سبحانه ما شرع ولن يشرع حكما إلا لخير الإنسان ومصلحته ، وانه من المستحيل أن يشرع حكما فيه ضرر على أحد أيا كان ، وانه إذا نسب إلى شريعة القرآن حكم لا يتفق مع هذا المبدأ فهو من جهل الجاهلين أو دسائس الوضاعين ، أما الآيات الدالة على ذلك فتعد بالعشرات ، منها قوله تعالى على لسان نبيه شعيب : { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلاحَ } - 88 هود وقوله : {ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ولكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ولِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } - 7 المائدة وقوله : { إِنَّ اللَّهً بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ } - 143 البقرة وقوله : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }- 30 الروم .
هذا هو الإسلام في حقيقته وواقعه ، وفي كتاب اللَّه وعلمه ، لا شيء فيه إلا ما يحتاج إليه الإنسان ويطلبه بغريزته وفطرته النقية الصافية التي ولد عليها ، وتميز بها عن جميع الكائنات ، لا ما يتطلبه الطمع والجشع ، والبغي والعدوان . .
وقد أدرك هذه الحقيقة الكثير من فلاسفة الغرب وشعرائه وأدبائه ، فأكبروا الإسلام وأشادوا بالرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) لا لشيء إلا بدافع من حب الخير والحق والعدل ، ولو اتسع لنا المقام لذكرنا الكثير من أقوالهم ، ولكن ما لا يدرك كله أو جله فلا يترك كله ، ونختار من بين أولئك الأعلام : « جوته » الألماني و « لامرتين » الفرنسي و « تولستوي » الروسي و « برناردشو » الانكليزي ، وهم كما ترى مختلفون في ثقافتهم وقوميتهم واتجاهاتهم .
قرأ « جوته » الشاعر الألماني الكبير - القرآن ، وأدرك ما فيه فأكبره واحتفل بليلة القدر التي نزل فيها القرآن ، وقرأ تاريخ الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) فألف النشيد المحمدي ، وكتب مسرحية محمد (صلى الله عليه واله) ، ومن أقواله : إذا كان الإسلام هو التسليم للَّه لا للأهواء والأغراض ففي الإسلام نحيا ، وعليه نموت .
وقال « لامرتين » شاعر فرنسا العظيم : « ان كل ما في حياة محمد (صلى الله عليه واله) يدل على انه لم يكن يضمر خداعا أو يعيش على باطل . . انه هادي الإنسان إلى العقل ، ومؤسس دين لا فرية فيه » .
وقال « تولستوي » الفيلسوف الروسي الإنساني : « مما لا ريب فيه ان محمدا خدم الهيئة الاجتماعية خدمات جليلة ، ويكفيه فخرا أنه هدى مئات الملايين إلى نور الحق والسكينة والسلام ، ومنح للإنسانية طريقا للحياة ، وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا إنسان أوتي قوة وإلهاما وعونا من السماء » .
وقال برنارد شو الأديب الانكليزي العالمي : « يجب أن يدعى محمد منقذ الإنسانية . . انني أعتقد انه لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة . . ان محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين ، ولا يتصور وجود مثله في الآتين » .
وقول برنارد شو : « محمد أكمل البشر من الغابرين والحاضرين » معناه ان رسالة محمد (صلى الله عليه واله) لا تغني عنها أية رسالة من رسائل الأنبياء السابقين . . حتى عيسى وإبراهيم . أما قول برنادشو : « ولا يتصور وجود مثل محمد في الآتين » فمعناه لا أحد يستطيع بعد محمد أن يأتي الإنسانية بجديد يفيدها وينفعها أكثر مما أتى به محمد ، ومعناه أيضا ان دعوة محمد ودين محمد يغني عن كل دين وكل دعوة وشريعة ونظام ، ولا يغني عنه شيء .
وكلنا يعلم ان برنارد شو في طليعة قادة الفكر الأوروبي في القرن العشرين ، عصر الذرة والفضاء ، وان شهادته هذه هي نتاج البحث الطويل ، والتفكير العميق ، والتحليل الدقيق . . وهذه الشهادة من برناردشو هي تعبير ثان أو تفسير لقوله تعالى :
« وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ » - 107 الأنبياء أي كل العالمين في كل زمان وكل مكان . وأيضا هي تفسير لقوله سبحانه : « ولكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وخاتَمَ النَّبِيِّينَ » - 40 الأحزاب وأيضا هي أي شهادة برناردشو دليل قاطع على صدق المسلمين في عقيدتهم بأن محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين ، ولا يتصور وجود مثله في الآتين على حد قول برناردشو .
وبعد ، فما هو رأي الشباب المتنكرين لدين آبائهم وأجدادهم ؟ ما رأيهم في قول برنادشو ؟ وهل هم أعلم وأحرص منه على الإنسانية ، أم انهم يتكلمون بوحي من أعداء الإسلام والإنسانية من حيث لا يشعرون ؟.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|