أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-10
1259
التاريخ: 28/9/2022
1320
التاريخ: 2024-06-12
605
التاريخ: 9-11-2014
6013
|
الإضلال على هذا [ في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة : 26] تشديد الامتحان الذي يكون عنده الضلال وذلك بأن ضرب لهم الأمثال لأن المحنة إذا اشتدت على الممتحن فضل عندها سميت إضلالا وإذا سهلت فاهتدى سميت هداية فالمعنى إن الله تعالى يمتحن بهذه الأمثال عباده فيضل بها قوم كثير ويهتدي بها قوم كثير ومثله قوله {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم : 36] أي ضلوا عندها وهذا كما يقال للرجل إذا أدخل الفضة النار لينظر فسادها من صلاحها فظهر فسادها أفسدت فضتك وهو لم يفعل فيها الفساد وإنما يراد أن فسادها ظهر عند محنته وقريب من ذلك قولهم فلان أضل ناقته ولا يريدون أنه أراد أن يضل وإنما يريدون ضلت منه لا من غيره وقولهم أفسدت فلانة فلانا وأذهبت عقله وهي ربما لم تعرفه ولكن لما ذهب عقله وفسد من أجلها أضيف الفساد إليها وقد يكون الإضلال بمعنى التخلية على جهة العقوبة وترك المنع بالقهر ومنع الألطاف التي يفعل بالمؤمنين جزاء على إيمانهم وهذا كما يقال لمن لا يصلح سيفه أفسدت سيفك أريد به أنك لم تحدث فيه الإصلاح في كل وقت بالصقل والإحداد وقد يكون الإضلال بمعنى التسمية بالضلال والحكم به كما يقال أضله إذا نسبه إلى الضلال وأكفره إذا نسبه إلى الكفر قال الكميت :
فطائفة قد أكفروني بحبكم وطائفة قالوا مسيء ومذنب
وقد يكون الإضلال بمعنى : الإهلاك والعذاب والتدمير ومنه قوله تعالى { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ} [القمر : 47، 48] ومنه قوله تعالى { أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} [السجدة : 10] أي هلكنا وقوله « والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم » أي لن يبطل سيهديهم ويصلح بالهم فعلى هذا يكون المعنى أن الله تعالى يهلك ويعذب بالكفر به كثيرا بأن يضلهم عن الثواب وطريق الجنة بسببه فيهلكوا ويهدي إلى الثواب وطريق الجنة بالإيمان به كثيرا عن أبي علي الجبائي ويدل على ذلك قوله « وما يضل به إلا الفاسقين » لأنه لا يخلو من أن يكون أراد به العقوبة على التكذيب كما قلناه أو يكون أراد به التحيير والتشكيك فإن أراد الحيرة فقد ذكر أنه لا يفعل إلا بالفاسق المتحير الشاك فيجب أن لا تكون الحيرة المتقدمة التي بها صاروا فساقا من فعله إلا إذا وجدت حيرة قبلها أيضا وهذا يوجب وجود ما لا نهاية له من حيرة قبل حيرة لا إلى أول أو ثبوت إضلال لا إضلال قبله وإذا كان ذلك من فعله فقد أضل من لم يكن فاسقا وهو خلاف قوله « وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ » وعلى هذا الوجه فيجوز أن يكون حكم الله تعالى عليهم بالكفر وبراءته منهم ولعنته عليهم إهلاكا لهم ويكون إهلاكه إضلالا وكل ما في القرآن من الإضلال المنسوب إلى الله تعالى فهو بمعنى ما ذكرناه من الوجوه ولا يجوز أن يضاف إلى الله تعالى الإضلال الذي أضافه إلى الشيطان وإلى فرعون والسامري بقوله ولقد أضل منكم جبلا كثيرا وقوله {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ } [طه : 79] وقوله {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه : 85] وهو أن يكون بمعنى التلبيس والتغليط والتشكيك والإيقاع في الفساد والضلال وغير ذلك مما يؤدي إلى التظليم والتجويز على ما يذهب إليه المجبرة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|