أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-6-2022
1453
التاريخ: 15-8-2022
1718
التاريخ: 7-10-2016
1893
التاريخ: 7-10-2016
1359
|
[ قال مهدي الصدر: ] أودّ أنْ أعرض وصْفةً علاجيّة لهذا الخُلُق الخطير ، وهي مؤلّفة من عناصر الحكمة النفسيّة ، والتوجيه الخُلُقي ، عسى أنْ يجد فيها صرعى الغضب ما يُساعدهم على مكافحته وعلاجه .
وإليك العناصر الآتية :
(1) - إذا كان منشأ الغضب اعتلالاً صحّيّاً ، أو هبوطاً عصبيّاً كالمرضى والشيوخ ونحاف البنية ، فعلاجُهم - والحالة هذه - بالوسائل الطبّية ، وتقوية صحّتهم العامّة ، وتوفير دواعي الراحة النفسيّة والجسميّة لهم ، كتنظيم الغذاء ، والتزام النظافة ، وممارسة الرياضة الملائمة واستنشاق الهواء الطلق ، وتعاطي الاسترخاء العضلي بالتمدد على الفراش.
كل ذلك مع الابتعاد والاجتناب عن مرهقات النفس والجسم ، كالإجهاد الفكري ، والسهر المضني والاستسلام للكآبة ، ونحو ذلك من دواعي التهيّج .
(2) - لا يحدث الغضب عفواً ، وإنّما ينشأ عن أسباب تستثيره ، أهمّها : المغالاة في الأنانيّة الجدل والمراء ، الاستهزاء والتعيير ، المزاح الجارح , وعلاجه في هذه الصور باجتناب أسبابه والابتعاد عن مثيراته جهد المستطاع .
(3) - تذكّر مساوئ الغضب وأخطاره وآثامه ، وأنّها تحيق بالغاضب ، وتضرّ به أكثر مِن المغضوب عليه ، فرُبّ أمرٍ تافه أثار غضبةً عارمة ، أودت بصحّة الإنسان وسعادته .
يقول بعض باحثي علم النفس : دع محاولة الاقتصاص من أعدائك ، فإنّك بمحاولتك هذه تؤذي نفسك أكثر ممّا تؤذيهم , وإنّنا حين نمقت أعداءنا نتيح لهم فرصة الغلبة علينا ، وإنّ أعداءنا ليرقصون طرَباً لو علِموا كم يسبّبون لنا من القلق وكم يقتصّون منّا ، إنّ مقتنا لا يُؤذيهم ، وإنّما يؤذينا نحن ، ويحيل أيامنا وليالينا إلى جحيم .
وهكذا يجدر تذكر فضائل الحلم ، وآثاره الجليلة ، وأنّه باعث على إعجاب الناس وثنائهم وكسب عواطفهم .
وخير محفّز على الحلم قول اللّه عز وجل : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [فصلت : 34، 35] .
(4) - إنّ سطوة الغضب ودوافعه الإجراميّة ، تعرّض الغاضب لسخط اللّه تعالى وعقابه وربّما عرّضته لسطوة مَن أغضبه واقتصاصه منه في نفسه أو في ماله أو عزيز عليه .
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( أوحى اللّه تعالى إلى بعض أنبيائه : إبنَ آدم أذكرني في غضبك أذكرك في غضبي ، لا أمحقك فيمن أمحق ، وارض بي منتصراً ، فإنّ انتصاري لك خيرٌ مِن انتصارك لنفسك ) .
(5) - من الخير للغاضب إرجاء نزَوات الغضب وبوادره ، ريثما تخفّ سورته ، والتروّي في أقواله وأفعاله عند احتدام الغضب ، فذلك ممّا يخفّف حدّة التوتر والتهيج ، ويعيده إلى الرشد والصواب ، ولا يُنال ذلك إلا بضبط النفس ، والسيطرة على الأعصاب .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إنْ لم تكن حليماً فتحلّم ، فإنّه قَلّ من تشبّه بقومٍ إلاّ أوشك أنْ يكون منهم ) .
(6) - ومن علاج الغضب : الاستعاذة من الشيطان الرجيم ، وجلوس الغاضب إذا كان قائماً واضطجاعه إنْ كان جالساً ، والوضوء أو الغُسل بالماء البارد ، ومسّ يد الرحم إنْ كان مغضوباً عليه ، فإنّه من مهدّئات الغضب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|