أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2021
2245
التاريخ: 6-10-2016
1633
التاريخ: 4-2-2020
1521
التاريخ: 9-9-2019
1729
|
من فضل اللّه علينا و لطفه بنا و له الحمد أضعاف ما حمده الحامدون أن جعل لنا إماما بعد إمام ظاهرا فينا وإن كان مستورا على أعدائنا إلى أن انقضى من الهجرة النّبويّة مأتان و ستّون سنة ثّم جعل للاخير بعد غيبته سفراء إلى قريب من تمام ثلاثمأة و ثلاثين سنة و كان أصحابنا في هذه المدّة المديدة يأخذون العلوم الدّينيّة ظاهرها و باطنها من معدنها على اطمئنان من قلوبهم و انشراح من صدورهم بقدر قابليتهم و مرتبتهم و منزلتهم ، فأغناهم اللّه بذلك عن تقليد من لا يجوز تقليده و نجّاهم به من حيرة الحيران.
وبعد انقضاء هذه المدة كانوا يرجعون إلى الاصول المأخوذة عنهم المشتملة على أكثر ما يحتاج إليه النّاس حتّى شذ مسألة ضرورية لا يكون فيها حكم جزئي أو كلي عنهم (عليهم السلام) وفق له من وفق.
قال أمير المؤمنين (عليهم السلام): «يا معشر شيعتنا و المنتحلين و لا يتنا إيّاكم و أصحاب الرّأي فانهم أعداء السّنن تفلّتت منهم الأحاديث أن يحفظوها ، و أعيتهم السنة أن يعوها فاتخذوا عباد اللّه خولا و ماله دولا فذلت لهم الرّقاب و أطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، و نازعوا الحق و أهله فتمثلوا بالائمة المعصومين الصّالحين «الصادقين خ» و هم من الجهال الملاعين فسئلوا عما لا يعلمون فانفوا ان يعترفوا بأنهم لا يعلمون فعارضوا الدّين بآرائهم و ضلوا فأضلّوا ، أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما»(1).
و عن الباقر (عليه السلام) : «من أفتى النّاس برأيه فقد دان اللّه بما لا يعلم ، و من دان اللّه بما لا يعلم فقد ضاد اللّه حيث أحلّ و حرّم فيما لا يعلم»(2).
و عن الصّادق (عليه السلام) أنّه قيل له ترد علينا أشياء لا نعرفها في كتاب و لا سنّة فننظر فيها؟.
قال : «لا ، أما أنك لو أصبت لم تؤجر و إن أخطأت كذبت على اللّه»(3).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذم اختلاف العلماء في الفتيا : «ترد على أحدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ، ثم يجتمع القضاة بذلك عند إمامهم الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا و إلههم واحد و كتابهم واحد ، و نبيّهم واحد أفأمرهم اللّه سبحانه بالاختلاف فأطاعوه؟ , أم نهاهم عنه فعصوه؟ , أم أنزل اللّه سبحانه دينا ناقضا فاستعان بهم على إتمامه؟ , أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى؟ , أم أنزل اللّه دينا تامّا فقصّر الرّسول عن تبليغه و أدائه و اللّه سبحانه يقول : ما فَرَّطْنا في الكتاب من شيء ، و فيه {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] , و ذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا و أنّه لا اختلاف فيه فقال سبحانه : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء : 82] , و أن القرآن ظاهره أنيق ، و باطنه عميق لا تفني عجائبه ولا تنقضي غرائبه ، و لا تنكشف الظلمات إلا به»(4).
وعنه (عليه السلام): «اعلموا عباد اللّه أن المؤمن يستحل العام ما استحلّ عاما أوّل ، و يحرم العام ما حرمّ عاما أول و أن ما أحدث النّاس لا يحلّ لكم شيئا مما حرّم اللّه عليكم ، و لكن الحلال ما أحل اللّه و الحرام ما حرم اللّه»(5).
_________________________
1- الاحتجاج : ج 2 , ص 283 , و الامامة و التبصرة ص 62.
2- البحار : ج 2 , ص 84 , عن التفسير المنسوب للامام العسكري(عليه السلام).
3- الكافي : ج 1 , ص 57.
4- الكافي : ج 1 , ص 56.
5- نهج البلاغة : ص 60 , خطبة 18.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|