أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
1482
التاريخ: 25-4-2022
1585
التاريخ: 5-10-2016
2034
التاريخ: 5-10-2016
1881
|
الحق أن المذموم من المزاح هو الإفراط فيه و المداومة عليه ، أو ما يؤدي إلى الكذب و الغيبة وأمثالهما ، و يخرج صاحبه عن الحق , وأما القليل الذي يوجب انبساط خاطر و طيبة قلب ، و لا يتضمن إيذاء و لا كذبا و لا باطلا ، فليس مذموما ، لقول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): «إني لأمزح و لا أقول إلا حقا» , و لما روي : «أنهم قالوا له (صلى اللّه عليه و آله): يا رسول اللّه ، انك تداعبنا! , فقال : إني و إن داعبتكم ، فلا أقول إلا حقا» , و لما روت العامة : «أنه (صلى اللّه عليه و آله) كان كثير التبسم ، و كان أفكه الناس» و ورد : «أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) كسا ذات يوم واحدة من نسائه ثوبا واسعا ، و قال لها : البسيه و أحمدي ، و جرى منه ذيلا كذيل العروس».
و قال (صلى اللّه عليه و آله): «لا تدخل الجنة عجوز, فبكت العجوز, فقال : إنك لست يومئذ بعجوز» و جاءت امرأة اليه ، و قالت : «إن زوجي يدعوك.
فقال (صلى اللّه عليه و آله) : زوجك هو الذي بعينه بياض؟ , قالت : و اللّه ما بعينه بياض؟. فقال : بلى ، إن بعينه بياضا , فقالت: لا و اللّه؟ , فقال : ما من أحد إلا بعينه بياض».
وأراد به البياض المحيط بالحدقة , و جاءته امرأة أخرى ، و قالت : «احملني يا رسول اللّه على بعير، فقال : بل نحملك على ابن البعير, فقالت : ما أصنع به ، انه لا يحملني ، فقال (صلى اللّه عليه و آله): هل من بعير إلا و هو ابن بعير؟», و كان (صلى اللّه عليه و آله) يدلع لسانه للحسين (عليه السلام) فيرى لسانه فيهش له ، و قال لصهيب و به رمد و هو يأكل التمر : «أتأكل التمر و أنت أرمد؟ , فقال : إنما آكل بالشق الآخر , فتبسم رسول اللّه حتى بدت نواجذه» وروي : «أن خوات ابن جبير كان جالسا إلى نسوة من بني كعب بطريق مكة ، و كان ذلك قبل اسلامه , فطلع عليه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فقال له : مالك مع النسوة؟ , قال : يفتلن ضفيرا لجمل لي شرود , فمضى رسول اللّه لحاجته ثم عاد ، فقال : يا أبا عبد اللّه أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟ , قال : فسكت و استحييت ، و كنت بعد ذلك استخفى منه حياء ، حتى أسلمت و قدمت المدينة ، فاطلع علي يوما و أنا أصلي في المسجد ، فجلس إلي، فطولت الصلاة فقال : لا تطول فاني انتظرك ، فلما فرغت قال : يا أبا عبد اللّه ، أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟ , قلت : و الذي بعثك بالحق نبيا؟ ما شرد منذ أسلمت! فقال : اللّه أكبر اللّه أكبر، اللهم اهد أبا عبد اللّه فحسن اسلامه» , و كان نعيمان الأنصاري ، رجلا مزّاحا ، فإذا دخل المدينة شيء نفيس من اللباس أو المطاعم اشترى منه ، و جاء به إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و يقول : هذا أهديته لك.
فإذا جاء صاحبه يطالبه بثمنه ، جاء به إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) ، و قال : يا رسول اللّه ، أعطه ثمن متاعه ، فيقول له النبي (صلى اللّه عليه و آله) : «أ و لم تهده لنا؟» فيقول : لم يكن عندي و اللّه ثمنه ، و أحببت أن تأكل منه، فيتبسم رسول اللّه و يأمر لصاحبه بثمنه و أمثال هذه المطايبات مروية عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و عن الأئمة (عليهم السلام) و أكثرها منقولة مع النسوان و الصبيان ، و كان ذلك معالجة لضعف قلوبهم ، من غير ميل إلى هزل ولا كذب و لا باطل ، و كان صدور ذلك عنهم أحيانا و على الندرة ، و مثلهم كانوا يقدرون على المزاح مع عدم خروجهم عن الحق و الاعتدال ، وأما غيرهم فإذا فتح باب المزاح فربما وقع في الإفراط و الباطل , فالأولى لأمثالنا تركه مطلقا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|